كيف تتسامحين مع ذاتك؟.. خطوات نحو حياة أفضل

#تنمية ذاتية

زهرة الخليج - الأردن 30 مارس 2025

يمتلك الإنسان الجيد العديد من الصفات الجميلة، مثل: الإيثار، والتعاون، وحب الخير، وتقديم المساعدة دون انتظار مقابل. ومن أبرز هذه الصفات: التسامح، الذي يُعرَّف غالباً بأنه قرار متعمد بالتخلي عن مشاعر الغضب والاستياء، والرغبة في الانتقام تجاه شخص أخطأ في حقكِ. ورغم قدرتكِ على مسامحة الآخرين، فقد تجدين نفسكِ أكثر قسوة عند التعامل مع أخطائكِ الشخصية. والحقيقة أن الجميع يرتكبون الأخطاء، لذا فإن التسامح مع الذات ليس مجرد خيار، بل أمر ضروري للصحة العقلية والرفاهية.

هنا، نكتشف فوائد التسامح مع الذات، وبعض الخطوات العملية، التي تساعدكِ على تعلم كيفية مسامحة نفسكِ.

تعلمي كيفية مسامحة نفسكِ:

التسامح مع الذات لا يعني التهرب من المسؤولية أو الضعف، بل هو فعل يدل على القوة والوعي الذاتي، فمسامحة النفس أو الآخرين لا تعني التغاضي عن الأخطاء، بل الاعتراف بها، والمضي قدماً بشكل صحي.

للتسامح مع ذاتك.. اتبعي الخطوات التالية:

- فهم مشاعركِ والتعرف على طبيعة العواطف التي تشعرين بها.

- قبول المسؤولية عما حدث دون اختلاق الأعذار.

- معاملة نفسكِ بلطف وتعاطف، تماماً كما تفعلين مع الآخرين.

- التعبير عن الندم بشكل صحي دون الوقوع في جلد الذات.

- التعويض والاعتذار، سواء لنفسكِ أو لمن تأثر بأخطائكِ.

- التعلم من التجربة والاستفادة منها لتطوير نفسكِ.

- التركيز على اتخاذ قرارات أفضل في المستقبل بدلاً من الغرق في الندم.

ما معنى التسامح مع الذات؟

التسامح لا يعني إنكار ما حدث، بل قبوله والاستعداد للمضي قدمًا دون الانشغال المستمر بالماضي الذي لا يمكن تغييره. وهناك العديد من الأساليب العلاجية، التي تساعد على تحقيق هذا التسامح، منها:

فهم مشاعركِ:

الوعي بمشاعركِ جزء أساسي من تعلم كيفية مسامحة نفسكِ، حيث أظهرت الأبحاث أن تحديد العواطف وتسميتها يقللان شدتها، ما يُسهِّل التحكم فيها. وإذا كنتِ تشعرين بالذنب أو الخجل، فمن المفيد معرفة هذه المشاعر وتقبلها بدلاً من محاربتها، حتى تتمكني من معالجتها بشكل صحيح.

قبول المسؤولية عن أفعالكِ:

التسامح مع الذات لا يعني التغاضي عن الأخطاء، بل الاعتراف بها، والتعامل معها بوعي، فمواجهة ما حدث دون تبرير أو أعذار هو الخطوة الأولى نحو التحرر من الشعور بالذنب.

معاملة نفسكِ بلطف وتعاطف:

يتطلب التسامح مع الذات أن تتعاملي مع نفسكِ بنفس اللطف، الذي تُظهرينه للآخرين، ولا تجلدي ذاتكِ بقسوة، بل كوني متعاطفة معها، وتذكري أن ارتكاب الأخطاء لا يجعلكِ شخصاً سيئاً، بل هو جزء من التجربة الإنسانية.

التعبير عن الندم بطريقة صحية:

عند تحمل المسؤولية عن أفعالكِ، قد تواجهين مشاعر، مثل: الذنب أو الخجل. ومن المهم أن تفرّقي بينهما:

- الشعور بالذنب: مؤشر إلى أنكِ تدركين الخطأ، وترغبين في تصحيحه.

- الشعور بالخجل: يجعلكِ تشعرين بأنكِ غير كافية أو أنكِ «شخص سيئ»، ما يؤدي إلى مشاعر سلبية عميقة.

ومن الضروري فهم أن ارتكاب الأخطاء لا يقلل من قيمتكِ الجوهرية، بل يمكن أن يكون فرصة للنمو والتعلم.

فوائد مسامحة نفسكِ:

أثبتت الدراسات أن التسامح مع الذات يؤدي إلى العديد من الفوائد على الصعيد العقلي، والجسدي، والاجتماعي، منها:

تحسين الصحة العقلية:

إطلاق سراح المشاعر السلبية المرتبطة بالذنب والندم، يقلل التوتر والقلق والاكتئاب، ويعزز مشاعر الرضا عن النفس. كما أن التعاطف مع الذات مرتبط بمستويات أعلى من الإنتاجية، والتركيز، والنجاح.

تعزيز الصحة البدنية:

وجدت الأبحاث أن التسامح له تأثير إيجابي على الصحة البدنية، حيث يساعد على:

- خفض ضغط الدم.

- تحسين مستويات الكوليسترول.

- تقليل الشعور بالألم الجسدي.

- تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب.

تعزيز العلاقات الاجتماعية:

امتلاك عقلية متسامحة تجاه نفسكِ، ينعكس على علاقتكِ بالآخرين، حيث يجعلكِ أكثر قدرة على بناء علاقات صحية ومستدامة. كما أن القدرة على الاعتراف بالأخطاء وإصلاحها، تعزز الروابط العاطفية، وتساعدكِ على تجاوز الخلافات بسهولة أكبر.