#مقالات رأي
نسرين فاخر 1 ابريل 2025
ونحن نعيش فصل الربيع، ذلك الفصل الذي تضحك فيه الطبيعة، وترتفع سيمفونية الطيور، فنشعر بجمال الألوان، وننغمس في الأجواء المبهجة. نتساءل عن سر ارتباط هذا الفصل بالحب، والتوازن، والإقبال على الجمال!
إن الطبيعة كلها تحتفل في هذا الفصل؛ فنرى ذلك في تفتح الأزهار، وجريان الأنهار، وإشراقة الوجوه، وانعكاس هذا الجمال على أرواحنا. فالربيع، بعد برد الشتاء، يمنحنا درسًا عن الحياة المتجددة، حيث تلتقي الطبيعة والإنسان في انسجام يمنحنا العافية.
فكم هو جميل أن نفتح نوافذنا، وأبوابنا، وأن نطلق العنان لمخيلتنا وطموحاتنا، وأن نقف على أرض مليئة بالجمال والأمان، لنصبح جزءًا من هذه اللوحة البديعة!.. فينعكس كل ذلك على الأسرة، والمجتمع، وأجواء العمل، والصداقة؛ فالتوازن في حياتنا لا يقتصر على الفصول، بل يمتد إلى جميع التفاصيل.
وحينما ينعكس كل ذلك على توازن علاقاتنا الاجتماعية؛ نصبح أكثر قدرة على الحوار، والعطاء، واختيار القرب أو البعد بوعي؛ ما يجعل العلاقات تنمو دون ضغط أو فتور. أما في بيئة العمل، فالحفاظ على طاقة إيجابية، يساعدنا على الإبداع والاستمرار دون استنزاف. كذلك، التوازن بين الجدية والمرح، وبين الطموح والرضا، وبين السعي والراحة، يجعلنا أكثر قدرة على الاستمتاع بالحياة.
فلنقف هذه المرة ليس أمام المرآة، بل أمام الطبيعة؛ لنتعلم منها معنى التوازن والحلم، ولندرك أن الصداقة لا تعني الالتزام الدائم، وأن زملاء العمل ليسوا بالضرورة أصدقاء العمر، وأن العلاقات العائلية لا ينبغي أن تكون على حساب راحتنا النفسية. عندها فقط سنشعر بالسلام الداخلي، وسنؤسس لعلاقات تحمل «دفء الربيع» دون توتر؛ ما يحررنا من الالتزامات القسرية، ويمنحنا الرضا والسكينة، دون أن نفقد ذواتنا.
القوة تكمن، أيضاً، في الإمساك بخيوط الحياة، دون أن نفقد أياً منها (الصداقة، والأسرة، والعمل)؛ كي نسير بتوازن، بعيدًا عن الأرق. فالأهم أن نعيش اللحظة قبل أن تهرب، وأن نستمتع بها قبل أن تغيب؛ كما نستمتع بجمال الربيع، الفصل الذي يزهر في أرواحنا ويبقى.. مهما تبدلت الفصول!
فلنستلهم من الربيع دروسه الأجمل، ولنجعل التوازن نهجًا لحياتنا؛ لأنه حينما يتحقق، تزهر أرواحنا؛ كما تزهر الأرض في هذا الفصل..!