#منوعات
زهرة الخليج - الأردن 25 فبراير 2025
تهتم دولة الإمارات بإحياء لعدد كبير من الفنون المرتبطة بالتقاليد والعادات المتوارثة من الأجيال، ومنها «فن النهمة»، المرتبط - بشكل وثيق - بالتراث البحري، حيث يعكس الهوية التراثية الأصلية، التي لها علاقة وطيدة بالحياة البحرية التقليدية.
و«فن النّهمة» هو الأوسع والأشمل، ويضم في أنواعه: «نهمة الير»، و«نهمة الخطيفة»، و«اليامال»، فضلاً عن أغاني السفر والغوص، التي كان يرددها الصيادون أثناء رحلة البحث عن اللؤلؤ.
ويعزز الاحتفاء بالفنون التقليدية الشعبية الإماراتية الوعي بالموروث الثقافي، وربط الأجيال الجديدة بتاريخها وهويتها الوطنية، ونقل الفنون التقليدية إليهم، بهدف فهم عمق الثقافة الإماراتية.
-
ما «فن النّهمة» الذي تحتفي به الإمارات؟
و«فن النّهمة» هو الغناء الذي يردده الصيادون عند سفرهم في البحر، للسعي على الرزق اليومي، وهو مقصور على المناطق الساحلية في دولة الإمارات، ومنطقة الخليج العربي، ويحتوي هذا الفن على أشكال وأنواع عدة، مثل: «اليامال»، و«الخطفة»، و«المداوى»، و«الفجري»، كما يتم استخدام أنواع غنائية تخضع لقواعد «النهام»، وهي: «الزهيري»، و«الموال»، و«الترانيم»، و«الأدعية والابتهالات»، وما يميز هذا الفن هو ترديده دون أي آلات موسيقية مرافقة، بل يعتمد الأمر على مدى قدرة «النهام» على تقديم كلمات غنائية، متوازنة المعنى والقافية.
ويهدف «فن النّهمة» إلى بث الحماسة في نفوس الصيادين، وتشجيعهم على العمل، وبذل الجهد لتحقيق الصيد الوفير، والعودة بالغنائم. كما أنه في بعض جوانبه يعبر عن مقدار شوق البحارة والغواصين لزوجاتهم وعائلاتهم، ويكشف عن حجم معاناتهم في موسم الغوص والصيد.
ومن أبرز ملامح وخصائص «فن النّهمة»، اقتصاره على «النهام»، الذي يتميز بعذوبة الصوت، وجهوريته، وقدرته على أداء مختلف أنواع الفن، بهدف إضفاء أجواء من الحماسة والتفاعل بين البحارة، الذين يتجاوبون مع «النهام» من خلال ترديد بعض الكلمات ليقوموا بدور «الكورال»، معتمدين على التصفيق بديلاً للإيقاع في منظر فني فلكلوري جميل.
-
ما «فن النّهمة» الذي تحتفي به الإمارات؟
وتندرج صنوف عدة من غناء «النّهمة»، تحت عنوانه العريض، ومنها: «اليامال»، وهو نوع من الغناء يختص بالسرد الإلقائي على ظهر السفينة وخارجها، وتعني مفردة «يامال» التعبير الجماعي عمّا يجيش في صدور البحارة من الوجد والألم والفراق. أما النوع الثاني «الخطفة»، فهو نوع من الغناء يختص برفع أشرعة السفينة، لإبحارها باتجاهات مغايرة. و«الحدادي» هو الغناء الذي يحتاج إليه البحارة، لاستعادة نشاطهم بعد وقت الراحة، وهذا النوع من الغناء، وإن اختلفت فيه الضروب، وتباينت فيه الأسماء إلا أنه يشكل وحدة فنية قائمة بذاتها، تندرج ضمن الفنون البحرية.
ولا توجد مناسبة أو موعد محدد، لاحتفاء دولة الإمارات بهذا النوع من الفنون الشعبية التقليدية، لكن يكثر إدراجه في المهرجانات التراثية والفلكلورية، من خلال معارض وأركان وأجنحة تتغنى بـ«فن النّهمة»، لإشراك الأجيال الجديدة الموروثات الثقافية والاجتماعية للأجداد.