#مقالات رأي
لولوة المنصوري 2 يناير 2025
«إن الجبل الذي يقف أمامك، هو نداء حياتك»..
يبدأ العام الجديد بتحول بعض النوافذ إلى أشرعة، وانفتاحها على الدروب الجديدة. والمساعدون على الطريق ينتظرونك إن كنتَ واعياً، فهم في حالة انتظار وتأهب لقدومك، قد يكون ذلك عبر إشاراتهم المرسلة بمختلف أشكالها، إذ يكون المساعد على الطريق مخلوقاً، أو كياناً مادياً، أو حرفياً، كتاباً مثلاً، أو مخطوطة، أو رسالة خطية أو عبارة... يضعها الكون في طريقنا؛ لنتعرف على البوصلة والمسار، ونحقق أعمق إمكانياتنا. وقد تعثرتُ، شخصياً، بكتاب «الجبل هو أنت»، للكاتبة بريانا ويست، وترجمه منير صالح.
يأتي الكتاب في زمن وصولنا إلى عتبة العام الجديد، محملاً - بين طيات صفحاته - بذلك الهمس العذب، والتطمين الأمومي الحاني، فهو المرشد البحثي الأساسي لأولئك الشجعان كفايةً؛ لمواجهة ذواتهم الحقيقية، واستعادة مقدرتهم. إذ تَرْبُت الكاتبة بكلماتها على الروح، معيدة إليها تيار الشجاعة والثقة والتوكُّل، فتقول بحنوّ: «إن الجبل الذي يقف أمامك، هو نداء حياتك، والغرض من وجودك هنا، ومسارك أصبح واضحاً أخيراً. وسيكون هذا الجبل خلفك، في يوم من الأيام، لكن من ستكون في سياق تجاوزه، سيبقى معك دائماً. ففي النهاية، ليس الجبل هو ما يجب أن تتغلب عليه، بل نفسك أنت».
في هذه الرسالة الكتابية، التي أتت على عتبة الطريق نحو العام الجديد، تُلهمنا بريانا ويست، كيفية تسلق جبالنا الخاصة برؤى قوية؛ للمساعدة في إعدادنا للصعود قُدُماً إلى الأمام، إذ إنه كتاب تجب قراءته من قِبَل أولئك المُستعدّين للقيام بالعمل الداخلي المطلوب لأجل حياة مليئة بالإنجاز، والتحقق والسلام والجمال.
«الجبل هو أنت».. دعوة لتسلق جبالنا الشخصية، والتعرف على الحكمة المتأصلة حول ما يتطلبه الأمر للنهوض، والوصول إلى أقصى إمكاناتنا في قبول التحديات، التي تبدو صعبة التخطّي والتجاوز؛ لأننا واقفون في الأسفل، ومصرّون على هذا الوقوف العاجز. وغالباً ما نعتقد أن مواجهة الجبل تعني مواجهة شدائد الحياة، لكن الحقيقة هي أنه غالباً ما يكون السبب هو السنوات التي أمضيناها، نُجمِّع الصدمات البسيطة جداً، ونحاول التأقلم والتكيُّف، حتى تضاعفت تلك الصدمات مع مرور الزمن.
تريد بريانا ويست أن تقول: إن جبلك هو العقبة، التي بينك وبين الحياة التي تريد أن تعيشها، ومواجهته هي السبيل لنيل حريتك وتدفقك وصيرورتك، أنت هنا لأن مُنبِّهاً أظهرك لجُرحك، وجُرحك ســـــيُظهرك إلى مســــــارك، ومسارك سيُظهرك إلى قدرك.