لبشرة أكثر شباباً ومرونة.. كيف يعمل علاج الإكسوسومات؟

#بشرة

سارة سمير 8 ابريل 2025

تشق المواد الفعالة الطبية طريقها في عالم العناية بالبشرة، حيث تدخل في صناعة المنتجات والإجراءات التجميلية، مع وعود بتحسين حالة البشرة والشعر، وكل ما يتعلق بالجمال. وفي الفترة الأخيرة، انتشر مصطلح «الإكسوسومات» (Exosomes) كواحدة من المواد الفعالة، التي تحقق المزيد من الفوائد الصحية للبشرة والشعر.

ما الإكسوسومات؟

تخيلي أن خلايا جسمك تتحدث معاً باستمرار، لكنها لا تستخدم الكلمات! بل تستخدم رسائل صغيرة جداً تسمى «الإكسوسومات». هذه «الإكسوسومات» عبارة عن حبيبات أو جسيمات دقيقة جداً، أصغر بكثير من أن نراها بالعين المجردة، وتطلقها الخلايا إلى الفضاء المحيط بها، فهي أشبه برسائل بريدية صغيرة تحمل معلومات مهمة من خلية إلى أخرى.

كيف تتكون هذه الرسائل الصغيرة؟

داخل الخلية، توجد «أكياس» صغيرة، تُسمى أجساماً متعددة الحويصلات (MVBs)، وهذه الأكياس تتكون وتتجمع داخل الخلية. ثم تتحد هذه الأكياس مع الجدار الخارجي للخلية (الغشاء الخلوي)، وتطلق «الإكسوسومات» المحملة بالرسائل إلى البيئة المحيطة بالخلية.

ماذا تحمل هذه الرسائل؟

تحمل «الإكسوسومات» بداخلها مجموعة متنوعة من الجزيئات المهمة، مثل:

- البروتينات: وهي أساس عمل الخلايا ووظائفها المختلفة.

- الدهون: التي تدخل في تركيب أغشية الخلايا، وتخزين الطاقة.

- الحمض النووي الريبوزي (RNA): وهو نوع من الجزيئات، التي تحمل تعليمات وراثية، مثل: «microRNA، وmRNA». وهذه الجزيئات يمكن أن تؤثر في عمل الخلايا الأخرى، التي تستقبل «الإكسوسومات».

لماذا هذه الرسائل مهمة؟

بسبب قدرتها على حمل هذه الجزيئات المتنوعة ونقلها بين الخلايا، تلعب «الإكسوسومات» دورًا حيويًا في التواصل بين الخلايا. هذا التواصل ضروري للعديد من العمليات الحيوية في أجسامنا، مثل:

- الاستجابة المناعية: حيث تساعد الخلايا المناعية على تبادل المعلومات؛ لمحاربة العدوى، والأمراض.

- إصلاح الأنسجة: حيث تساهم في نقل الإشارات، التي تساعد على التئام الجروح، وتجديد الخلايا التالفة.

- تنظيم الإشارات المختلفة: حيث تساعد في التحكم بالعديد من العمليات الحيوية داخل الجسم.

«الإكسوسومات» والعناية بالبشرة:

قد تتساءلين، الآن، عن سبب ظهور العديد من منتجات العناية بالبشرة، التي تعتمد على «الإكسوسومات» مؤخرًا. والسبب بسيط: لقد تمكن العلم والتكنولوجيا من فهم «الإكسوسومات» بشكل أفضل؛ ما سمح للخبراء بعزلها وتنظيفها واستغلال إمكاناتها الكاملة.

وبما أننا نعرف، الآن، أن الرسائل الموجودة داخل «الإكسوسومات» هي أساس تواصل الخلايا وعملها، بدأت شركات التجميل في الاستفادة من هذه القوة الطبيعية. ومن خلال استخدام «الإكسوسومات» في منتجات العناية بالبشرة، يأمل الخبراء تعزيز تجديد خلايا الجلد، وتقليل علامات الشيخوخة، وتحسين مظهر البشرة بشكل عام، عن طريق «إرسال رسائل» مباشرة إلى خلايا الجلد؛ لتحفيزها على العمل بشكل أفضل.

فوائد «الإكسوسومات» (Exosomes) للبشرة:

تكتسب «الإكسوسومات» اهتماماً متزايداً في مجال العناية بالبشرة؛ نظرًا لقدرتها على تعزيز صحة البشرة وتجديد شبابها.. إليكِ فوائدها:

1. التواصل الخلوي والتجدد: تحمل «الإكسوسومات» مجموعة متنوعة من الجزيئات النشطة بيولوجياً، بما في ذلك: البروتينات والدهون والحمض النووي الريبوزي (RNA)، التي عند وضعها على الجلد يمكنها تعزيز التواصل بين الخلايا، ما يساعد خلايا الجلد على التجدد والإصلاح بشكل أكثر فاعلية، وهذا يدعم شفاء الجلد، خاصةً في حالات التلف أو الشيخوخة.

2. تأثيرات مضادة للشيخوخة: تُحفز «الإكسوسومات» إنتاج الكولاجين والإيلاستين، وهما بروتينان رئيسيان، يحافظان على مرونة الجلد وتماسكه، ومن خلال تحفيز عملية التجدد الطبيعية للبشرة، تقلل «الإكسوسومات» ظهور الخطوط الدقيقة والتجاعيد، ما يؤدي إلى بشرة أكثر نعومة، وشباباً.

3. تحسين وظيفة حاجز الجلد: تعزز «الإكسوسومات» حاجز الجلد الطبيعي، وهو ضروري للحماية من الأضرار البيئية والجفاف والتلوث، والحفاظ على ترطيب البشرة وحمايتها من المهيجات والالتهابات.

4. خصائص مضادة للالتهابات: أثبتت الدراسات أن للإكسوسومات تأثيرات مضادة للالتهابات. فمن خلال تقليل الالتهاب في الجلد، يمكنها معالجة مشاكل، مثل: الاحمرار والانتفاخ والتهيج، بالإضافة إلى حالات جلدية، مثل: حب الشباب والوردية والإكزيما.

5. التئام الجروح وإصلاح الجلد: تسرع «الإكسوسومات» عمليات الشفاء الطبيعية للبشرة، حيث يمكنها تسريع التئام الجروح أو الندوب، من خلال تحفيز تجديد خلايا الجلد، وتحسين إصلاح الأنسجة، وتقليل الندوب.

6. تحسين لون البشرة وملمسها: من خلال دعم تجدد الخلايا، تُحسّن «الإكسوسومات» لون البشرة وملمسها بشكل عام، ما يجعلها تبدو أكثر صحة وإشراقًا وتألقًا.

كيف يمكن إدخال الـ«Exosomes» في روتين العناية بالبشرة؟

دمج «الإكسوسومات» في روتين العناية بالبشرة، يعتبر طريقةً رائعةً؛ للاستفادة من فوائدها التجديدية، لأن المنتجات القائمة على «الإكسوسومات» لا تزال حديثة العهد نسبياً في سوق العناية بالبشرة، فمن الضروري توخي الحذر والفهم عند استخدامها. لذا إليكِ كيفية دمج «الإكسوسومات» بفاعلية في روتينكِ:

- اختيار المنتجات القائمة على «الإكسوسومات» بعناية:

توجد «الإكسوسومات»، عادةً، في منتجات العناية بالبشرة المتقدمة، مثل: الأمصال والكريمات والأقنعة. عند اختيار منتج يحتوي على «الإكسوسومات»، ابحثي عن علامات تجارية موثوقة تستخدم تركيبات مختبرة سريرياً، فقد يختلف تركيز «الإكسوسومات»، ونظام توصيلها (مثل: تقنية الليبوسومات، أو الناقلات النانوية)، لذا تأكدي من أن المنتج مصمم لتوصيل «الإكسوسومات» إلى البشرة بفاعلية.

- البشرة النظيفة هي الأساس:

كما هي الحال مع أي علاج للعناية بالبشرة، فإن الخطوة الأولى دائماً هي تنظيف بشرتكِ جيداً، استخدمي منظفاً لطيفاً لإزالة الأوساخ والزيوت ومستحضرات التجميل، فهذا يسمح للمنتج القائم على «الإكسوسومات» بالتغلغل بشكل أفضل، وزيادة فاعليته.

- وضع سيروم أو علاج «الإكسوسومات»:

بعد التنظيف، ضعي سيروماً أو علاجاً مُعززاً بالإكسوسومات، وتكون الأمصال أكثر المكونات تركيزاً، ويمكن امتصاصها بعمق في الجلد. دلكي السيروم برفق على وجهكِ ورقبتكِ، ما يسمح للإكسوسومات بتحقيق فوائدها.

- تطبيقه مع منتجات أخرى للعناية بالبشرة:

بعد وضع سيروم «الإكسوسومات»، يمكنكِ استخدامه مع منتجات أخرى للعناية بالبشرة، مثل: المرطبات، أو واقي الشمس، أو منتجات علاجية إضافية، وتأكدي من أن المرطب الذي تستخدمينه مناسب لنوع بشرتكِ. يمكن للإكسوسومات أن تعزز قدرة البشرة على الاحتفاظ بالرطوبة، ودعم حاجزها الواقي الصحي، لذا فإن استخدامها مع مرطب جيد يساعد على حبس الترطيب.

- «الإكسوسومات» جزء من علاج مُركز:

تكون المنتجات القائمة على «الإكسوسومات» فعالة بشكل خاص في علاج مشاكل جلدية مُحددة، مثل: الخطوط الدقيقة والتجاعيد وندبات حب الشباب وفرط التصبغ، ويمكنكِ استخدامها كعلاج لهذه المشاكل، أو حتى إضافتها إلى روتينكِ للعناية بالبشرة وتجديدها بشكل عام.

فكّري في العلاجات الاحترافية:

بالإضافة إلى منتجات «الإكسوسومات» للاستخدام المنزلي، تتوفر أيضاً علاجات احترافية تستخدم «الإكسوسومات»، مثل: الوخز بالإبر الدقيقة باستخدام مصل «الإكسوسومات»، ويساعد هذا العلاج على إيصال «الإكسوسومات» إلى عمق أكبر في الجلد، ما يعزز آثارها التجديدية، واستشيري طبيب أمراض جلدية، أو أخصائي عناية بالبشرة مرخصاً؛ لتحديد ما إذا كان هذا العلاج مناسباً لكِ.