#تحقيقات وحوارات
ياسمين العطار الأحد 6 ابريل 10:45
في عالم الطهي، نجحت الشيف الإماراتية، ميرة النقبي، في مزج المذاق الإماراتي الأصيل بتقنيات الطهي الحديثة؛ سعياً إلى تحويل الأطباق التقليدية إلى معاصرة، بطريقة متجددة وممتعة، دون أن تفقد المكونات هويتها، وأصولها. وتستلهم الشيف الإماراتية أعمالها من مفاهيم الاستدامة، وتحرص على تقديم وصفات صحية، مستوحاة من تراث المطبخ الإماراتي الغني بالنكهات، وقد تمت استضافتها في محافل عالمية عدة؛ لتمثيل المطبخ الإماراتي، وتعزيز حضوره على الساحة العالمية. «زهرة الخليج» التقت ميرة النقبي، الحاصلة على المركز الأول في مسابقة «غلف فود»، للاطلاع عن قرب على رحلة تطوير موهبتها، وتمكنها من وضع لمساتها اللافتة؛ للحفاظ على النكهات الإماراتية بأساليب فنية مبتكرة.. في هذا الحوار:
-
ميرة النقبي: الابتكار وسيلة الطهاة إلى التفرد
ما الذي ألهمكِ دخول عالم الطهي؟
لطالما كنت شغوفة بقراءة كتب الطبخ، التي كانت والدتي تحتفظ بها، وكنت أجد متعة في إعداد وجبات تسعد عائلتي، ما عزز بداخلي فكرة مفادها «الطعام.. لغة للحب، والحنان». وقد واجهت بعض الصعوبات في تعلم الطهي، لكنني حرصت على إيجاد طرق مبتكرة وبسيطة؛ لتطوير مهاراتي. وتتجاوز علاقتي بالمطبخ مجرد إعداد الطعام؛ فهي تتعلق بالمشاعر التي أعيشها أثناء الطهي مع والدتي، والتقدير الذي ألقاه من الناس عند تذوق أطباقي.
تواصل الثقافات
من دراسة «العلاقات الدولية» إلى عالم الطهي.. كيف حدث هذا التحول؟
كنت، دائماً، محبة للتاريخ والسفر وتعلم ثقافات جديدة، ما دفعني إلى دراسة العلاقات الدولية، وهو مجال يتطلب فهماً عميقاً للسياسات العالمية، وطبيعة العلاقات بين الدول. وأثناء عملي، رأيت أن العمل المكتبي ليس ما أريده، فشغفي الحقيقي كان بعالم الطهي، فقد وجدت - في هذا الفن - تحدياً لا يقل أهمية عن دراستي الأكاديمية، ما أثرى رؤيتي للطهي كوسيلة للتواصل بين الثقافات.
كيف طورتِ مهاراتكِ في الطهي؟
بدأت تعلم الطهي ذاتيًا عن طريق الإنترنت، وتطبيق الوصفات التي أشاهدها. ولتطوير مهاراتي عمليًا، خضت تجربة الطهي بشكل عملي، وانضممت إلى برنامج ابتعاث؛ للعمل بأحد الفنادق العالمية، وسافرت إلى كرواتيا؛ للتدرب في مطعم شهير. كذلك، التحقت بمطعم «إرث»، الحاصل على نجمة «ميشلان». وقد شاركت في فعاليات دولية مختلفة؛ لتعزيز مهاراتي، وتقديم المطبخ الإماراتي إلى الساحة العالمية.
هل التعليم الأكاديمي ضروري لمن يريد احتراف الطهي؟
لا شك في أهمية التعليم الأكاديمي؛ لأنه يدعم المواهب، وتوجد مؤسسات عدة معنية بتعليم الطهي، وتأسيس خبرات الطهاة، حيث يمكن للشخص تعلم مهارات الطهي المختلفة، فالدراسة الأكاديمية تضيف الكثير إلى الموهبة، فمثلاً: نتعلم طرق استخدام السكين، والعمل، والتنظيم ضمن فريق، والإبداع في تصميم الأطباق وتزيينها. لكن، يمكن كذلك أن نجد طاهياً اكتسب خبرته من التدرب، والانخراط في سوق العمل، والتعلم من التجربة الفعلية.
-
ميرة النقبي: الابتكار وسيلة الطهاة إلى التفرد
بلمسة لافتة، حافظت على النكهات الإماراتية بأساليب فنية مبتكرة.. حدثينا عن هذا الجانب!
أعتبر المطبخ الإماراتي كنزاً من النكهات، التي تستحق الانتشار عالميًا. لذلك، أخرج عن مسار الوصفات التراثية المعتادة، وأطورها؛ لمواكبة العصر، مع الاحتفاظ بالنكهات الأصيلة، وطريقة تقديم حضارتنا إلى العالم. كما أهتم بمواكبة الاتجاهات، التي تدعم الاستدامة في الطعام، وأحرص على تقديم وصفات صحية من روح المطبخ الإماراتي، الغني بنكهاته.
ما أول طبق أعددتِه من ابتكارك؟
أعتقد أنه «البينا كوتا» بنكهة القهوة الإماراتية والزعفران، وكان خلال مسابقة «غلف فود»، التي أحرزت فيها المركز الأول.
طقوس
هل لديكِ طقوس معينة خلال الطهي، وهل تضيفين شيئاً خاصاً إلى مطبخكِ؟
دائماً، أحب اتباع طرق مختلفة عن السائد؛ لجعل الطهي أسهل للجميع عند تطبيق هذه الوصفات. كما أحب إضافة البهارات الإماراتية إلى الحلويات، وليس إلى الموالح فقط، ومنها: الليمون الأسود المجفف، وورق التين، ولب النخيل. وأحرص، دائماً، على تعلم تاريخ النكهات، والبهارات، وأصول استخدامها، ومن ثم أعمل على ابتكار وصفات جديدة بها. وأحرص على التحضير المسبق؛ لأحافظ - باستمرار - على الهدوء والكفاءة، ما يجعل تجربة الطهي أكثر متعة، وفاعلية، بالنسبة لي.
ما الذي يساعد الطهاة على التفرد؟
التجارب والابتكار والتفكير خارج الصندوق، عندما يستلهمون بعض الأفكار، دون أن يقلدوها بحذافيرها، كما أن التعاون بين الطهاة يولد أفكاراً جديدة، وبيئة محفزة على الابتكار.
إلى أي مدى توثق وصفات الطعام تقاليد، وتاريخ البلدان، وثقافاتها؟
لكل دولة نكهة مميزة في طعامها، وعادات بالطبخ، تشكلها العوامل التاريخية، والبيئية، والاقتصادية. ومن خلال تقاليد الطبخ، نطلع على كم هائل من المعلومات حول هذه الدولة، وتاريخها، وعاداتها.
ما أحلامكِ، وتطلعاتكِ؟
أحلم بتطوير مطعمي «حيب»، والتوسع فيه ليصبح سلسلة مطاعم، متخصصة في إيصال النكهات الإماراتية المبتكرة إلى العالمية. على أمل أن ينال مطعمي نجمة «ميشلان» المرموقة يوماً ما.
ما نصيحتكِ، لمن ترغب في احتراف الطهي؟
أنصحها ببدء مشوارها بدورات بسيطة؛ لاكتساب المهارات الأساسية، وعليها وضع خطة لتحقيق حلمها، والتحلي بالصبر والعزيمة، بجانب متابعة كل جديد في مجال الطهي؛ بحثاً عن التميز.