#تحقيقات وحوارات
ياسمين العطار الأحد 6 ابريل 12:30
بتجربة ملهمة وفريدة، تبرز دولة الإمارات مثالاً يُحتذى في العطاء والتكافل الاجتماعي، حيث تتجسد القيم الإنسانية في إطار مبتكر يهدف إلى بناء مجتمع متماسك ومتكاتف. ومع إطلاق مبادرة «عام المجتمع 2025»، تتعزز هذه الرؤية الطموحة؛ لتوحيد جهود الأفراد والمؤسسات في سبيل تحقيق أهداف التنمية الاجتماعية المستدامة. ومن بين هذه الجهات الوطنية، تأتي هيئة المساهمات المجتمعية (معاً)، التي تحمل على عاتقها المساهمة في تحقيق أهداف هذه المبادرة، حيث تعمل كحلقة وصل حيوية بين جميع قطاعات المجتمع، بهدف جمع المساهمات، وتوجيهها بشفافية نحو مبادرات تدعم المشاريع والبرامج الاجتماعية، التي تعالج الأولويات المجتمعية الرئيسية، وتحقق أثراً مباشراً في المجتمع. في حوار «زهرة الخليج» مع سعادة عبد الله العامري، مدير عام هيئة المساهمات المجتمعية «معاً»، نستعرض رؤيته لقيم العطاء والتعاون، ونتناول المشاريع التي تلامس حياة الأفراد، وكيف تساهم «الهيئة» في تعزيز ثقافة المشاركة المجتمعية؛ ليكون الجميع جزءاً من «عام المجتمع»، الذي يجسد نهج العطاء والتآخي الإنساني، الذي يتميز به مجتمع الإمارات:
-
عبد الله العامري: نطور حلولاً مجتمعية مستدامة في «عام المجتمع»
تمتلك خبرة مهنية واسعة بمجال العمل الاجتماعي.. حدثنا عن أبرز المحطات الفارقة في مسيرتك هذه!
خلال مسيرتي المهنية، عملت في عدد من الجهات الحكومية الرائدة في أبوظبي، وشغلت مناصب مهمة، أبرزها مدير عام هيئة أبوظبي للدعم الاجتماعي، حيث نجحنا في إطلاق برنامج أبوظبي للدعم الاجتماعي، وتطبيق سياسات الدعم الاجتماعي في الإمارة. كما عملت لدى الأمانة العامة للمجلس التنفيذي. وقد ساهمت تلك الخبرات في فهم آلية عمل مختلف القطاعات، بما فيها: العام، والخاص، والاجتماعي، وقد انعكس كل هذا على رؤيتي لأهمية تعزيز التعاون؛ لمعالجة الأولويات الاجتماعية في أبوظبي، وتحقيق التنمية الاجتماعية، وذلك ما نسعى إلى تحقيقه وترجمته إلى مشاركة اجتماعية حقيقية، من خلال هيئة المساهمات المجتمعية (معاً).
مسؤولية مجتمعية
ما القيم الأساسية، التي تؤمن بها في عملك مع هيئة «معاً»؟
إن قيمي الشخصية - كإنسان إماراتي تربى على هذه الأرض الطيبة - هي قيم العطاء والخير، وهي نفسها تتماشى مع قيم هيئة «معاً»، إذ أراها جهةً إنسانية تجسد القيم الأساسية لنهوض المجتمع وازدهاره، وأهمها قيم: التعاون، والشفافية، والمسؤولية المجتمعية. كما أدرك أن العمل الجماعي هو المفتاح لتحقيق التنمية المستدامة، فتوحيد الجهود بين جميع قطاعات المجتمع يمكن أن يُحدث تغييراً إيجابياً على المدى الطويل.
كيف تساهم «الهيئة» في تعزيز ثقافة العطاء المجتمعي بأبوظبي؟
تعمل هيئة المساهمات المجتمعية (معاً) - من خلال أنشطتها في جمع المساهمات من الأفراد والشركات - على ترسيخ ثقافة العطاء المجتمعي بين أفراد المجتمع في أبوظبي؛ للمشاركة في معالجة الأولويات الاجتماعية، وتحقيق التنمية المجتمعية، كما تؤدي دوراً فعالاً كحلقة وصل بين جميع قطاعات المجتمع، بما في ذلك: القطاع العام، والخاص، والمجتمع المدني؛ لجمع المساهمات، وتوجيهها بشفافية لدعم البرامج ذات التأثير المباشر في المجتمع، وتحقيق أثر اجتماعي يعود بالفائدة على أفراد المجتمع، من خلال ربط مبادرات المسؤولية المجتمعية للشركات بالأولويات الاجتماعية في الإمارة؛ لتمكينها من المساهمة في بناء مجتمع متعاون.
«من المجتمع للمجتمع».. ما طبيعة هذه المبادرة، وما الذي يميزها عن غيرها من المبادرات؟
تتميز مبادرة «من المجتمع للمجتمع» بقدرتها على توثيق وتكريم المساهمات المجتمعية من الأفراد والشركات، ونهدف من خلالها إلى إبراز الأثر الكبير، الذي تحققه تلك المساهمات في تحسين جودة الحياة، وتعزيز النسيج الاجتماعي. كما تركز على إبراز دور الأفراد، الذين أحدثوا تأثيراً ملموساً في المجتمع؛ ما يشجع المزيد من التكافل المجتمعي، والتعاون.
-
عبد الله العامري: نطور حلولاً مجتمعية مستدامة في «عام المجتمع»
كيف تعكس هذه المبادرة رؤية «عام المجتمع 2025»، التي أطلقتها الإمارات؟
تعكس مبادرة «من المجتمع للمجتمع» رؤية «عام المجتمع 2025»، من خلال تحفيز ثقافة العطاء والتعاون المجتمعي، حيث يساهم كل فرد في تحقيق تغيير إيجابي على مستوى المجتمع ككل. كما أن شعار المبادرة «من المجتمع للمجتمع» يتماشى مع قيم التكافل، واللحمة المجتمعية التي تشكل جوهر رؤية الإمارات للمستقبل.
شراكات.. وأولويات
خلال هذا العام.. كيف ستساهم «الهيئة» في تعزيز قيم المسؤولية الاجتماعية والتعاون المجتمعي؟
سنواصل دعم المشاريع المجتمعية، التي تركز على أولويات اجتماعية، مثل: التعليم، والصحة، والبيئة، والقضايا الاجتماعية. ومن خلال تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، ستُمكّن هيئة «معاً» الأفراد والمؤسسات من المساهمة في تطوير حلول مجتمعية مستدامة.
أطلعنا على بعض مشاريعكم، التي أحدثت تأثيراً إيجابياً ملحوظاً في المجتمع!
دعمنا العديد من المشاريع المستدامة، التي قدمت حلولًا للأولويات الاجتماعية في قطاعات: الصحة، والتعليم، والبيئة. شملت المبادرات تسهيل الوصول إلى الرعاية الصحية، مثل: دعم الأبحاث الطبية، ورعاية المسنين، إلى جانب مشاريع الإسكان الطارئ، ودعم أصحاب الهمم وكبار المواطنين. كما تضمنت المشاريع التعليمية حملات؛ لتوفير المساعدات الدراسية، وكلها تتماشى مع رؤية هيئة «معاً»؛ لتعزيز جودة الحياة في أبوظبي.
ما رؤيتكم للمستقبل.. في ما يتعلق بالمساهمات المجتمعية بالإمارات؟
تتمثل رؤيتنا في تعزيز الشراكات المجتمعية، والمساهمة الفعالة بين الأفراد والشركات؛ لتلبية احتياجات المجتمع، وأعتقد أن هذا التوجه سيستمر في النمو مع التطور الدائم للمبادرات، التي تركز على تحقيق التنمية المستدامة في الإمارات.
ما الرسالة، التي تود توجيهها حول أهمية المساهمة المجتمعية؟
أود أن أوجه رسالة إلى الجميع، مفادها أن كل مساهمة، مهما كانت صغيرة، يمكن أن تُحدث فرقاً حقيقياً في مجتمعنا. معاً، يمكننا بناء مجتمع متعاون، يحقق التنمية المستدامة، ويضمن حياة أفضل للأجيال.
-
عبد الله العامري: نطور حلولاً مجتمعية مستدامة في «عام المجتمع»
هيئة «معاً».. مساهمات اجتماعية فعالة بأبوظبي
• نجحت هيئة المساهمات المجتمعية (معاً)، القناة الحكومية الرسمية في أبوظبي؛ لتلقي المساهمات الاجتماعية، خلال العام الماضي 2024، بدعم وتمويل من عدد من الشركاء الاجتماعيين الرئيسيين؛ في إطلاق 51 مشروعاً مؤثراً في قطاعات: الشؤون الاجتماعية، والصحة، والتعليم، والبيئة، والبنية التحتية؛ بهدف معالجة الأولويات الاجتماعية في أبوظبي، ما يعكس تأثير المشاريع الاجتماعية المتنوعة، التي تدعمها «الهيئة»، ودورها في دفع عجلة التنمية الاجتماعية في أبوظبي.
• تم تخصيص مساهمات مجتمعية، بقيمة إجمالية 98.6 مليون درهم، في قطاعات عدة، استفادت منها فئات مجتمعية مختلفة، شملت: أصحاب الهمم، وكبار السن، والأيتام، والطلاب، والمرضى، وغيرهم، وخُصص جزء كبير من هذه المساهمات لقطاع الصحة، بما قيمته 36.8 مليون درهم؛ لدعم 9 مشاريع للخدمات الصحية المجتمعية.
• نال القطاع الاجتماعي 33.6 مليون درهم، موزعة على 26 مشروعاً، تهدف إلى معالجة الأولويات المجتمعية، بما في ذلك تمكين الفئات المجتمعية بأبوظبي؛ لتصبح عناصر فاعلة في المجتمع، كما تم توجيه 20 مليون درهم إلى قطاع التعليم؛ موزعة على ثمانية مشاريع، تم إطلاقها بهدف توفير تعليم عالي الجودة، وتعزيز فرص التعلم.
• خصصت هيئة «معاً»، أيضاً، مبلغ 8.2 ملايين درهم لقطاع البيئة والبنية التحتية؛ لتمويل ثمانية مشاريع، تهدف إلى تعزيز التنمية المستدامة، والحفاظ على البيئة، وتحسين البنية التحتية.
• تمكنت «الهيئة» - من خلال: أجهزة الصراف الآلي، وتطبيق «ADPay»، ومنصة بنك أبوظبي الأول، وبرنامج «بوتيم»، وأجهزة المساهمات - من جمع مساهمات قدرها 2.7 مليون درهم، لـ4 مشاريع مختلفة، عادت بالنفع على فئات مجتمعية عدة.