#أخبار الموضة
غانيا عزام اليوم 11:45
تأسّست علامة «One of a Kin» على يد نائلة حدّاد، رائدة الأعمال اللبنانية، التي استوحت فكرتها خلال رحلة إلى أوروبا، حينما اكتشفت قماش «Tencel modal x micro»، وهو مزيج فريد، يُنتج أحد أنعم الأقمشة على الإطلاق. ومن هنا بدأت الحكاية، التي تطلبت شهوراً من البحث الدقيق، والعمل المتواصل؛ لسدّ حاجة أساسية في السوق، تكمن في تقديم ملابس نوم فاخرة، تناسب جميع أفراد العائلة.. تابعوا القراءة؛ لاكتشاف العقل المدبّر وراء «One of a Kin»، ورحلتها في عالم الأعمال:
-
نائلة حدّاد: الفخامة والاستدامة يمكن أن تتكاملا دون تنازلات
نائلة حدّاد.. حدّثينا أكثر عن نفسك!
أنا نائلة حدّاد، أمٌّ ورائدة أعمال لبنانية، أمتلك أكثر من 20 عاماً من الخبرة بمجال التسويق، وبناء العلامات التجارية، وإطلاق المشاريع التجارية. عندما لا أكون منشغلة بالعمل، أحرص على قضاء وقتٍ ممتع مع طفليَّ، كما أمارس رياضة البيلاتس؛ للحفاظ على صحتي، وعافيتي.
بداية القصة
ما الذي دفعكِ إلى إطلاق «One of a Kin»؟
بدأت قصة «One of a Kin» منذ سنوات، خلال رحلة إلى أوروبا، حيث صادفتُ قماشاً يتميّز بنعومةٍ، تعجز الكلمات عن وصفها «Tencel modal x micro»، وهو قماش يحلم الجميع بارتدائه. حينها تساءلت: ماذا لو استخدمتُ هذا القماش لتصميم ملابس نوم، خاصةً أنّ النوم هو الوقت الأهم لصحة الجسم والعقل؟.. بعد أن اختبرت ملمسه وتأثيره بنفسي؛ أدركت مدى قدرته على تحسين جودة النوم؛ فقرّرت أن أنقل هذا الإحساس الفريد إلى أحبّ الناس إلى قلبي (أطفالي)، ومن هنا بدأت رحلتي. بعد شهورٍ من البحث، اكتشفتُ أنّ هذا القماش نادرٌ جداً في الأسواق، ولم يُستخدم إطلاقاً في ملابس الأطفال. أدركت، حينها، وجود فجوة واضحة في السوق، هي حاجة العائلات إلى ملابس نوم فاخرة، تناسب جميع أفراد الأسرة.
حدّثينا أكثر عن مفهوم علامتك التجارية!
«One of a Kin» ليست مجرد علامة متخصّصة في ملابس النوم، بل هي تجربة متكاملة للعناية بجودة النوم، ومصمّمة خصيصاً لتعزيز راحة العائلة. وباعتبارها واحدة من العلامات الرائدة في مجال رفاهية النوم بالإمارات، توفّق «One of a Kin» بين الاستدامة، والابتكار، والمسؤولية الاجتماعية؛ لتحسين جودة النوم. وتضمّ تشكيلتنا تصاميم تناسب جميع الفئات العمرية، بأسلوبٍ بسيط، وتفاصيل راقية، وألوان هادئة، وبما أنّ 40% من سكان الشرق الأوسط يعانون اضطرابات في النوم، فإننا نهدف إلى أن نكون جزءاً من الحل؛ عبر تقديم ملابس نوم فائقة النعومة ومستدامة. كما أننا نولي الراحة والاستدامة أهمية كبرى، حيث نعتمد على ألياف «TENCEL Modal x Micro»، المستخرجة من أشجار الزان المزروعة بشكلٍ مسؤول. ويتميّز هذا القماش بتقنياته المبتكرة، التي تعزّز التهوية، وتنظّم حرارة الجسم؛ ما يضمن نوماً مثالياً، ويجعلنا علامة فريدة في عالم رفاهية النوم.
كيف موّلتِ مشروعكِ في البداية، وما الدروس المالية التي تعلّمتِها خلال رحلتكِ؟
في البداية، اعتمدتُ على التمويل الذاتي، فاستخدمت مدّخراتي؛ لإنتاج الدفعة الأولى. وقد ساعدتني خبرتي بالمجال على الاستثمار بذكاء، مع ضمان تحقيق عوائد مرتفعة عبر الجوانب كافة، من التسويق إلى استقطاب المواهب. فالجودة كانت - ولا تزال - أولوية مطلقة، وإحدى الركائز الأساسية لـ«One of a Kin»؛ لذلك أفضّل الاستثمار فيها، بدلاً من البحث عن بدائل أرخص على حساب الجودة.
قبل وبعد إطلاق المشروع.. ما التحدّيات التي واجهتك، وكيف تمكنتِ من تجاوزها؟
إن إطلاق منتج في سوق تنافسي ومشبع لم يكن بالمهمّة السهلة أبداً، لكن التجربة كانت مُرضية جداً. والسرّ يكمن في التميّز، وإيجاد أسلوب حياة يمكن للجمهور أن يتأقلم معه، ويستمتع به. إنني أومن، دائماً، بمقولة: «إذا التزمت بفكرة واحتضنتها؛ فستكافئك بنجاح يفوق التوقعات». لقد واجهنا، أيضاً، تحدّي عرض ملابس النوم - التي غالباً تُعتبر قطعاً شخصية وخاصة - في الفضاء الإلكتروني. لكن بفضل هوية العلامة التجارية القوية، واستراتيجيات التواصل الفعّالة، نجحنا في إيصال رسالتنا إلى الجمهور بالطريقة الصحيحة. ومن التحدّيات غير المتوقعة، كذلك، إدارة المخزون، ومواكبة الطلب المتزايد. إن الارتفاع الملحوظ في المبيعات كان أمراً مشجّعاً للغاية، لكنه تطلّب منا مرونة وكفاءة أكبر في إدارة سلسلة التوريد؛ لضمان توفّر المنتجات، وعدم نفادها.
-
نائلة حدّاد: الفخامة والاستدامة يمكن أن تتكاملا دون تنازلات
لحظة محورية
حدّثينا عن مشاركتكِ في «شارك تانك دبي»، وكيف أثّر ظهورك بهذا «البرنامج» في مشروعكِ؟
المشاركة في «شارك تانك دبي» كانت لحظة محورية في مسيرتنا، فلم يقتصر الأمر على جذب اهتمام المستثمرين، بل أكّد لنا أيضاً قوة رؤيتنا، وثبات استراتيجيتنا. ولقد تلقينا أصداءً إيجابية للغاية، حيث أبدى المستثمرون الخمسة اهتمامهم بالتعاون معنا، لكننا - في النهاية - عقدنا شراكة مع إيلي خوري، الذي آمن برسالة «One of a Kin» من صميم قلبه. ولم تقتصر هذه الشراكة على الدعم المالي، بل قدّمت لنا أيضاً إرشاداً استراتيجياً، ساهم في تسريع النمو، وتحقيق إنجازات رئيسية. فمنذ عرض الحلقة، تضاعفت مبيعاتنا، متجاوزةً توقّعاتنا الأولية للنمو، فشكّلت هذه التجربة دفعة هائلة، ساهمت في انتشار العلامة، وتوسّعها.
ما اللحظة الفارقة، التي عزّزت ثقتكِ بنجاح «One of a Kin»؟
ليست هناك لحظة واحدة، بل لحظات عدة عزّزت ثقتي بنجاح المشروع؛ فقد كنتُ على ثقة بجودة المنتج منذ البداية. ثم جاء النمو المستمر، ونسبة العملاء العائدين المرتفعة - ومن بينهم شخصيات مهمّة ونخبوية - ليؤكدوا لي أن العلامة تسير في الاتجاه الصحيح. وأخيراً، فإنّ الأصداء الإيجابية من العملاء، سواء عبر التقييمات أو التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي، كانت دائماً مصدر طمأنينة، وحافزاً للاستمرار.
قماش نادر
ما أهمية دمج الممارسات الصديقة للبيئة في علامتكِ التجارية؟
الاستدامة تُشكّل ركيزة أساسية لعلامة «One of a Kin»، إذ نحرص على تبنّي نهجٍ شامل؛ للحدّ من البصمة البيئية في جميع مراحل الإنتاج، بدءاً من مصادر المواد الخام، وصولاً إلى عمليات التصنيع المتطورة. إننا نستخدم قماش «TENCEL Modal Micro»، المصنوع من أشجار الزان المُدارة بشكل مستدام، والذي يتميّز بنعومته الفائقة، ومرونته العالية، مع الحدّ من الأثر البيئي؛ فهذا النسيج يُنتج انبعاثات كربونية أقل بنسبة 50%؛ ما يجعله متماشياً مع رؤية الإمارات للحياد المناخي 2050. والتزامنا لا يقتصر على البيئة، بل يطال أيضاً المسؤولية الاجتماعية؛ فنحن نعمل على إنتاج بطانيات مريحة للأطفال «Sleep Buddy»، مصنوعة من الأقمشة الفائضة المُعاد استخدامها، ويتمّ التبرع بأرباح مبيعاتها لصالح «دبي العطاء»؛ ما يُتيح لنا دعم القضايا الإنسانية، والحدّ من الهدر في آنٍ.
ما الذي يميّز ألياف «TENCEL» عن غيرها من الأقمشة المستدامة، المتوفرة في السوق؟
يَكمُن تميّز «TENCEL» في دورة إنتاجه المغلقة، التي تحدّ من الهدر والأثر البيئي مع الحفاظ على جودة فائقة، تتمثّل في ملمس فائق النعومة، وقدرة عالية على التهوية. فعلى عكس الأقمشة التقليدية، يُستخرج «TENCEL» من غابات مستدامة الإدارة، عبر عملية مبتكرة، تعيد تدوير المياه والمذيبات؛ ما يحدّ من البصمة البيئية.
حدّثينا أكثر عن إعادة تدوير فائض الإنتاج لصنع بطانيات الأطفال، وشراكتكم مع «دبي العطاء»!
بالتعاون مع «دبي العطاء»، أطلقنا مبادرة «Sleep Buddy»، وهي بطانية مريحة للأطفال مصنوعة من ألياف «TENCEL Modal x Micro» المُعاد تدويرها. وتعكس هذه المبادرة التزام «One of a Kin» بمفهوم الفخامة الصديقة للبيئة، مع تقديم رفيق مثالي ليحتضنه الصغار أثناء النوم. كما نتبرّع بنسبة 100% من أرباح كل عملية بيع لهذه البطانية؛ لدعم وصول الشباب إلى تعليمٍ عالي الجودة. وبذلك، فإنّ كل عناق مع «Sleep Buddy» لا يمنح طفلكِ الراحة والسعادة فحسب، بل يُساهم أيضاً في إحداث تغيير إيجابي على صعيد عالمي.
المصداقية أولاً
ما الاستراتيجيات الأكثر فاعلية؛ لنمو قاعدة عملائكم؟
بالنسبة إلينا، المصداقية هي الأساس؛ لذلك نحافظ على وضوح رسالتنا، وثبات استراتيجيات الأداء، لكن ما يجعلنا نتميّز حقاً هو «الارتباط العاطفي»، الذي نبنيه مع جمهورنا. فـ«One of a Kin» لا تقتصر على ملابس النوم فقط، بل تختزل الراحة والدفء، والشعور بالانتماء الذي تمنحه العائلة.
-
نائلة حدّاد: الفخامة والاستدامة يمكن أن تتكاملا دون تنازلات
هل أثّرت الأمومة في طريقة إدارة عملكِ؟
الأمومة كانت أعظم معلم لي؛ فقد منحتني قدراً عميقاً من المرونة، والقدرة على التكيّف، والصبر، وهي صفات تنعكس مباشرةً على أسلوبي في قيادة عملي. ومن خلال «One of a Kin»، أسعى إلى نقل الحب والدفء نفسيهما، اللذين أقدّمهما إلى عائلتي في كل قطعة نصمّمها. إن تحقيق التوازن بين ريادة الأعمال والأمومة ليس بالمهمّة السهلة دائماً، لكنه أيضاً رسالة قوية لطفليَّ؛ لأنني أريدهماً أن يعلما كيف يمكن للشغف والالتزام أن يحوّلا فكرة صغيرة إلى مشروع ذي معنى وقيمة. فبالنسبة إليَّ، الأمر لا يقتصر على تقديم ملابس نوم فاخرة، بل يشمل ابتكار تجربة تمنح الراحة والاحتضان، تماماً كما أفعل في منزلي.
ما تعريفك للنجاح.. كامرأة تجمع بين الأمومة وريادة الأعمال؟
النجاح بالنسبة إليَّ يتمحور حول الأثر الذي أحدثه؛ وأن أكون قدوة لطفليَّ، ومثالاً للنمو، والمثابرة، والثقة بالنفس، ليس في العمل فحسب، بل في الحياة أيضاً. فالنجاح هو بناء شيء له هدف ومغزى، شيء يُضيف قيمة حقيقية للناس، وليس مجرد منتج. فإذا استطعتُ أن ألهم طفليَّ مطاردة أحلامهما بنزاهة، وأن تترك علامتي أثراً إيجابياً حقيقياً، فهذا هو النجاح الحقيقي.. من وجهة نظري!
ما نصيحتك لروّاد الأعمال، الذين يسعون إلى بناء علامات تجارية مستدامة؟
أقول لهم: لا تضعوا سقفاً لطموحاتكم، وإذا كنتم تؤمنون حقاً بما تقدّمونه، فلا تدعوا العقبات تُحبطكم، بل اجعلوها فرصة لصياغة رؤية أوضح؛ فقد لا يكون بناء علامة تجارية مستدامة الخيار الأسهل، لكنه بالتأكيد الأكثر تأثيراً، فعندما تستند قراراتكم إلى مبادئ راسخة، فإنّها تصبح أقوى أصولكم؛ فاستمروا في التعلّم، والتكيّف، وتحدّي المألوف، مع ضمان أن تتماشى كل خطوة مع رسالتكم. كما أن النزاهة والثبات يميّزان العلامات التجارية التي تترك بصمة حقيقية، عن تلك التي تتلاشى مع الوقت.