#ثقافة وفنون
نجاة الظاهري اليوم 11:15
«وخيرُ جليسٍ في الزمان كتابُ»، كما قال المتنبي.. مقولة خالدة، تعبّر عن شغف القراءة، وعشق الكلمة المكتوبة، وترتبط في أذهان المثقفين بكل محفل أدبي، لا سيما معارض الكتب. ومع انطلاق معرض أبوظبي الدولي للكتاب، بدورته الـ34، الذي يفتح أبوابه حتى 5 مايو 2025؛ التقت «زهرة الخليج» سعادة سعيد حمدان الطنيجي، المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية؛ للحديث عن مشروع نادي كلمة للقراءة، الذي أطلقه «المركز»؛ ليكون ملتقى لعشاق الكتاب، ومساحة حيوية تجمع العقول حول طاولة الفكر والنقاش.. في هذا الحوار:
-
سعيد حمدان الطنيجي: نادي «كلمة» فضاء رحب للتواصل المجتمعي
عام التأسيس
متى تأسس نادي كلمة للقراءة، وما الغاية من تأسيسه؟
تأسس النادي عام 2018؛ بهدف تشجيع القراءة باللغة العربية، والتواصل المجتمعي البنّاء، وإنشاء مساحة مستمدة من الكتب، وفضاءات اللغة العربية؛ لتبادل الآراء والأفكار والمناقشات الأدبية. يأتي النادي في سياق مجموعة من المبادرات الوثيقة الصلة بالمجتمع، التي سِمَتُها الانفتاح على فئات المجتمع المختلفة، والأجيال الجديدة على نحو خاص، عبر تعزيز ثقافة القراءة لديها، وبالتالي تنمية معارفها عبر مختارات منتقاة بعناية، وأساليب مبتكرة، على صعيد العرض والتقديم. إنه استثمار اجتماعي وثقافي في إصدارات مشروع «كلمة» للترجمة، أحد أكبر مشاريع الترجمة عربياً، بإصدارات بلغت حتى اليوم أكثر من 1330 كتاباً، مترجمة من 24 لغة، في 10 تصنيفات ثقافية ومعرفية.
كم عدد أعضاء «النادي»؟
يشهد «النادي» نمواً ملحوظاً في أعداد منتسبيه. ومؤخراً، بلغ العدد 180 عضواً، ينتمون إلى فئات عمرية مختلفة، ومن المتوقع أن يشهد انضمام أعضاء جدد، في إطار إطلاق مركز أبوظبي للغة العربية حملة مجتمعية؛ لدعم القراءة المستدامة باللغة العربية، تتبنى شعار «مجتمع المعرفة.. معرفة المجتمع»، وتمتد فعالياتها إلى يونيو المقبل.
ما شروط الانضمام إلى «النادي»؟
نتبع في «النادي» مبدأ «القراءة للجميع»، وبالتالي لا توجد شروط محددة، فهو متاح لمختلف الفئات العمرية، ومن جميع الشرائح، والشرط الوحيد هو شغف القراءة.
أين تُعقد الجلسات القرائية؟
بما أن القراءة فعل متحرر من المكان، بمعنى أننا نستطيع القراءة أينما كنا، فإن النادي يعقد جلساته وفعالياته على هذا الأساس، بالتعاون مع مؤسسات وجهات حكومية وخاصة، في مواقع دائرة الثقافة والسياحة شديدة التنوع والثراء، وصولاً إلى الجامعات والمقاهي والمرافق العامة، التي تربطها اتفاقيات استراتيجية مع «المركز»، وهذا يمتد ليشمل أنشطة وفعاليات «المركز»، مثل: معرض أبوظبي للكتاب، ومهرجانَي العين والظفرة، والمهرجانات السنوية الأخرى.
-
سعيد حمدان الطنيجي: نادي «كلمة» فضاء رحب للتواصل المجتمعي
الكتب.. والأنشطة القرائية
كم عدد الكتب، التي ناقشها «النادي»، حتى الآن؟
منذ تأسيسه، ناقش أعضاء «النادي» نحو 117 كتاباً، في معظم المجالات المعرفية، ووفق منهجية تحرص على مناقشة الأعضاء محتوى الكتاب وأفكاره ومضامينه ومغزاه، إلى جانب تناول أسلوب الكاتب. وإن كان الكتاب عملاً روائياً، أو قصصياً؛ فيتم تناول الشخصيات والسرد والحبكة، مع إتاحة الفرصة أمام تقييم الأعضاء للكتاب، والتعبير عن آرائهم، والانفتاح على العوالم التي يخوض الكتاب غمارها.
ما نوعية الكتب، التي يقرأها المشاركون في «النادي»؟
يركز «النادي» على إصدارات مركز أبوظبي للغة العربية، التي تغطي مجالات متنوعة، مثل: الفنون، والعلوم الاجتماعية، وعلم النفس، والفلسفة، واللغات، والأديان، والسيرة، بالإضافة إلى كتب الأطفال والناشئة. كما تشكّل الكتب، المرتبطة بتاريخ دولة الإمارات وتراثها والشعر الشعبي، محوراً أساسياً متصلاً بإحياء التراث وحفظه، وتفعيل حضوره في حياتنا المعاصرة. لكن، في النهاية، هناك طيف واسع من الكتب، فأحياناً يقع الخيار على كتاب يحمل قضية معاصرة، أو حدثاً تاريخياً، أو موضوعاً علمياً، أو سيرة شخصية إماراتية، أو كتاباً متميزاً اشتغلت عليه مجموعة من المؤلفين العرب، أو الأجانب.
هل تقتصر قراءات «النادي» على إصدارات «المركز»؟
يمكن القول بأن التركيز الأساسي ينصبُّ على إصدارات «المركز»، خاصة أنها متنوعة المجالات، وقد رفدت المكتبة العربية بكتب متفردة، تناولت موضوعات غير مطروقة، قد لا تتوافر في أي منصة نشر أخرى. وهذا لا يلغي انفتاح «النادي» على كتب غير صادرة عن «المركز»؛ لأهميتها، أو لحصولها على جوائز، أو لتمتعها بنسبة مقروئية عالية، أو كتب يقترحها بعض الأعضاء؛ رغبة في التعرف إلى مؤلفها، ومناقشة مضمونها، وتبادل الآراء حولها.
-
سعيد حمدان الطنيجي: نادي «كلمة» فضاء رحب للتواصل المجتمعي
المشاركة في المعارض
حدثنا عن الأنشطة، التي أعدها «النادي» لشهر القراءة الوطني؟
يقيم «النادي» فعاليات عدة غير مسبوقة، خلال شهر القراءة الوطني، بعضها يقتصر على الأعضاء في فعاليات خاصة، وهناك ما هو متاح للجميع في مواقع ثقافية متميزة، مثل: متحف اللوفر أبوظبي، وبيت العائلة الإبراهيمية. وتشمل الفعاليات جلسات أدبية حول: الشعر الفصيح، والشعر الشعبي، ودور المرأة القيادي في المجتمع، من خلال مناقشة كتب مفصلية في هذا السياق، ومقاربة صورة المرأة، وحضورها في الأدب العربي، والمنتج الروائي والقصصي، إضافة إلى جلسات تتقاطع مع شهر رمضان المبارك، من ضمنها جلسة بعنوان «روحانيات رمضانية في الشعر العربي»، وفعاليات أخرى سيتم الإعلان عن تفاصيلها لاحقاً، عبر قنوات التواصل الاجتماعي الخاصة بمشروع «كلمة».
ما الدور الذي يقوم به «النادي» في معارض الكتب المختلفة؟
يشارك «النادي» في فعاليات خاصة بأحدث إصدارات «المركز»، وحفلات تواقيع الكتب بحضور مؤلفيها، ما يتيح محاورتهم، والوقوف على آرائهم، ومنهم المؤلفون الإماراتيون والعرب والأجانب، في معارض الكتب المحلية والإقليمية والدولية، وبالتعاون مع دور النشر الأجنبية، التي يتم شراء حقوق الملكية الفكرية منها، إضافة إلى تنظيم أنشطة قرائية، تتضمن جلسات حوارية، وقراءات نقدية.
هل هناك نية؛ لافتتاح فروع للنادي في الإمارات الأخرى؟
وفقاً لاستراتيجية مركز اللغة العربية، القائمة على تعزيز مكانة اللغة العربية في العالم، أي على الصعيد الدولي، يغدو حضور النادي على امتداد أرض الإمارات أمراً مفروغاً منه. لذا، نرحب بالجميع، مواطنين ومقيمين، في إمارة أبوظبي، وسائر الإمارات، للانضمام إلى نادي كلمة.
ما الخطط، التي وضعها «المركز»؛ لتطوير أداء «النادي»؟
يعمل «النادي»، هذا العام، على توسعة رقعة أنشطته القرائية؛ لتشمل: «نادي كلمة الشهري، ونادي كلمة للموظفين، ونادي كلمة المدرسي»، إضافة إلى «نادي كلمة الجامعي»، ويترافق هذا مع توسيع نطاق شراكاتنا، والجهات الداعمة لمشروعنا، والمؤمنة به، وبالقراءة بوصفها فعلاً نبيلاً، يقود إلى الارتقاء بأفراد المجتمع. ويبدو واضحاً سعينا إلى إشراك الطلبة، في المدارس أو الجامعات، بالتوازي مع الموظفين، وغيرهم؛ لتسهم أنشطة «النادي»، أيضاً، في إنجاح الحملة المجتمعية لدعم القراءة المستدامة، التي أطلقها مركز أبوظبي للغة العربية مؤخراً.