#صحة
زهرة الخليج - الأردن 11 ابريل 2025
في لحظات التوتر الشديد، قبل موعد مهم أو امتحان، أو أثناء فترة مليئة بالضغوط في العمل، أو حتى بعد نقاش حاد مع أحدهم، قد تلاحظين شيئاً غريباً، هو أن بشرتك بدأت تتهيّج، وتظهر بقع حمراء، وتعانين حكة، ويبدو جلدك كأنه يثور ضدك دون سابق إنذار.
ولوهلة قد تعتقدين أن السبب تحسس من طعام، أو تغيير منتج تجميلي، أو طقس غير مناسب. لكن الحقيقة أعمق بكثير، إنها تلك المشاعر التي تختبئ في داخلك، فالتوتر الذي لا يعرفه أحد غيرك، هو الآن يعلن عن نفسه من خلال جلدك.
-
تعرفي إلى الرابط الخفي بين التوتر وظهور الإكزيما
ويلعب «الكورتيزول» (هرمون التوتر الرئيسي) في الجسم دوراً في استجابة التهابيةٍ للجسم، وهذا يتم إطلاقه خلال المواقف الصعبة التي تتعرضين إليها، حينها جلدك لا يملك القدرة على البقاء مرطباً ومتجدداً، ما يؤدي إلى ظهور أعراض، مثل: الاحمرار، والحكة، والتهيج العام في الجلد.. وهنا أنت تعانين الإكزيما.
لكن التأثير لا يقتصر على الجانب الجسدي فقط، بل يمكن أن يواجه الأشخاص المصابون بالإكزيما، أيضاً، تحديات عقلية وعاطفية بسبب التوتر.
تابعي القراءة؛ لتعرفي العلاقة بين التوتر وظهور الإكزيما، والنصائح العملية؛ للتعامل مع هذه الحالة، والخطوات التي يمكنك اتخاذها؛ لتخفيف التوتر، والأعراض المصاحبة.
ما الذي يحرّك نوبة الإكزيما؟
في حين أن السبب الدقيق للإكزيما غير مفهوم تماماً، يُعتقد أنها ناتجة عن مزيج من طفرة جينية، وعوامل بيئية، ونظام مناعي مفرط النشاط، يُضعف الحاجز الطبيعي للجلد، ما يجعله أكثر حساسية وتهيجاً. ويصاب شخص من كل عشرة بالإكزيما في مرحلة ما من حياتهم، وقد تم تشخيص 80% من الأشخاص المصابين قبل سن السادسة. ورغم أن التوتر يُعتبر عاملًا أساسياً، إلا أن هناك مجموعة من المحفزات، التي قد تلعب دوراً كبيراً في تفاقم الإكزيما، ومن المهم الاطلاع عليها؛ لتجنّبها قدر الإمكان، خاصةً إذا كانت بشرتك شديدة الحساسية.
- المنتجات الكيميائية:
الصابون المعطر، والمنظفات المنزلية، وبعض أنواع الشامبو والمطهرات.. جميعها تحتوي على مواد قد تخل بتوازن البشرة الطبيعي، وتزيد تهيّجها.
- التغيّرات المناخية:
الطقس البارد والجاف، والتبدلات السريعة في درجات الحرارة، تؤدي إلى جفاف البشرة، وتفاقم أعراض الإكزيما.
- الحساسية الغذائية:
بعض الأشخاص تكون لديهم حساسية من أطعمة معينة، مثل: البيض، والحليب، والمكسرات أو القمح. وقد يظهر ذلك على شكل إكزيما، خاصة عند الأطفال.
- التعرق والاحتكاك:
الملابس الضيقة، وتلك المصنوعة من أقمشة اصطناعية، قد تسبب تهيجاً، خاصةً عند التعرق. ومن الأفضل ارتداء الملابس القطنية الفضفاضة.
-
تعرفي إلى الرابط الخفي بين التوتر وظهور الإكزيما
- العدوى الجلدية:
الجروح والخدوش المتكررة قد تجعل الجلد أكثر عرضة للبكتيريا، ما يؤدي إلى التهاب يزيد سوء الحالة. وقد يكون من الأسهل إدارة المحفزات الخارجية، لكن عندما تقود حالتك العقلية تفجر الإكزيما، فقد يتطلب الأمر مساراً مختلفاَ للتعامل معها.
وأظهرت الدراسات أن المواقف المرهقة، مثل: امتحانات المدرسة، والمشاكل العائلية، والمشاكل المالية، والتحديات في العمل، تؤدي إلى تفجر أعراض الإكزيما، لذا لابد لك من اتباع استراتيجيات لإدارة التوتر، تشمل:
- ممارسة الرياضة التي تحسن الأعراض الجسدية والعقلية، وتمارين التنفس والعلاج النفسي والانخراط في هوايات مفضلة.
- الحصول على نوم جيد؛ لإصلاح الجلد، ووظائف المناعة.
- الاهتمام بما تأكلين، إذ يكتشف بعض الذين يعانون الإكزيما أن بعض أطعمة، مثل: الألبان، والغلوتين، والبيض، قد تؤدي إلى تفجر الأعراض.
- التأكد من أن المنتجات، التي تستخدمينها في المنزل، خالية من المواد الكيميائية المحفزة.
- تجنب الاستحمام الطويل بالماء الساخن؛ لتجنب جفاف الجلد، وارتداء الملابس غير الضيقة، والحفاظ على ترطيب الجلد. وينصح باستخدام مرطب خالٍ من العطور، وآمنٍ للبشرة الحساسة؛ لترطيب البشرة مباشرة بعد الاستحمام.