#منوعات
ياسمين العطار الجمعة 21 مارس 11:00
تتفتح زهور الأوطان بعطاء الأمهات.. درر الإنسانية، وعماد المجتمعات، والرمز الخالد للحب والتفاني والإخلاص.. في «يوم الأم»، الذي يوافق 21 مارس كل عام.. نقدم تحية إجلال وتقدير، للأمهات في جميع أنحاء العالم. وفي الإمارات، سطرت الأم إنجازات استثنائية، ستظل شاهدة على مكانتها، ودورها الوطني الكبير في صناعة الماضي والحاضر والمستقبل، بإهداء الدولة قادة وشخصيات مؤثرة، ساهموا في ازدهار الوطن، ورفعته، حتى أصبح نموذجاً عالمياً في النجاح والتميز. وانطلاقاً من هذه المكانة، التي تحظى بها «الأم» في الدولة، رسمياً وشعبياً، دُشنت مبادرات هادفة عدة؛ للاحتفاء بعطاء الأمهات، ومن ضمنها «ملامسة قلب أم»، تلك المبادرة المجتمعية، التي تنظمها سنوياً أكاديمية شرطة دبي، تقديراً وعرفاناً بجهود أسر الخريجين والخريجات، لاسيما الأمهات اللاتي كن خير سند ومُعين لأبنائهن في طريقهم نحو النجاح والتفوق، فتعكس القيم الاجتماعية، والمشاركة المجتمعية الإيجابية في المجتمع الإماراتي. وقد حرصت «زهرة الخليج» على الاحتفاء بأمهات الخريجين للعام الدراسي 2024-2025، فالتقت منال إبراهيم، مدير الإعلام الأمني بالقيادة العامة لشرطة دبي؛ للتحدث عن المبادرة، وتماشيها مع التوجهات الاستراتيجية للقيادة الرشيدة، فتُجسدها في صورة مبادرات إنسانية، ومجتمعية، هادفة.
«ملامسة قلب أم».. أطلعينا أكثر على هذه المبادرة القيمة! عام 2017، انطلقت مبادرة فريدة، بتوجيهات من معالي الفريق عبد الله خليفة المري، القائد العام لشرطة دبي، حملت فكراً إنسانياً لامس قلوب المجتمع الإماراتي، ودول الجوار، وتمحورت حول عطاء الأم، وشكلت مفاجأة لأهالي الخريجين، ولكل من سمع بها. وتم في إطار هذه المبادرة التواصل مع الأمهات، وإخبارهن بالرغبة في زيارتهن، بالتنسيق مع الطلبة، ومنح الأمهات هدايا مرتبطة بمسيرة أبنائهن الأكاديمية، كرد للجميل على مساهمتهن في صناعة شباب أصبحوا فخر بلادهم وأوطانهم. وجرى تطوير المبادرة على مدار الأعوام، حيث عملت أكاديمية شرطة دبي على توجيه دعوة إلى أمهات الخريجين والخريجات المتميزين؛ للاحتفاء بهن في «سينما روكسي» بدبي، وقلد الخريجون أمهاتهم الميداليات، ومنحوهن دروع التفوق، تقديراً لهن، وعرفاناً بجهودهن في توفير بيئة أسرية داعمة للتفوق والتميز، حفزت تفوق أبنائهن العلمي، ومثابرتهم واجتهادهم. كما تم عرض فيلم التخرج، الذي يحمل تفاصيل لسرد حلم «من الطفولة إلى التخرج».
-
المرشحة فتون ماهر البلوشي مع والدتها حنان حميد محمد وجدتها أم خالد
تلاحم أسري.. ومجتمعي
لامستم وتراً إنسانياً بهذه المبادرة القيمة، فما هدفكم منها؟ تهدف مبادرة «ملامسة قلب أم» إلى إبراز دور الأم في بناء قادة المستقبل، وتعزيز التقدم المجتمعي؛ استناداً إلى أسمى قيم التسامح والسلام والانفتاح والتعايش، التي تقوم عليها دولة الإمارات، وتقديراً وتكريماً لدور الأب، والأسرة. ولا شك في أن المبادرات التي تطلقها شرطة دبي، كمبادرة «ملامسة قلب أم»، تتماشى مع توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بإعلان سموه هذا العام «عام المجتمع»، في تأكيد على تعزيز التلاحم الأسري والمجتمعي، وترسيخ القيم الإنسانية في المجتمع.
برؤية مليئة بالامتنان، شاركت الأمهات إنجازات أبنائهن.. حدثينا عن الفيلم الذي تم عرضه ضمن المبادرة! استعرض الفيلم مسيرة الخريجين في مختلف المراحل التأهيلية بأكاديمية شرطة دبي، ورحلتهم المليئة بالمثابرة والتفاني لخدمة الوطن، والتدريب المكثف، والعزيمة التي لا تلين، حيث يعمل طلبة أكاديمية شرطة دبي بلا كلل؛ لتكريم أمهاتهم، وصولاً إلى يوم التخرج، بعد أربعة أعوام من التدريب الشاق، والتعليم المتميز. ويقف خريجو أكاديمية شرطة دبي؛ ليمثلوا ثمرة جهد ودعم كبيرين من عائلاتهم. إن مكافأة الأم الحقيقية هي مشاهدة رحلة انتقال ابنها من الحلم إلى الواقع، وهو يرتدي زي التخرج، ويقف بكل فخر وشرف، فهي لحظة لا تُقدَّر بثمن، وسعادة لا توصف، حيث تشاهد الأمهات أبناءهن وقد أصبحوا جزءاً من أبناء الوطن المخلصين، القائمين بدورهم الوطني في تحقيق الأمن والاستقرار. وقد عكس الفيلم فيضاً من مشاعر الشجن، وكانت الدموع حاضرة في كل موقف، خاصة عند تذكر مسيرة الجهد والمثابرة؛ لبلوغ الحلم، مقترنة بمشاعر الفرح والسعادة عند الوصول إلى الهدف المنشود.
-
حنين العامري وابنها المرشح سلطان خالد معلمي
شعاع أمل
ما أكثر المواقف التي لا تنسونها.. عبر سنوات المبادرة؟ المواقف الإنسانية في هذه المبادرة الرائدة كثيرة جداً، ويصعب نسيانها، لكن يمكن أن أذكر موقفاً إنسانياً بالدرجة الأولى، عندما أرسلت القيادة العامة لشرطة دبي فريقاً من الشرطة النسائية لزيارة والدة خريج، كانت تتلقى علاجاً طبيعياً في سنغافورة، ليُفْرِحوا قلبها، ويسعدوها. ورغم ظروفها الصعبة، مثلت الزيارة شعاع أمل وفرح لها، وكانت لفتة طيبة رفعت معنوياتها. كما ضم فيلم التخرج حديث خريجة عن والدتها، التي توفيت قبل أن تشهد هذه اللحظة، فقالت بتأثر: «كانت أمي فخورة بي جداً، وكنت أتمنى لو أنها حاضرة اليوم؛ لأنها ستكون الأكثر سعادة بهذا الإنجاز، وفاة أمي بعد صراع مع المرض كانت أصعب فترة في حياتي، لكنني قررت أن أتحدى الظروف، وأحقق حلمها، وهذا أقل ما يمكنني فعله لذكراها».
تُعرف دولة الإمارات بمبادراتها الإنسانية الواسعة.. ما أكثر ما يميز «ملامسة قلب أم»؟ «ملامسة قلب أم» ليست مجرد مبادرة، فهي ملامسة لجوهر الإنسانية، تذكرنا أن وراء كل شخص ناجح قصة من الإيثار والتضحية، فخلف «النجمة» حكاية وقصة كفاح وحب أم لا حدود له؛ فدعم الأم وإرشادها هما أساس النجاح. كما أن إيمانها وتضحياتها مصدر إلهام يدفع الأبناء إلى تحقيق أهدافهم. وبهذه المناسبة، أود أن أقول لكل أم زرعت القيم، واحتضنت الأحلام، وبنت المستقبل: «شكراً لكِ على صناعة رجال ونساء المستقبل، وجعلهم مصدر فخر لأوطانهم».
أمهات صنعن أبطالاً
في جو من الحب والتقدير، اجتمعت القلوب تحت سقف واحد؛ لتشهد لحظة فخر واعتزاز، لحظة تتويج لسنوات من العطاء والتضحية، فقد كانت الأمهات نجمات الحفل، حيث تواترت القصص والشهادات؛ لتبرز الدور المحوري للأم في صناعة الأبطال، ودعم أبنائها؛ لتحقيق أحلامهم وتطلعاتهم، حيث احتضن الاحتفال لحظات مؤثرة وقصصاً ملهمة، تؤكد مكانة الأم في المجتمع.
-
حمدة محمد كرم وابنتها المرشحة حصة أحمد الشامسي
أعربت حمدة محمد كرم، والدة المرشحة حصة أحمد الشامسي، عن سعادتها الغامرة بالمشاركة في هذا اليوم، فقالت: «أجمل ما كان فيه مشاركة الأم التي قدروها، ولم ينسوا فضلها في ذلك الوقت، خاصة وأنا أرى مسيرة ابنتي، وأيضاً نظرات وعبرات كل أم؛ ما غمرني بسعادة بالغة. أطلب من كل أم أن تضاعف جهدها مع أبنائها؛ لتستمتع بيوم حصاد ما زرعت يداها الكريمتان؛ لأنها لو فرطت في مسؤولياتها نحو أولادها، بنين وبنات، ستخسر هذه الفرحة، فإنها تحصد ما زرعت. اليوم، تتمنى الأمهات، من كل قلوبهن، أن ينجح أبناؤهن في المشاركة في نهضة الدولة، ليثبتوا أنهم، فتيات وشباباً، يتحملون مسؤولية حماية الوطن».
-
سعاد عبد القادر وابنتها المرشحة مهرة وائل محمد
وقالت سعاد عبد القادر، والدة المرشحة مهرة وائل محمد: «بعد الانتهاء من مشاهدة الفيلم، كفكفت دموعي التي انهمرتْ فرحاً، وتلفتُّ حولي محرجة، فرأيت تلك الدموع في كل عين، تنهمر مع فرح وابتسامات. فهذه اللحظات طال انتظارها وكانت حلماً، وتحقق الحلم بعد 4 سنوات مرت كلمح البصر. وتذكرت ابنتي حينما كانت تحبو في بيتي، والآن أرى أمامي نجمةً لامعة، بين نجوم ستضيء السماء فخراً وعزاً لبلادي. أسأل الله أن يوفقها، ويسدد خطاها، وأن تحقق ما تبقى من أحلامها؛ فطريق الأحلام مازال أمامها. وأسأله عزَّ وجلَّ أن ينفع بها البلاد».