#تنمية ذاتية
زهرة الخليج - الأردن 2 نوفمبر 2024
أن تصبحي أماً جديدة تجربة صعبة، فإضافة إلى مسؤولية رعاية المولود الجديد، فإن نومك وساعات راحتك من الجوانب التي تتأثر بشكل كبير بذلك. ويمكن أن يكون النوم المشترك مع الطفل في السرير نفسه أمراً يقسم الآراء.. ففي حين أن بعض الآباء يدافعون بقوة عن ذلك، يعارض آخرون الفكرة بشدة. هنا، نقدم إليك بعضاً من فوائد ذلك الأمر، وسلبياته.
الفوائد الصحية العقلية للنوم المشترك:
يزعم مؤيدو النوم المشترك أنه يعزز الشعور بالأمان والترابط بين الوالدين والطفل، ويقوي جوانب مختلفة من نمو الطفل، وتقول الأبحاث: إن هناك بعض الفوائد الأخرى، ومنها:
الأمان العاطفي والتعلق:
يساهم النوم المشترك في تنمية الأمان العاطفي والتعلق لدى الأطفال، إذ يوفر تقاسم مساحة النوم شعوراً بالقرب الجسدي والراحة والطمأنينة. كما يعزز هذا القرب أثناء النوم الترابط العاطفي، ويساعد الأطفال على الشعور بالأمان والحماية، ما يعزز العلاقة بين الوالدين والطفل؛ فالوجود الجسدي المستمر لمقدمي الرعاية يمكن أن يغرس شعورًا بالثقة والأمان العاطفي والرفاهية العامة لدى الأطفال.
تقوية الترابط بين الوالدين والطفل:
غالبًا، يعزز النوم المشترك الترابط بين الوالدين والطفل؛ بسبب زيادة فرص التفاعل والقرب الجسدي، إذ يسمح تقاسم مساحة النوم بالاستجابة السريعة لاحتياجات الطفل، ما يؤدي إلى اتصال عاطفي أعمق. وإلى جانب ذلك، يعزز الاتصال الجسدي الوثيق أثناء النوم إطلاق هرمونات الترابط، مثل «الأوكسيتوسين»، الذي يقوي الرابطة العاطفية بين الوالدين والطفل.
تعزيز أنماط النوم الأفضل:
ارتبط النوم المشترك بأنماط نوم أفضل لدى الأطفال، حيث يساعد وجود الأم أو الأب، أثناء النوم، في تنظيم دورات نوم الطفل، ما يؤدي إلى نوم أكثر راحة، وتماسكاً. وقد يقلل النوم المشترك من الاستيقاظ ليلاً، ويوفر شعوراً بالأمان، ويعزز جودة النوم بشكل أفضل. وإلى جانب ذلك، تساهم أنماط النوم المحسنة في تنظيم الحالة المزاجية، والأداء الإدراكي، والرفاهية النفسية للأطفال.
أضرار الصحة العقلية للنوم المشترك:
رغم أن النوم المشترك له فوائده المحتملة، فمن المهم مراعاة الأضرار المرتبطة به، وهي:
عدم استقلالية الطفل:
قد يتداخل النوم المشترك المطول مع استقلالية الطفل وتطوره، وقد يصبح الأطفال الذين ينامون معاً، بشكل مستمر، معتمدين - بشكل مفرط - على النوم بالقرب من والديهم، ويجدون صعوبة في الانتقال إلى ترتيبات النوم المستقلة مع تقدمهم في السن. وقد يؤثر هذا الاعتماد في قدرتهم على تطوير مهارات التهدئة الذاتية، وتنظيم أنماط نومهم، وتأسيس عادات نوم صحية. لذا، من المهم إيجاد توازن بين تعزيز الأمن العاطفي، والاستقلال المناسب للعمر.
عدم وضع الحدود والخصوصية:
يؤثر النوم المشترك في فهم الطفل للحدود الشخصية والخصوصية، فمشاركة مساحة النوم مع الوالدين تطمس الخطوط الفاصلة بين المساحة الشخصية والخصوصية الفردية، وكذلك بين أوقات الاستيقاظ والنوم. لذا، من المهم وضع حدود واضحة، وتعزيز مفاهيم الخصوصية المناسبة للعمر، سواء داخل بيئة النوم أو خارجها.
تعطيل دورات النوم:
يؤدي النوم المشترك إلى اضطرابات النوم لدى الأطفال والآباء، فيؤدي تقاسم السرير أو مساحة النوم إلى أنماط نوم مضطربة، بسبب الحركات أو «الشخير»، أو سلوكيات النوم المضطربة للشخص الآخر. أي يمكن أن يؤدي هذا إلى نوم مجزأ، وانخفاض جودة النوم، والتعب أثناء النهار للأطفال والآباء، ما قد يؤثر في الرفاهية العامة، والأداء.
القلق من التبعية والانفصال:
يساهم النوم المشترك في القلق من التبعية والانفصال لدى الأطفال، ويجعل الاعتماد المطول على النوم المشترك من الصعب على الأطفال تطوير الثقة، والمهارات اللازمة للنوم بشكل مستقل، كما يثير القلق عند مواجهة النوم بمفردهم، أو في بيئات غير مألوفة.