#تنمية ذاتية
زهرة الخليج - الأردن 19 سبتمبر 2023
يشكل الاستقرار الوظيفي هدفاً لكل عامل، مهما كانت درجته ومكانته في الوظيفة التي يشغلها، حيث يساهم الوضع الآمن والمستقر في تحفيز الإبداع لدى الموظفين، والتركيز على إنجاز مهماتهم على أكمل وجه، دون الشعور بالقلق تجاه وظائفهم وأعمالهم، ما يعزز لديهم الأمان الوظيفي.
وتعرض قطاع كبير من العاملين في مختلف أنحاء العالم، للتهديد الوظيفي، بسبب الآثار الاقتصادية التي تسببت بها جائحة «كورونا» عالمياً، ما أدى إلى حدوث خسارات مالية لدى معظم الشركات والمؤسسات، وأدى ذلك إلى تخفيف حجم العمالة الوظيفية، بسبب تقلص الإيرادات، كما ساهم تفعيل نظام «العمل عن بُعْد»، في تخفيض وتقليص المميزات التي يتمتع بها الموظفون حول العالم، ما أدى إلى شعورهم بالتهديد، واحتمالية فقدان وظائفهم في أية لحظة.
ما سبق لا ينطبق فقط على صغار الموظفين، بل هو حالة عالمية شملت الجميع، وصار ذهن العمال مشغولاً بشكل دائم بالتوصل إلى طريقة تحفظ لهم وظائفهم، ودخلهم الشهري، في ظل هذه الظروف الاقتصادية والاجتماعية.
ووسط كل ذلك، سلطت دراسة سويدية حديثة، قام بها معهد كارولينسكا، ونشرتها مجلة «علم الأوبئة والمجتمع الصحي»، على ظروف العاملين في المهن المختلفة بالمجتمع السويدي، الذي يعتبر الموظفون فيه من أكثر الذين يتمتعون بمزايا وظيفية، حيث بينت نتائج الدراسة إمكانية نجاة العاملين، الذين ليست لديهم عقود عمل دائمة من الوفاة المبكرة بنسبة 20%، إذا حصلوا على عقد عمل دائم، يزيل عنهم ضرر الترقب والتوتر والقلق.
وخلصت نتائج الدراسة، كذلك، إلى حاجة سوق العمل السويدي إلى تحسين يخص أوضاع العمالة غير المستقرة، خاصة من يعملون بعقود قصيرة أو مؤقتة، أو يمارسون الأعمال الحرة دون مظلة قانونية تحميهم، أو من يتقاضون أجوراً منخفضة، حيث تؤدي كل هذه الأوضاع العملية والمعيشية إلى دخول العمال في موجات من القلق الوظيفي، الذي يؤدي إلى مشاكل ومتاعب صحية.
وتشير المعدة الرئيسية للدراسة البحثية، في معهد الطب البيئي بمعهد كارولينسكا، نوريا سانتاندر، إلى أن التحول من وضع عملي غير مستقر، إلى وضع الاستقرار الوظيفي، يحسن حياة الناس، ويزيل عنهم القلق النفسي، الذي يدفع - حال الأوضاع السيئة - إلى الإصابة بالأمراض القاتلة، مثل: الذبحة الصدرية أو الدماغية، جراء قلة حيلتهم، وتزايد المسؤوليات الاجتماعية والمادية عليهم.
وشملت الدراسة البحثية 250 ألف عامل، تراوح أعمارهم بين 20 و55 عاماً، وتم سؤالهم عن ظروف العمل الذي يقومون به، وميزاته الصحية والاجتماعية، ومدى تأثير أوضاعهم على عائلاتهم، ودراسة أوضاع من انتقلوا من «وضع عملي غير مستقر» إلى «وضع عملي مستقر»، ومدى تأثير ذلك على تحسن صحتهم العقلية والنفسية وأوضاعهم الاجتماعية.