#ثقافة وفنون
ريما كيروز 18 فبراير 2020
الحديث مع أبنائكم المراهقين عن مسألة التعليم العالي، ليس بالمهمة السهلة. متى يُطرح الموضوع؟ وهل يمكنك تقديم الرأي والنصيحة؟
إيجاد الطريق، التفكير في وظيفة المستقبل، الاختيار بين الكلية أو المدرسة أو المعهد، باختصار... إن التفكير في التعليم العالي مسألة غير سهلة للمراهقين وأولياء الأمور على حد سواء، لا بل يمكن أن تكون هذه الفترة مخيفة، لاسيما أنها مرتبطة عموماً بنتائج امتحانات الطالب ونتائجه النهائية. هنا بعض النقاط التي يمكن الالتفات لها قبل مناقشة أبنائكم.
ـ التوجيه المدرسي، وفر الوقت لمناقشته: من المهم إجراء مناقشة مسألة التعليم العالي بين الوالدين والطفل. وبشكل عام، يتم طرح الموضوع مع الموجهين في المدرسة مع نهاية المرحلة المتوسطة، أو في السنة الثانية من الثانوية العامة، بحسب التوجه الأكاديمي الحديث.
ـ حرية الطالب في طرح الموضوع بنفسه: يجب أن يُسمح للطفل بأن يطرح الموضوع بنفسه، أما إذا كان من النوع المهمل وغير المسؤول، فمن الضروري أن تتدخل عائلته، لأنه قد لا يقدر الفترة المحورية الصحيحة للتوجه الأكاديمي، وارتباطها بالمواعيد النهائية والإجراءات الإدارية التي يجب احترامها.
ـ أعطِ رأيك ولا تفرضه: غالباً يتوقع الآباء نموذجاً مثالياً لمستقبل أطفالهم، وقد يواجهون صعوبة وهم يرونه يبتعد عنهم بآرائه واختياراته. وبالتالي لو طرح المراهق اختصاصاً معيناً لا يعجب والديه، يجب ألا يفرضا رأيهما عليه، وإنما يعمدان إلى مناقشته بالمنطق والحجة، من دون أن ينسيا أنه يحدثهما عن مستقبله هو، لا مستقبلهما.
ـ مرافقة الطفل في رحلته الدراسية: بعد الحصول على النتائج الأكاديمية، يمكن للأهل متابعة الخطوات اللاحقة التي يجب أن يقوم بها ابنهما، مثل ملفات التسجيل، السكن في حال كان في بلد أو مدينة بعيدة، وغير ذلك من إجراءات ضرورية. هذه العملية ضرورية للمراهق، لأنها بمثابة إحقاق توازن بين الدعم والتمكين التدريجي، كما أن مرافقته تطمئن باله وتخفف من قلقه.
ـ استشارة الخبراء: في بعض الأحيان يكون من الأفضل الاستعانة بخبراء استشاريين، مثل طبيب نفسي أو اختصاصي طب عائلي، خصوصاً لو أصيب المراهق بتوتر شديد. وتصبح الاستشارة ضرورية لو شعر أحد الوالدين بالارتباك وتحول الحوار مع ابنهما إلى مواجهة حادة.
ـ مساعدة خارجية: إذا احتاج المراهق إلى مساعدة لإعداد مشروعه بشكل محترف، فيمكنه الذهاب إلى مراكز المعلومات والإرشاد وطلب المشورة من أصحاب الاختصاص. هذا الأمر يجب أن يشجع عليه الأهل لأنه يصب في مصلحة ولدهم، ويختصر له الوقت والعناء في البحث عن معلومات يسعى إليها، ويسهل له الطريق التي يود سلوكها.
ـ مراقبة سلوك المراهق: يتوقف على أولياء الأمور مراقبة ابنهم المراهق، هل هو قلق أو متردد؟ هل يحسن التعامل مع المستجدات التي تطالعه؟ في كل الأحوال يجب بناء حوار في المنزل في جو من الثقة والانفتاح، لتأمين بيئة مطمئنة له، ومساعدته بالشكل المطلوب.