#تنمية ذاتية
زهرة الخليج - الأردن 12 ابريل 2025
هل تجبرين نفسك على التفكير في أسوأ السيناريوهات قبل حدوثها؟.. هل تشعرين بالضغط لمجرد أنك تتوقعين أن الأمور قد تسوء، حتى لو لم يكن هناك سبب أو دليل واضح لذلك؟.. هل يمنعك القلق من الاستمتاع بلحظاتك الحالية؛ لأن عقلك منشغل بما قد يحدث لاحقاً؟!
إذا كانت إجابتك «نعم» على بعض هذه الأسئلة أو كلها، فأنتِ بلا شك تعانين «القلق الاستباقي»، ذلك الصوت الداخلي الذي يحذرك من المستقبل باستمرار، ويدفعك للانشغال الزائد بعواقب أمورٍ غير موجودة في الوقت الحالي، أو القلق بشأن أمورٍ قد تحدث، وقد لا تحدث أبداً.
لكن لماذا تعاني النساء أكثر من الرجال هذا النوع من القلق؟.. وكيف يمكن التمييز بين التفكير الاستباقي الصحي الاحترازي، والخوف الذي يستهلك الطاقة، ويتعب الجسد؟
نقدم لك الأسباب الكامنة وراء «القلق الاستباقي»، وكيفية التعامل معه بطرق فعالة، تمنحك راحة البال وصحة الدماغ والجسد.
-
«القلق الاستباقي» يرهق الدماغ ويتعب الجسد.. هكذا تواجهينه!
لماذا النساء؟
لأن المرأة تلعب أدواراً متعددة في حياتها، مثل: العمل، وتربية الأطفال، والاهتمام بشؤون الأسرة، وإدارة العلاقات الاجتماعية في محيطها، ما يزيد الضغط النفسي، والخوف من عدم القدرة على تحقيق التوازن، كما أن الكثيرات من النساء يسعين إلى التميز والكمال والمثالية.
ولأن النساء، أيضاً، أكثر تأثراً بعبث الهرمونات، فتلعب التغيرات الهرمونية، خاصة أثناء الدورة الشهرية، والحمل، وانقطاع الطمث، دوراً كبيراً في زيادة مستويات القلق والتفكير الزائد بالمستقبل. وتميل النساء عموماً إلى وضع معايير عالية لأنفسهن، سواء كان ذلك في العمل أو العلاقات أو حتى في مظهرهن، ما يجعلهن في حالة قلق دائم بشأن الأداء والنتائج.
كما أن التعرض لصدماتٍ نفسية، مثل: الفشل في علاقة أو تجربةٍ سلبية في العمل، قد تجعل المرأة أكثر حذراً وقلقاً، وأقل ثقةً في ما يخص المستقبل، خوفاً من تكرار الألم.
تقول القاعدة: «النساء أكثر تحليلاً للمواقف من الرجال، ويعملن على ربط الأحداث، والتفكير العميق في التفاصيل»، وبناءً على ذلك، قد يؤدي هذا الأمر إلى سيناريوهات سلبية غير واقعية، تثير القلق دون داعٍ، في كثير من الأحيان.
ما الذي تقوله الدراسات؟
تشير دراسات علم النفس إلى أن القلق المزمن يرهق الدماغ والجسم، ويؤدي إلى إفرازٍ زائد لهرمون «الكورتيزول» (هرمون التوتر)، ما قد يؤثر في المناعة، والصحة العقلية.
ووفقًا لـ«نظرية التوقعات» (Expectation Theory)، فإن توقع الأشياء السلبية يجعل الإنسان يتصرف بطريقة تؤدي إلى تحقيق هذه التوقعات، وهو ما يُعرف بـ«النبوءة ذاتية التحقق» (Self-fulfilling Prophecy). وبعض الدراسات، في علم النفس الإيجابي، تؤكد أيضاً أن الإنسان عندما يواجه المصاعب الفعلية، يجد في داخله قوة لم يكن يعتقد أنه يمتلكها، وغالباً تكون الأوضاع الحقيقية أقل رعباً مما يتخيله الشخص مسبقاً.
كيف يمكن التعامل مع «القلق الاستباقي»؟
لأن معرفة الأسباب هي الخطوة الأولى للمواجهة، يمكن تقليل تأثير القلق من خلال تقنيات الاسترخاء، وممارسة التأمل، وتحديد الأولويات، وتحدي الأفكار السلبية، كما أن الحديث مع مختصٍّ نفسي قد يساعد في التعامل مع القلق بطرقٍ أكثر فاعلية.
لذا، لابد من عيش اللحظة، والتركيز على الحاضر، بدلاً من القلق بشأن المستقبل، كما أن التفاؤل، والتوكل، والإيمان بأن كل شيء بيد الله، أمور تساعدك في السيطرة على هذه المشاعر السلبية، إلى جانب مواجهة الخوف بالعقل، بدلاً من الغرق في الخيال، واتباع تقنية سؤال النفس: ما أسوأ ما يمكن أن يحدث؟.. وهل هو حقاً بهذا السوء؟ مع اليقين، دائماً، بأن القلق لن يمنع الغد من القدوم، لكنه قد يسرق منك سلام اليوم.