#منوعات
ياسمين العطار 15 فبراير 2025
إبداعات ومهارات.. تكتشفها مبادرة «همم موهوبة»، تحت شعار «بالفن نتواصل»، التي أطلقتها مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، في إطار الاستراتيجية التي تنفذها القيادة الرشيدة؛ لتمكين شباب الوطن من أدوات الإبداع كافة. وبالتوازي مع حرص إمارة أبوظبي على اكتشاف ورعاية المواهب في المجالات المختلفة، وتوافقاً مع جهود «المؤسسة» التي تدعم الإبداعات والمواهب الكامنة عند أصحاب الهمم، وترعاها، وتصقلها؛ التقت «زهرة الخليج» نسرين الهرمودي، المستشار بمكتب الأمين العام في مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، فأوضحت أن الرعاية المبكرة للموهوبين - من مختلف فئات أصحاب الهمم - تلعب دوراً محورياً في الكشف عن قدراتهم، ومواهبهم، وبالتالي تطويرها والارتقاء بها، ما يعود عليهم بالعديد من السلوكيات الإيجابية، واكتساب مهارات حياتية، تجعلهم أكثر اعتماداً على الذات.. وللحديث أكثر عن أهداف وإنجازات «همم موهوبة»، حتى وصولها إلى نسختها الثالثة.. كان لنا الحوار التالي:
-
نسرين الهرمودي: «همم موهوبة» تكتشف قدراتهم الإبداعية وتحتفي بها
لغاية نبيلة، تم إطلاق «همم موهوبة».. ما الأهداف الرئيسية، التي تسعى «المبادرة» إلى تحقيقها؟
تأتي تلك المبادرة من مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم؛ لاكتشاف واستقطاب الموهوبين من مختلف فئات أصحاب الهمم، في عدد من مجالات الفنون، وتشمل: فنون الأداء، والفنون المرئية، والتقديم الإعلامي، لرعايتهم ودعم مواهبهم، وتهيئة البيئة المناسبة لهم لمنافسة المواهب العالمية. كما يسهم «البرنامج» في الكشف عن مواهب أصحاب الهمم، ويساعد في تحديدها وإبرازها؛ لتمكينهم من متابعة شغفهم الفني، وزيادة فرص نموهم الشخصي والمهني.
تعزيز التعاون
ما آلية تحقيق تلك الأهداف؟
عملنا على تعزيز التعاون مع جميع المؤسسات في القطاعين العام والخاص، خاصة تلك التي تُعنى بالجوانب الثقافية، وعلى رأسها: المؤسسات التعليمية، ومراكز الناشئة والطفولة، ومراكز الشباب، ومراكز الفنون، والجمعيات، والأندية؛ للعمل على اكتشاف تلك المواهب.
لماذا اختارت «المؤسسة» فن إلقاء الشعر؛ ليكون أحد مجالات «البرنامج» في الدورة الثالثة؟
طوّرت مؤسسة زايد العليا مبادرة «همم موهوبة»، في دورتها الثالثة، بإدخال فن إلقاء الشعر، حيث يساهم ذلك في تعزيز مواهب أصحاب الهمم، وذويهم؛ عبر اكتشاف شغفهم الإبداعي. وتهدف هذه المسابقة المتميزة، التي تم تنسيقها بالتعاون مع عدد من الشعراء، إلى تقديم الدعم اللازم؛ لصقل مهارات المشاركين في مجال نظم الشعر وإلقائه. وتسعى «المؤسسة»، من خلال هذه المسابقة، إلى تعزيز ثقافة الإبداع، وتنمية المواهب، إذ تمنح المشاركين فرصة التعبير عن أنفسهم، ومشاركة أفكارهم ومشاعرهم؛ ما يسهم في دمجهم - بشكل فعال - بالمجتمع. وخلال النسخة الجديدة، تهدف مؤسسة زايد العليا إلى توجيه أصحاب الهمم نحو اكتشاف آفاق إبداعية جديدة، وتعزيز المناسبات الفنية، التي تحتفي بقدراتهم الفريدة.
-
نسرين الهرمودي: «همم موهوبة» تكتشف قدراتهم الإبداعية وتحتفي بها
أخبرينا بمراحل التسجيل في «المبادرة»، وطرق تقييم المسجلين!
في البداية، يتم فتح باب التسجيل لجميع أصحاب الهمم من الفئات العمرية المختلفة، فيما يتم تقييم المسجلين في المنصة من خلال تجارب الأداء؛ ليتم إدراجهم في المرحلة التالية من المسابقة. وحددت لجنة التحكيم شروط المشاركة بتقديم صاحب الهمة، الراغب في المشاركة، مقطع فيديو مسجلاً مباشرة، لا تتجاوز مدته ثلاث دقائق، دون إدخال أي تعديلات عليه، ويلقي - خلاله - قصيدة من اختياره، بالشعر النبطي، أو الفصيح.
ماذا عن فئات المسابقة في النسخة الثالثة؟
قُسمت المسابقة فئتَيْن: الأولى تحت 15 عاماً، والثانية فوق 15 عاماً، للجنسين من فئات الإعاقة كافة، وتُقام على ثلاث مراحل: الأولى: إطلاق التسجيل. والثانية: فرز وتقييم المسجلين في المنصة من قِبَل لجنة التحكيم، بتقييم تجارب الأداء، ورفع قائمة تضم خمسة متأهلين للمرحلة التالية، من كل فئة عمرية. والأخيرة: يتم فيها توزيع قصائد من أشعار المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وقصائد مختارة من الشعر العربي، حسب فئات المتأهلين؛ لإلقائها خلال حفل إعلان الفائزين، المقرر تنظيمه نهاية فبراير الجاري، بمهرجان الشيخ زايد التراثي، وتكريم ثلاثة فائزين من كل فئة عمرية، ومنحهم جوائز مالية قيمة.
مسار إبداعي خاص
«فرحات والعائلة».. عرض مسرحي شارك فيه موهوبون من فئات أصحاب الهمم كافة.. حدثينا أكثر عن هذا الجانب!
قدمت مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم هذا العرض المسرحي، بالتعاون مع الفنان المصري محمد هنيدي؛ سعياً من «المؤسسة» إلى أن تصبح لكل موهوب من أصحاب الهمم مساحة في الأعمال الفنية والإبداعية بين كبار نجوم الوطن العربي، وأن يصبحوا من المشاهير كبقية الفنانين والمبدعين. وشهد المسرح الوطني في أبوظبي العرض المسرحي «فرحات والعائلة»، بمشاركة مواهب من مختلف فئات أصحاب الهمم، ذوي القدرات الخاصة، الذين تمكنوا من اجتياز تجارب الأداء، والبرنامج التدريبي التخصصي لمبادرة المؤسسة النوعية «همم موهوبة». ويهدف العمل المسرحي إلى إيجاد مسار إبداعي خاص بأصحاب الهمم؛ لدمجهم في الحياة الفنية والاجتماعية، وإتاحة الفرصة أمامهم للتعبير عن أنفسهم. فذوو الهمم يركزون - بشكل كبير - على الأمور التي تعجبهم؛ لهذا نعمل على تنمية أي موهبة؛ حينما نلاحظ رغبتهم الشديدة في إظهارها.
-
نسرين الهرمودي: «همم موهوبة» تكتشف قدراتهم الإبداعية وتحتفي بها
ما الجوانب التي تناولتها قصة العرض المسرحي؟
تناولت المسرحية قصة اجتماعية هادفة بأسلوب كوميدي، إذ استعرضت التحولات والتحديات الاجتماعية السلبية، والتداخلات الخارجية في مجتمعنا، بطريقة بسيطة ومسلية للجمهور، صغاراً وكباراً؛ بهدف توعيتهم. إضافة إلى تسليط الضوء على أهم أهداف التنمية في الدولة، وبشكل خاص مفهوم الاستدامة وأهميته، إذ تمت مناقشة أهداف «عام الاستدامة» في المسرحية كجزء مهم، مع تأكيد أهمية خدمة الوطن، وتحقيق النجاح الشخصي. كما ناقشت المسرحية - بشكل كوميدي - عدداً من القضايا الاجتماعية، كالظهور على منصات التواصل الاجتماعي، وحالات اجتماعية أخرى تتعلق بالحياة الأسرية بشكل عام.
وفرت «همم موهوبة» منصة لأصحاب الهمم؛ لتمكينهم من التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم؛ فما أبرز نجاحاتها؟
منذ اليوم الأول لإطلاقها، منحت «المبادرة» أصحاب الهمم فرصة عرض مواهبهم المتنوعة، بالمشاركة في الأعمال الفنية والثقافية محلياً ودولياً، بما يضمن تكافؤ الفرص في المجالات: الإعلامية، والفنية، والثقافية، ودمجهم في المجتمع. وأثمر «البرنامج» مشاركة أصحاب الهمم الموهوبين ضمن فعاليات وأنشطة مجتمعية ذات طابع فني وثقافي، إضافة إلى اكتشاف فنانين من أصحاب الهمم في المجالات الفنية المختلفة، وتسجيل قائمة ببيانات المواهب من تلك الفئات في سجل أصحاب الهمم بإمارة أبوظبي، وأدى ذلك إلى مزيد من التماسك الاجتماعي، وسد الفجوات بين المجموعات المختلفة بالمجتمع.
بصفتك من الكوادر المعنية بتنفيذ «المبادرة»، وتحقيق أهدافها المنشودة.. ما الشعور الذي ينتابك عند المشاركة في هذا العمل الوطني؟
نشأنا وتربينا في «إمارات الخير»، وتأسست قيمنا على الاهتمام بالإنسان، والسعي الدؤوب إلى تمكينه وتفوقه في جوانب الحياة كافة، فما أجمل أن نصبح جزءاً من الجهود الوطنية، التي تسعى إلى تجسيد فكر ورؤية قيادتنا الرشيدة، التي تؤكد، دوماً، أن الإعاقة ليست عائقاً، وأن المجتمع يتسع للجميع، وأن أصحاب الهمم جزء لا يتجزأ من نسيجنا؛ فعطاؤهم لا يختلف عن الآخرين، بل يضيف بُعداً خاصاً لثراء مجتمعنا. ونفتخر بأننا أبناء وطن أُسس على الرحمة والعطاء والمحبة والتآخي؛ ليصبح - كما أراده قادته - منارةً لكل خير، وملاذاً لكل محتاج. فهنا يعيش أبناؤنا في أمن وأمان وسعادة، ويفاخرون العالم بأنهم «عيال زايد». وبكل اعتزاز، أحب أن أشير إلى أن أصحاب الهمم علمونا أن العزيمة والإرادة تصنعان المستحيل، وتدفعان الإنسان إلى مواجهة كل الظروف والتحديات بثبات؛ لتحقيق أهدافه، وبلوغ غاياته؛ فهم خير مثال للإصرار والعطاء، ويعكسون روح الإمارات الحقيقية في التميز والنجاح.