#سياحة وسفر
زهرة الخليج - الأردن 17 فبراير 2025
«الاستحمام في الغابة» مصطلح جديد، يمكن اعتباره نوعاً من أنواع اللياقة البدنية، أو ممارسة اليقظة، أو ربما يكون مزيجاً منهما. وظهر هذا المصطلح في اليابان خلال ثمانينيات القرن العشرين، بوصفه تمريناً فسيولوجياً ونفسياً، يعتمد على الانغماس في أجواء الغابة.
وكان الهدف من هذا النشاط مزدوجاً، فهو من ناحية تقديم ترياق بيئي للإرهاق الناتج عن طفرة التكنولوجيا، ومن ناحية أخرى إلهام الناس لإعادة الاتصال بغابات بلادهم، وحمايتها. وبالتالي، فإنه ينطوي على فوائد مهمة ومفيدة تساهم في الشعور بالتجدد، حيث يجمع بين الرفاهية والتأمل والاستكشاف.
وسرعان ما تبنى اليابانيون هذا العلاج البيئي في تسعينيات القرن الماضي، حيث بدأ الباحثون دراسة الفوائد الفسيولوجية للاستحمام في الغابة. وقدمت الدراسات العلمية دليلاً على ما نعرفه فطرياً، وهو أن قضاء الوقت في الطبيعة مفيد لنا. كما أظهرت الأبحاث أن العالم الطبيعي يلعب دوراً أساسياً في تعزيز صحة الإنسان، لا سيما في ظل وتيرة الحياة المتسارعة الآن.
إذا كنتِ مهتمة بتجربة هذا النشاط، فإليكِ بعض الأماكن المميزة، التي يمكن أن تجرّبي فيها «الاستحمام في الغابة»:
جبال أديرونداك.. نيويورك:
-
جبال أديرونداك.. نيويورك
تُعد جبال أديرونداك مكانًا مثاليًا لممارسة «الاستحمام في الغابة»، حيث تمتد عبر أكثر من ستة ملايين فدان في ولاية نيويورك، وتضم أكثر من 100 قمة، وحوالي 2000 ميل من مسارات المشي. وهي أكبر منطقة محمية في الولايات المتحدة المتجاورة، وتتميز الأشجار دائمة الخضرة الأصلية بأنها عطرية، وتطلق مبيدات «الفيتونسيدات»، وهي الزيوت الأساسية المحمولة جواً التي تعزز المناعة. والفوائد الصحية لهذا «الاستحمام البيئي» يمكن أن تستمر لأسابيع. وتحتوي بعض الأشجار، مثل: «التنوب»، و«الصنوبر»، على مضادات الأكسدة، وفيتامين (C)، ويمكنكِ نقع أوراق هذه الأشجار في الماء، وشرب منقوعها.
كوستاريكا:
-
كوستاريكا
تغطي الغابات أكثر من 50% من مساحة كوستاريكا، ما يجعلها جنة للاستحمام في الغابات. فهذا البلد يضم ما يقرب من 6%، من نسبة التنوع البيولوجي في العالم. وسواء كنتِ تتجولين في غابة سحابية ضبابية في «مونتيفردي»، أو تتنقلين عبر الجسور المعلقة بالقرب من «بركان أرينال»، أو تستكشفين مسارات الغابات المطيرة، بالقرب من نهر «سارابيكي»، فهناك فرص لا حصر لها؛ لمراقبة الحياة البرية، وتنشيط حواسكِ.
نيوزيلندا:
-
نيوزيلندا
تُعد غابة «وايبووا»، في الجزيرة الشمالية من نيوزيلندا، مكانًا مثاليًا لممارسة «الاستحمام في الغابة»، فهي تضم أكبر وأقدم أشجار «الكوري» في العالم، المقدسة لدى شعب «الماوري». وتكتمل التجربة في أجواء ساحرة، إذ تصاحب الانتقال من النهار إلى الليل الأغاني، والحكايات الجميلة، لشعب «الماوري».
كينيا:
-
كينيا
في سلسلة جبال «ماثيوز»، بمنطقة «لايكيبيا»، في وادي «ريفت»، تحتضن الغابات القديمة نباتات متوطنة، وحيوانات متنوعة كالأفيال، والعديد من أنواع الطيور. ويمكنكِ الانضمام إلى جولات بصحبة مرشدين محليين من «سامبورو»، يمتلكون معرفة عميقة بأصوات وروائح الغابة، ما يمنحك تجربة حسية غامرة.
هاواي:
-
أشجار الأوكاليبتوس في هاواي
في هاواي، يُعتبر الارتباط العميق بالأرض جزءًا من الثقافة المحلية. وتُبجل الغابات؛ باعتبارها مصدرًا للحياة، والاحتياجات الروحية. وتوفر الجزيرة العديد من الفرص للانغماس في الطبيعة، سواء عبر زيارة الأشجار العطرية، أو الانضمام إلى جولات إرشادية تحت ظلال شجرة «بانيان»، أو قرب نباتات «البلوميريا».