#تنمية ذاتية
زهرة الخليج - الأردن اليوم
العقل السليم ضروري لصحتنا بشكل عام، إذ إنه يدير حياتنا بكل سلاسة، ويعطي الأوامر أو مفاتيح العمل للجسد، للقيام بما يتوجب علينا فعله؛ لنكمل حياتنا بطاقة وإيجابية وحكمة وإنتاج وتقدم.
لكن عندما يكون عقلكِ متوتراً، فبالتأكيد سيكون جسمكِ بالكامل متوتراً. والأسوأ من ذلك، إذا كان عقلكِ متوتراً معظم الوقت، فإنك ستعتقدين أن هذا أمر طبيعي، وبالتالي لا ينبغي أن يكون الأمر على هذا النحو، حيث يحتاج عقلكِ إلى استراحة بشكل دوري.. لذا خذي لحظة من الصمت، ولاحظي مدى انشغال عقلكِ.
هنا، نشارككِ علامات مهمة، تشير إلى أن عقلكِ يحتاج إلى استراحة، فكيف تمنحينه هذه الاستراحة؟!
عقلك مشغول دائماً:
هل تواجهين تدفقاً للأفكار في عقلكِ بشكل متكرر، ويصعب التحكم فيه، وتجدين نفسكِ تكافحين لحل مشكلة معينة؟.. هل تشعرين بأن تلك الأفكار عبارة عن اجتماع لا نهاية له، وتتضارب مع أفكاركِ الداخلية؟.. إذا أجبتِ بـ(نعم) على أيٍّ من هذه الأسئلة، فإن ذلك يعني أن عقلكِ بحاجة إلى استراحة، بشكل دوري.
لذا، فكري في ما يساعدكِ على تهدئة عقلكِ، حيث يمكن أن يكون ذلك بالاستماع إلى الموسيقى أو المشي أو الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية، أو مشاهدة فيلمكِ المفضل.
التأمل، أيضاً، وسيلة قوية لتهدئة عقلكِ، حيث يمكن أن يساعدكِ العديد من الممارسات في تحقيق ذلك.. ابدئي مثلاً بفترات قصيرة من الهدوء الصامت، وزيديه تدريجياً إلى 30 دقيقة كل يوم. كذلك، تعد اليقظة الذهنية ممارسة رائعة، حيث تتعلق بتهدئة عقلكِ، والاتصال بعالمكِ الداخلي.
تعانين مشاكل النوم المستمرة:
نبدأ بالأسئلة: هل تواجهين صعوبة في النوم؟.. هل تستيقظين عدة مرات أثناء الليل؟.. هل تشعرين بالتعب وعدم القدرة على العمل بشكل صحيح أثناء النهار؟.. إذا كنتِ تعانين أياً من هذه المشكلات، فقد يكون ذلك علامة على أن دماغكِ يحتاج إلى الدعم.
قد يشير وجود مشكلة في النوم إلى أنكِ تكافحين أفكاراً غير مفيدة، فالأفكار التي تستمر في الدوران برأسكِ تمنع جسدكِ من الاستقرار، وربما تحاولين التحكم في أشياء خارج نطاق سيطرتكِ، وكلما كنتِ مرهقةً، كلما أصبح من الصعب رعاية عقلكِ؛ لأن قلة النوم تؤثر على عمله.
ويمكنكِ تعلم تهدئة عقلكِ وجسدكِ قبل النوم، بتجنب استخدام هاتفكِ الذكي، وأخذ استراحة من وسائل التواصل الاجتماعي، والأخبار؛ للانفصال عن مشاكل العالم، حيث يجد بعض الأشخاص أن تدوين اليوميات طريقة فعالة؛ لإطلاق العنان لأفكارهم، ومخاوفهم.
كما يمكنكِ إشعال شمعة، والجلوس في صمت، أو الاستماع إلى موسيقى هادئة؛ للمساعدة في تحضير عقلكِ للنوم، وحاولي ألا تحفزي عقلكِ وعواطفكِ قرب نهاية اليوم.
زيادة التعب بغض النظر عن مقدار نومك:
هل تشعرين بالتعب طوال الوقت، حتى عند النوم؟.. هل تشعرين بأن كل شيء صعب؟.. هل تغمركِ المشاعر بسهولة؟.. بكل بساطة أنت لستِ بحاجة إلى العيش بهذه الطريقة للتغلب على الإرهاق، فمن الضروري الاعتناء بنفسكِ، حيث يجب عليكِ الانخراط في أنشطة تساعدكِ في الاسترخاء والعناية بجسمكِ وتهدئة عقلكِ والاستمتاع بالحياة، وتأكدي من تناول وجبات صحية، والحصول على قسط كافٍ من الراحة، وقضاء الوقت مع الأشخاص الذين تثقين بهم.
لذا، حافظي على حدود صحية، ولا تسمحي للآخرين بامتصاص الطاقة منكِ، وانتبهي جيداً لما يحدث في عالمكِ الداخلي، وبمجرد شعورك بأن هناك شيئاً غير متوازن، حددي ما يجب عليكِ فعله، حتى لو كان مجرد أخذ لحظة للقيام ببعض التنفس العميق، ولا تتردي في طلب المساعدة من أحد أفراد الأسرة، أو الأصدقاء، أو المتخصصين، حيث إن طلب المساعدة علامة على القوة، فدماغكِ يحتاج إلى استراحة كافية؛ للبقاء بصحة جيدة.
تشعرين بالانزعاج أكثر من المعتاد:
هل تغضبين من بعض القضايا البسيطة، التي لا تزعجك عادةً؟.. هل بدأ أصدقاؤك يتجنبونكِ؛ بسبب سلوككِ مثلاً؟.. لا ينبغي أن يكون الأمر على هذا النحو. نعم، ربما تكون هناك مشكلات أساسية لا تزال عالقة، الأمر الذي يحتم عليك الاستفادة من متخصص يسلط الضوء على تلك المشكلات؛ حتى تتمكني من الشفاء. اطلبي من الأصدقاء وأفراد العائلة مساعدتكِ، واسمحي لهم بإخباركِ عندما يؤثر انزعاجكِ في علاقاتكِ معهم.