#منوعات
إشراقة النور 3 مايو 2022
على مدى العصور، ارتبطت المساجد بالأنماط المحافظة، التي تستخدم أشكالاً تقليدية، وتفاصيل جمالية رصينة وسائدة. لكن، اليوم، يفرض تصميم دور العبادة تحديات كبيرة على المهندسين المعماريين المعاصرين، الذين يجب أن يحترموا الماضي، مع ترك مجال للتطور الحسي والمعنوي المستمر.. إليكم جولة حول مجموعة من المساجد ذات التصاميم الحديثة والغريبة:
مصلى قصر الحصن - الإمارات
يقع المصلى داخل قصر الحصن في العاصمة الإماراتية أبوظبي؛ ليخلق حاجزاً خفياً للخصوصية دون استخدام الجدران، ما يوفر مساحات هادئة ومنعزلة للصلاة دون ضوضاء بصرية. والمبنى صممه المهندسون المعماريون «سيبرا»، وفاز بالجائزة الأولى في المهرجان المعماري العالمي 2019 «فئة المباني الدينية المكتملة»، وتم تصميمه ليحاكي الطابع التقليدي المعترف به في المباني الساحلية، الذي يتميز بظهور الطين المتصدع على جدرانه وهيكله، حيث ابتكر المهندسون هيكلاً فريداً لمبنى المصلى، يعكس الطراز المعماري القديم، والمناظر الطبيعية للإمارة، كما يتطابق لون الخرسانة الخاصة بالمبنى مع لون رمال أبوظبي؛ ما يعزز تكامل المبنى مع الطبيعة العامة للموقع، وكأن المصلى قد تم تشييده وزراعته من الأرض.
رييكا - كرواتيا
وُصف «رييكا - كرواتيا»، وهو أول مسجد بُني على شواطئ البحر الأدرياتيكي منذ خمسة قرون، بأنه أحد أجمل المباني الدينية في أوروبا. وقد صممه النحات الكرواتي المفاهيمي، دوشان دامونغا، وآخرون، وافتتح كمجمع عام 2013، ويوفر إطلالة رائعة على خليج «كفارنير»، وتتكون قبته من خمسة أجزاء منفصلة، تشكل جسماً بصرياً واحداً. وسعى المهندسون المعماريون إلى استلهام التقاليد الغنية لبناء القبة من المساجد العثمانية على شواطئ البحر الأبيض المتوسط. والكرة الضخمة مصنوعة من طبقة واقية من الفولاذ المقاوم للصدأ، وتم تصميم الساحة الموجودة أسفل مستوى تحت الأرض للمركز الإسلامي، كقاعدة وركيزة يتوسطها المسجد ذو المئذنة، التي يبلغ ارتفاعها 23 متراً.
سنكاكلار - تركيا
يقع مبنى مسجد «سنكاكلار»، الذي تبلغ مساحته 700 متر مربع في «بويوك شكمجه»، وهي ضاحية على مشارف إسطنبول بتركيا. وتم تصميمه من قبل المهندس المعماري إمري أرولات، وتم الانتهاء منه عام 2012، وتم وضع الهيكل غير المزخرف في منخفض بالمناظر الطبيعية، مع سقف حجري، ومئذنة طويلة يمكن رؤيتها من نقاط معينة حول المحيط. ويتميز المسجد بجدران خرسانية، وقاعة صلاة تشبه «الكهف»، وينسجم المبنى تماماً مع التضاريس، ويترك العالم الخارجي وراءه، بينما يتحرك المرء عبر مشاهد خلابة، أسفل التل، وبين الجدران لدخول المسجد.
شاه فيصل - باكستان
يتميز مسجد «شاه فيصل» في العاصمة الباكستانية إسلام أباد، بهندسة معمارية غير تقليدية، وهو من بين أجمل 50 مبنى في العالم، ولا يحتوي على قباب تقليدية مثل معظم المساجد حول العالم. ويتكون تصميمه من هيكل إسمنتي ذي ثمانية جوانب، وهو مستوحى من شكل الخيمة البدوية، وتعلوه أربع منارات ذات تصميم غير تقليدي، مستوحاة من فن العمارة التركي. وهو أحد المعالم الأكثر شهرة في باكستان، وقد استخدم الباحثون «النسبة الذهبية»، وهي معادلة جبرية يونانية قديمة تستخدم لتحديد التوازن المعماري للمبنى. ويعتبر هذا المسجد مزيجاً مثالياً من العمارة الإسلامية التقليدية والمعاصرة.
المسجد الكبير - سومطرة
يقع «المسجد الكبير» في غرب سومطرة، وهو ثاني أكبر مسجد فيها. يقع المسجد في منطقة «بادانغ»، والمبنى الرئيسي يتكون من ثلاثة طوابق، وله قاعدة مربعة إلى حد ما مع سقف متموج جميل. وتبدو الواجهة رائعة من جميع الجهات أيضاً، ويستوعب 20 ألف مصلٍّ، والمهندس المعماري الذي صمم هذا المسجد هو «ريزال مسلم». لقد استلهم تصميمه من ثلاثة رموز مهمة في مينانغ، هي: نبع الماء، وهلال القمر، والعمارة المحلية، وهذه الرموز جميعها تشير إلى تاريخ الإسلام في المنطقة، والتقاليد الإسلامية المرتبطة به، كما يشبه الشكل العام للمبنى امتداد القماش المستخدم لحمل الحجر الأسود في مكة.
بانش باول - أستراليا
أنشئ «بانش باول» كمكان عبادة للمجتمع المسلم في نيو ساوث ويلز بأستراليا، وقد أبدعه المهندس، أنجيلو كانداليباس، بتصميم غير مألوف في هندسته المعمارية، حيث لا توجد مئذنة، مع قبة مسطحة تقع خارج المركز على هيكل خرساني يبدو بسيطاً بشكل مدهش من الخارج. ومع تطابق لونيهما مع اللون الرمادي الداكن للواجهة، تصعب رؤية النجم والهلال النموذجيين للوهلة الأولى. ويستوعب المسجد حوالي 300 مصلٍّ، ويجمع بين العناصر التقليدية للعمارة الإسلامية والأفكار الحديثة. والنتيجة هي مجموعة مثيرة من المنحنيات والحواف، ترتفع من مساحة مربعة.