رندا رشدي 7 أغسطس 2018
قررت «إسراء عادل» أن تكون أول مصممة أزياء للصم والبكم في مصر والعالم العربي، حيث اتجهت إلى تعلم لغتهنّ وتشاركهن معاناتهن وتُعبّر عن أحلامهن في إيجاد وظائف تساعدهن على المعيشة، حيث عملت على مدى ست سنوات لتتمكن من إخراج مشروعها إلى النور.
• كيف كانت بداية الحلم، ومتى ظهرت لديك هواية التصميم، وتفصيل الأزياء؟
كانت هوايتي منذ الطفولة متابعة خطوط الأزياء والموضة، لذا التحقت بالتعليم الفني قسم الملابس الجاهزة، كي تساعدني الدراسة على تنمية موهبتي وكذلك للتخصص في مجال الأزياء، وبالفعل حصلت على دبلوم فني صناعي مُتقدّم نظام الخمس سنوات قسم ملابس جاهزة عام 2009 - 2010، والطريف هنا أن التنسيق كان قد جاء بما يُخالف حلمي وهوايتي المفضلة، وتم ترشيحي للالتحاق بمعهد «إدارة وسكرتارية - شعبة النظم والمعلومات»، فوجدت أنني سأتجه إلى مسار آخر غير الذي اخترته لنفسي، ففضّلت ما أحبه وأجيده، وعزفت عن الدراسة الجامعية، واتجهت إلى الحصول على كورسات في مجال التصميم، حتى احترفت المجال وأتقنته، وانتقلت إلى مرحلة تدريس التفصيل وتصميم الأزياء.
مساعدة الآخرين
• وكيف جاءتك الفكرة؟
منذ فترة طويلة وأنا مهتمة بهذه الفئة، ومع احترافي للتفصيل وبدء تمكّني من تدريسه، وجدت أن الصم والبكم وضعاف السمع لا يوجد من يهتم بهم لتعليمهم تلك الحرفة، لصعوبة التواصل معهم وعدم وجود متخصصين في فن الخياطة يُجيدون لغة الإشارة للتعامل معهم. فأحببت أن أخدم تلك الفئة وأساعد في تحقيق طموحات الكثير من البنات، من خلال عمل مشاريع تُعينهنّ على الحياة والكسب.
• وهل واجهتك صعوبات في سبيل تنفيذ مشروعك؟
الصعوبة التي واجهتني في تنفيذ أول كورس لتدريب تلك الفئة كانت في كيفية إعلامهن به، نظراً إلى صعوبة الوصول إلى فئة الصم والبكم وضعاف السمع عن طريق التسويق الإلكتروني. ولكن تغلبت على هذه المشكلة من خلال بعض الصداقات مع الصم ونشر الفكرة من خلالهن، حيث تواصلت معهن من خلال لغة الإشارة التي تعلمتها خلال شهرين فقط، وقد انتشرت الفكرة من خلال بنت صديقة من الصم حضرت مُحاضرة لي وبدأت بتعريف صديقاتها بالكورس وبطريقتي السهلة والبسيطة، ومن هنا بدأت أول كورس لتعليم الصم وضعاف السمع فن التفصيل، واليوم تم تدريب ثلاث مجموعات، كما أضفت أيضاً تعليم تصميم الأزياء للشباب، حتى لا تقتصر فكرة التعليم على الفتيات فقط.
البُعد عن التعقيد
• ما الذي يُميّز تصاميمك؟
أحب تنوع الفساتين بين «سواريه» و«كوكتيل»، وتميل تصاميمي لفساتين زمان التي تعتمد على الرقّة والهدوء والبُعد عن التطريز الصاخب، وأفضّل التركيز على القطعة الواحدة في تصاميمي، والبُعد عن التعقيد، حيث إن القطع الكثيرة خلال فصل الصيف تجلب المتاعب والحر الشديد للفتيات.
• كان لك تجربة مثمرة من خلال التعليم الفني، ما تقييمك لهذه التجربة؟
التعليم الفني في كل الدول هو مصدر رئيسي لإمداد سوق العمل بالعمالة المدربة، وهو من وسائل التعليم المهمة، لكنه يحتاج إلى اهتمام أكثر لأن سوق العمل متجدد، لذا على المدارس الفنية تطوير المناهج الدراسية بما يتماشى مع تطور سوق العمل، وكذلك لا بدّ من تغيير النظرة لخرّيج التعليم الفني، لأنه للأسف يُنظر إليه على أنه تعليم درجة ثانية، على الرغم من أنه كتخصص لا يقل في دول كثيرة عن المهندس أو الطبيب في الأهمية، لأنه هو المسؤول عن رقيّ الأعمال اليدوية في بلده.
• وهل هناك جديد في مشروعك تخططين له؟
كل أملي وحلمي الحقيقي، هو أن أستطيع المرور على كل المحافظات، والوصول لكل أصم وأبكم في حاجة إلى أن يتعلم حرفة يدوية لتصبح مصدر دخل له، وتساعده على مواجهة وتدبير احتياجات حياته، وأتمنّى أن تتبنّى الجهات الحكومية الفكرة. كما أخطط لتنفيذ مشروع «أول أكاديمية في مصر، تهتم بتعليم الصم والبكم وضعاف السمع جميع الحرف اليدوية»، فضلاً عن وجود مَنفَذ بيع خاص بالأكاديمية تُعرض فيه كل منتجات الطلبة لإبراز أفكارهم ومنتجاتهم. كما أن الخطة المقبلة لتسويق الفكرة ستنتقل إلى مرحلة عمل «فيديوهات» بلغة الإشارة، أوضّح فيها أهداف الكورس وكيفية الاستفادة من المهن هذه، لزيادة دخولنا وكيفية التسويق من خلال «السوشيال ميديا»، وبدء مشاريع بتكلفة بسيطة.