#ثقافة وفنون
علي رياض 13 سبتمبر 2014
ذهبت بالأمس إلى السينما لأحضر فيلم "قبل أن أذهب إلى النوم" Before I Go To Sleep من بطولة نيكول كيدمان وكولين فيرث وإخراج روان جوف. وما أن اشتعلت الأضواء في الصالة تمطى المشاهدون وأنا منهم، وكنت مبتسما مثلهم ولم أكوّن أي رأي في الفيلم بعد. سمعت بعضهم يضحك وبعضهم يقول فيلم حلو، والبعض الآخر يقول ميكول كيدمان ممثلة سيئة فعلا. أما انا فخرجت وتمشيت في الليل وفكرت أنه فيلم مشوق ولكنه ليس رائعا. نيكول كيدمان في هذا الفيلم تحررت من شكلها فعلا، مثلما فعلت حين قدمت شخصية فيرجينا وولف في فيلم "الساعات"، فهي هنا في Before I Go To Sleep تلعب دور امرأة مريضة نفسيا وجسديا تبلغ الأربعين من العمر وتعاني من فقدان الذاكرة. بداية الفيلم تذكرنا بفيلم تارانتيو "ميمنتو" فالبطلة "كريتسين" مثل بطل تارنتينو، امرأة بريطانية فقدت ذاكرتها في حادثة وأصيبت بحالة نفسية تستطيع معها تذكر الأحداث لمدة 24 ساعة فقط، وفي اليوم التالي تنسى كل شيء وعلى زوجها أن يعيد تذكيرها بكل شيء عن حياتهما من خلال الصور والبطاقات. ولكن كريستين (كيدمان) في أحد الأيام تتلقى اتصالا من "ناش" الطبيب النفسي بعد ان يغادر (فيرث) زوجها للعمل، يطلب منها الطبيب أن تعثر على الكاميرا المخبأة في الخزانة والتي تعثر فيها على تسجيلات فيديو لها كانت تسجلها كيوميات على مر الأيام السابقة بالخفية عن زوجها. تتطور الأحداث مع الوقت وتكتشف كريستين بمساعدة طبيبها مايك (مارك سترونغ) أنها تعرضت لمحاولة قتل وأن زوجها الذي تعيش معه طلقها وأنها كانت أما. في الحقيقة إن المفاوضة التي تدور في الفيلم هي بين كريستين وبين الألم، فإذا استعادت كريستين ذاكرتها تستعيد معها الألم، وإذا لم تستعد الذاكرة تظل يومياتها على الفيديو تخبرها عن اكتشافاتها المؤلمة وكأنها تعرفها أول مرة، إنه نوع من الحزن الأبدي والجديد دائما. لكن الألم والذاكرة هما الهوية في هذه الحالة، وبفقدان الذاكرة تفقد كريستين الألم ولكنها تفقد هويتها وذاتها وتاريخها كله، وتمكن أي أحد من السيطرة على حياتها. الفيلم له نهاية مفاجئة، ورغم كل محاولات نيكول كيدمان لكنها لم تقدم الدور على نحو مبهر أو عظيم، لقد تركت اللحظات العظيمة في الفيلم ليقدمها الممثل البريطاني كولين فيرث. اقرأي أيضا: رحلة المئة خطوة..فيلم كوميدي في السينما الآن غرف نوم ولا في الأحلام