لاما عزت 27 مايو 2012
كنا نشرنا منذ مدة خبراً عن وزيرة السياحة الفلسطينية رولا معايعة على أنها أصغر وزيرة عربية (42 عاماً). وهنا يقتضي التنويه عن خطأنا، لأن أصغر وزيرة عربية هي وزيرة دولة حكومة الإمارات معالي ريم الهاشمي (34) عاماً.
يقولون "الابن سر أبيه" ونحن نريد أن نقول شيئاً أيضاً "الابنة سر أبيها". أما الابنة فهي ريم الهاشمي وأما الأب فهو الوطن.. الإمارات
كأننا بها تحاول أن تسير على خطوات وطنها وتحذو حذوه، وكأنها تحاول أن تضع محطات طريقها حين تحدثت عن الإمارات في عيدها الأربعين العام الماضي 2011 فقالت في كلمة لها "كانت الإمارات العربية المتحدة دولة صغيرة محدودة الموارد.. ولكنها ملكت أحلاما وطموحات لا تحدها حدود.. حينها كانت دبي تلك القرية الوادعة المعتمدة على صيد الأسماك تضج بالنشاط بطريقتها الخاصة حيث مثلت ملتقى للتجار ولطرق التجارة من دول بعيدة في قارة أفريقيا والهند..وقد قطعنا بحق وحقيقة شوطا بعيدا في التقدم خلال أربعة عقود منذ قيام دولتنا، فقد أصبحت دولة الإمارات في يومنا هذا دولة حديثة وعصرية ومتقدمة بكل المقاييس فيما باتت دبي مدينة عالمية بكل ما يحمله هذا الوصف من معان. وقد استند هذا التحول المذهل والفريد على مبدأين أساسيين هما السعي نحو التميز والانفتاح على كافة حضارات ودول العالم".
كان ذلك في فبراير 2008، حين صدر القرار بتعيين شابة صاحبة سيرة مهنية وأكاديمية استثنائية، وكان عمرها آنذاك 29 عاماً؛ وزيرة دولة في حكومة الإمارات العربية المتحدة، معالي ريم الهاشمي (1978)، التي وبالإضافة إلى مهامها الوزارية، تدير إدارة الشؤون الخارجية في المكتب التنفيذي لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.
تجسد الهاشمي نموذجاً للفتاة الإماراتية بل والعربية العصامية، كانت تعلم منذ البداية أن طريق النجاح لابد أن يكون معبداً بالعلم، ومن هنا اتجهت إلى جامعة توفتس لتحصل على درجتين علميتين في وقت واحد، واحدة في العلاقات الدولية وأخرى في اللغة الفرنسية. وقبل أن تلتحق بجامعة هارفارد لإتمام درجة الماجستير عملت في المكتب التنفيذي لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، حيث أدارت مجموعة من البرامج الاقتصادية والاجتماعية لإمارة دبي.
وهكذا هي الهاشمي وهي تقلد وطنها فتحقق بالحنكة والعلم والدراسة وفي عمر صغير خطوات لا يصل إليها كثيرون ببساطة حتى وإن أمضوا باعاً وخبرة وعمراً. وهاهي الآن ترأس مجلس إدارة دبي العطاء وتقود جهود المؤسسة لتأمين حصول الأطفال في البلدان النامية على التعليم الأساسي السليم، والمساهمة بالتالي في تحقيق التنمية المستدامة حول العالم. كما أنها في موقع الريادة للتأثير على صياغة أولويات الأجندة الدولية الهادفة إلى تقديم تدخلات فعالة لتحقيق الهدفين 2 و3 من أهداف الأمم المتحدة الإنمائية للألفية حتى عام 2015، وهي ضمان توفير التعليم الأساسي للأطفال حول العالم وتعزيز المساواة بين الجنسين، على التوالي.
وباالإضافة إلى قائمة النجاحات هذه، تمتلك الهاشمي خبرات دولية واسعة، حيث بدأت عملها كملحق تجاري ونائب لسفير دولة الإمارات العربية المتحدة في العاصمة الأميركية واشنطن. ومن خلال هذا المنصب، شاركت بشكل فعال في العديد من القضايا التي كان لها تأثير واسع النطاق على العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأميركية، بما في ذلك قضايا الأمن والتجارة، إلى جانب القضايا الاجتماعية والاقتصادية.
اخترنا ريم الهاشمي ملهمة لنا اليوم...قصة نجاح تضيء في طريقك شمعة وأملاً جديداً...