#تنمية ذاتية
زهرة الخليج - الأردن 22 مارس 2025
في خضم حياتنا العصرية المتسارعة، أصبح الإجهاد رفيقًا دائمًا، سواء في حياتنا الشخصية المليئة بالتحديات، أو في بيئة العمل التي تتطلب منا الكثير. ورغم أننا نمتلك قدرة فطرية على التعامل مع مستويات معينة من الضغوط، فإن الإفراط في القلق، والإجهاد الشديد، يؤديان إلى تدهور ملحوظ في صحتنا العاطفية والجسدية، ما يؤثر سلبًا في جودة حياتنا بشكل عام.
وقد لا ندرك، دائمًا، أن أجسامنا ترسل إلينا إشارات تحذيرية مبكرة، عندما نكون تحت ضغط شديد. هذه الإشارات تتجسد في أعراض جسدية غير مألوفة، والقدرة على التعرف على هذه الإشارات هي الخطوة الأولى نحو إدارة الإجهاد بفاعلية. وتبدأ هذه العملية بالوعي الذاتي، أي تخصيص وقت كافٍ للاستماع إلى جسدكِ، وملاحظة التغيرات التي تطرأ عليه.
فما تلك الإشارات؟
-
4 إشارات توتر جسدية.. كيف تتعرفين عليها وتتعاملين معها؟
1. ضباب الدماغ:
غالباً، يرتبط ضباب الدماغ، أو تجربة النضال من أجل التركيز والإرهاق، بمستويات أعلى من الإجهاد، إذ من خلال إرهاق نفسكِ، وتجاهل حدود الحياة العملية الصحية، أو الفشل في إعطاء الأولوية لفترات الراحة، والعناية الذاتية، والمساحة لإعادة الشحن، فإنكِ تفرطين في تحميل دماغك، ما يجعل من الصعب الاسترخاء، أو تحقيق توازن في الحياة. كما أن الاختلالات الهرمونية، التي تسبب عادةً ضباب الدماغ لدى الأشخاص، الذين لديهم روتين مرهق، تميل أيضاً إلى إثارة عدد من المشكلات الصحية الأخرى، من مشاكل الهضم، إلى دورات الحيض غير المنتظمة، واضطراب العواطف.
2. الاستيقاظ متعب:
للإجهاد عواقب وخيمة على جدول نومنا، عندما يُترك دون تنظيم، ما يعزز الأرق وصعوبة النوم والشعور الدائم بالنعاس. فالفوضى المتواصلة في حياتنا تزيد مستويات الكورتيزول (هرمون التوتر) في أجسامنا، وفي هذه الحالة، فإنها تؤثر في أنماط نومنا؛ ما يجعل الراحة الحقيقية مستحيلة تقريباً. كما أن التعرض المستمر لإرهاق العمل، خاصة في ظل غياب الحدود بين العمل والحياة الشخصية، يجعلنا نأخذ أفكارنا المقلقة معنا إلى السرير، ونفكر ونتوتر بشأن الأشياء الصغيرة أثناء محاولة النوم.
3. اضطراب المعدة الدائم:
يقول الخبراء: إن الإجهاد، غالباً، يتسبب في دخول عضلات الجهاز الهضمي في وضع «القتال أو الهروب»، الذي يؤدي إلى اضطراب المعدة. وعندما يُترك القلق والإجهاد في روتيننا اليومي دون تنظيم ومعالجته باستمرار، يقترن بهذه التجربة الهضمية غير المريحة، ما يجبرنا على محاربة الانزعاج الجسدي، جنبًا إلى جنب مع التحميل العقلي. خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون بالفعل مشكلات في الهضم، مثل: متلازمة القولون العصبي أو مرض الارتجاع، ويمكن أن يجعل الإجهاد الأعراض الموجودة أكثر ضرراً ما يزيد شعوركِ بالسوء؛ إذا كنتِ تشعرين به مسبقاً.
-
4 إشارات توتر جسدية.. كيف تتعرفين عليها وتتعاملين معها؟
4. التعرق:
عندما يشتد بنا القلق وتتصارع أفكارنا، تتدفق هرمونات التوتر، مثل: الكورتيزول، والأدرينالين، في مجرى الدم، ما يحفز الغدد العرقية على العمل؛ فنغرق في بحر من العرق. هذه الاستجابة، رغم أنها غير مريحة، فهي جزء من نظام الإنذار المبكر الذي يهدف إلى تنبيهنا إلى الخطر أو الضغط الذي نواجهه. ومع استمرار مكافحتنا مستويات عالية من التوتر، تتكرر هذه الاستجابة الجسدية بشكل مفرط، وغالبًا دون وجود ارتفاع ملحوظ في درجة حرارة الجسم. لهذا، فإن العرق الزائد يعتبر علامة تحذيرية، تشير إلى أن أجسادنا وعقولنا تعاني الإجهاد المفرط، وهو إشارة إلى أننا بحاجة إلى إعادة تقييم نمط حياتنا، وإيجاد طرق فعالة للتعامل مع التوتر.