#أخبار الموضة
غانيا عزام السبت 4 يناير 14:15
تجاوزت مسيرة المصمم صهيب الشيخ في عالم المجوهرات ثلاثة وعشرين عاماً، تخللتها إبداعات وجوائز، منها اختياره من قِبَل مجلس الذهب العالمي، بين أفضل 10 مصممين بالعالم في «فشنزا» إيطاليا عام 2003. أقام الشيخ في مدينة البندقية الإيطالية، وانبهر بتراثها وعمرانها المتميزين؛ فأسس علامته التجارية «LaBella Gioielli» عام 2017، مستوحياً شعارها من أقنعتها التاريخية الشهيرة. ومن هناك انتقل إلى دولة الإمارات، حيث تألقت «لابيلا جويلي» في سلسلة من النجاحات المتتالية، منها ابتكاره خواتم الأظافر، التي لاقت رواجاً عام 2021، وابتداعه أخيراً طقم «أنجيلا»، الذي استغرق تصميمه أشهراً من العمل المتقن، بالتعاون مع أمهر الحرفيين، وتصميمه العديد من المجموعات التي لفتت الأنظار.. في هذا الحوار، نضيء على جوانب من رحلة الشيخ، وأفكاره، وتطلعاته المستقبلية، ومجموعات مجوهراته اللافتة:
بكلماتٍ.. لخص لنا رحلتك في عالم المجوهرات!
رحلتي في هذا العالم كانت مزيجاً من الشغف، والتعلم المستمر، والتحديات. بدأت رحلتي من سوريا، حيث اكتشفت موهبتي في التصميم، مروراً بالسعودية التي كانت محطة أساسية لصقل مهاراتي، ثم إيطاليا، وتحديداً مدينة البندقية. كان الوقت الذي قضيته في البندقية نقطة تحول حقيقية في مسيرتي؛ حيث تأثرت بجمال المدينة، وسحر قنواتها، وعمارتها التاريخية؛ ما ألهمني إطلاق علامة «LaBella Gioielli»، التي تمزج أناقة الثقافة الإيطالية بتراثي الشرقي، ويظهر هذا جلياً في تصاميم، منها مجموعتا: «شهرزاد»، و«جيوان». لاحقاً، شكلت الإمارات محطة محورية أخرى، حيث عملت على تطوير «LaBella Gioielli»؛ لتصبح علامة تجارية رائدة، تجمع بين التراث والابتكار. كل مرحلة من رحلتي كانت درساً وتجربة أثرا في مسيرتي، وصقلا رؤيتي؛ فوصلت إلى ما أنا عليه اليوم.
«قناع البندقية»
ما قصة «قناع البندقية»، الذي اتخذته شعاراً لـ«LaBella Gioielli»؟
«قناع البندقية» يمثل الغموض والجمال؛ فهو رمز يعكس روح المدينة، التي ألهمتني بشدة. تصميم «القناع» يُبرز، أيضاً، فكرة البحث عن الحب والجمال، تماماً مثل مجموعتَي: «ماجستيك»، و«فيكتوريا»، اللتين تجسدان الفخامة الملكية بطابع استثنائي.
ما جوانب فن عصر النهضة الإيطالي، والعمارة البيزنطية، التي نراها في تصاميمك؟
تأثرت كثيراً بالتوازن بين التعقيد والبساطة، الذي يظهر في فن عصر النهضة، إلى جانب الزخارف البيزنطية الغنية بالتفاصيل. هذا المزج بين الرقي والتفرد يظهر في تصاميمي، من خلال الأشكال الهندسية، والتدرجات اللونية الفريدة، كما في مجموعة «أنجلينا»، التي تعد تجسيداً رائعاً للفن الهندسي، حيث يعكس تناغم الخطوط والتصاميم العصرية روح هذين العصرين.
ما العناصر، أو الأماكن الطبيعية، التي تلهمك تصاميمك؟
الطبيعة مصدر إلهام دائم بالنسبة لي، فأجد في عناصرها وتفاصيلها جمالاً خالداً، يعبر عن روح الإبداع. على سبيل المثال، استلهمت من أشجار النخيل قوة وجمال الطبيعة في مجموعة «بالما»، ومن الأزهار والبتلات رقة ونعومة التصميم في مجموعتَي: «لاداليا»، و«غلوريا»، اللتين تعكسان تفاصيل الطبيعة بدقة وإبداع. كما أن الماء، بما يحمله من مرونة وانسيابية، ألهمني تصاميم مستوحاة من قنوات البندقية، وسحرها. بالإضافة إلى ذلك، تلعب الأماكن - التي تحمل قصصاً تاريخية - دَوْراً كبيراً في تشكيل رؤيتي، حيث أمزج رموزها بجمال الطبيعة؛ لإبداع تصاميم مميزة.
كيف يؤثر شغفك بالتاريخ والثقافات في تصاميمك؟
التاريخ والثقافات هي النبض الذي يغذي إبداعي في التصميم. وأحرص، دائماً، على دمج الرموز التراثية مع لمسات عصرية، كما يظهر في مجموعة «جيوان»، التي تمزج التراث العربي بفنون التصميم الإيطالي، ومجموعة «شهرزاد» التي تروي قصصاً من التراث الشرقي بلمسة فاخرة. أما مجموعة «فيكتوريا»، فهي استلهام من العصر الملكي الفيكتوري، حيث تعكس ألوانها وتصاميمها الهندسية أناقة تلك الحقبة. كما أجد في القصص القديمة، والرموز التاريخية، جمالاً لا ينضب معينه، فأعيد صياغتها بأسلوب حديث، يلبي تطلعات المرأة العصرية، ويُبرز تفردها.
رائجة.. ومطلوبة
هل لا تزال خواتم الأظافر رائجة، ومطلوبة؟
خواتم الأظافر ما زالت تلفت الأنظار، خاصة بين اللواتي يبحثن عن قطع تعبر عن الجرأة والتفرد؛ فهي رمز للحداثة والتمرد، وقد أثبتت شعبيتها كصيحة لا تزال مطلوبة. ما يميز خواتم الأظافر لدينا في «LaBella Gioielli»، أننا كنا من أوائل من ابتكر هذا النوع من المجوهرات، وسجلنا حقوق ملكيته؛ ليصبح جزءاً من بصمتنا الإبداعية. أعتقد أن هذا الاتجاه سيبقى لفترة طويلة؛ لأنه يجسد الابتكار، والجمال، بلمسة عصرية.
حدثنا عن فكرة طقم «أنجلينا»، وتصنيعه الحرفي!
طقم «أنجلينا» انعكاس لرؤيتي في مزج الجرأة بالفخامة. ويتكون الطقم من أربع قطع، هي: عقد يتألق بـ518 حبة ألماس، وسوار يضم 152 حبة، وخاتم مزين بـ78 حبة، وقرط مرصع بـ148 حبة ألماس. استوحيت تصميم الطقم من العمارة الحديثة، حيث تتداخل الخطوط الهندسية العصرية مع لمسات الذهب الوردي، وبريق الألماس؛ لإبراز الحركة والديناميكية. وقد استغرق هذا التصميم أشهراً من العمل المتقن، بالتعاون مع أمهر الحرفيين؛ ليكون قطعة فنية تخاطب روح المرأة الباحثة عن التفرد والجمال. «أنجلينا» ليس مجرد طقم مجوهرات، بل هو تعبير عن الأنوثة، والقوة، في الوقت نفسه.
ما الدور، الذي تلعبه الحِرَفية في علامتك التجارية؟
الحرفية هي قلب «LaBella Gioielli»؛ فنحن نعمل على ضمان أن تمثل كل قطعة لدينا أعلى معايير الجودة والدقة، وهذا ما يميزنا عن غيرنا؛ لأن كل تصميم يروي قصة، ويتم تنفيذه بروح «الفن، والحب».
ما المعايير، التي تتبعها لاختيار المواد، والأحجار الكريمة؟
أختار المواد بعناية فائقة؛ فيجب أن تكون ذات جودة استثنائية، مع التركيز على الألوان التي تنسجم مع التصميم. كما أحرص على استخدام أحجار كريمة ذات معانٍ عميقة، تضيف بعداً آخر إلى كل قطعة، كما في مجموعتَيْ: «فكتوريا»، و«فنتاليو».
أهداف طموحة
ما التقنيات والتكنولوجيات، التي تميزكم عن غيركم؟
في «LaBella Gioielli»، نتميز بالجمع بين التقنيات الحديثة والحرفية التقليدية. ونستخدم تقنيات مبتكرة، مثل: الطباعة ثلاثية الأبعاد، والنحت الدقيق بالليزر، ما يتيح لنا تحقيق تصاميم معقدة بدقة متناهية، كما يظهر في مجموعة «أنجلينا»، التي تجسد تناغم الخطوط الهندسية الحديثة. ومع ذلك، يبقى العمل اليدوي جزءاً لا غنى عنه في عملية الإنتاج، حيث يُبرز الإبداع والحرفية؛ ليضفي على كل قطعة طابعها الفريد، وروحها الخاصة.
ما الخطوات، التي تتخذها «LaBella Gioielli»؛ لصناعة مجوهرات صديقة للبيئة؟
نسعى، باستمرار، للابتكار في مجال صناعة المجوهرات الصديقة للبيئة في علامتنا؛ فنحرص على استخدام المواد المستدامة، بما في ذلك: الأحجار الكريمة، وشبه الكريمة الطبيعية، والمواد الآمنة بيئياً. كما نعمل على تقليل الهدر في عمليات الإنتاج باعتماد تقنيات حديثة وصديقة للبيئة، ما يضمن الحفاظ على جودة التصاميم مع مراعاة مسؤوليتنا تجاه البيئة.
هل هناك تصاميم تتحمس لإطلاقها، خلال 2025؟
التصميم عملية لا تتوقف لدينا؛ فهو جزء أساسي من هويتنا. ونحن نعمل، باستمرار، على إطلاق مجموعات وتصاميم جديدة، مستوحاة من مصادر إلهام متنوعة، منها: الطبيعة، والتاريخ، والثقافة. بالنسبة لي، التصميم ليس مجرد عمل، بل هو جزء من كياني، وطالما هناك إلهام، لا أتوقف عن الإبداع. العام المقبل سيكون مليئاً بالمفاجآت، مع مجموعات جديدة تعكس روح «LaBella Gioielli»، وتخاطب المرأة العصرية، بشغفها وتفردها.
ما القرارات الشخصية، أو المهنية، التي حددتها لنفسك كمصمم، في عام 2025؟
في عام 2025، وضعت لنفسي أهدافاً طموحة، تتماشى مع رؤية «LaBella Gioielli»؛ فأعمل على التوسع في العلامة التجارية، من خلال افتتاح نقاط بيع جديدة، وتوسيع مشاركاتنا في المعارض، والفعاليات الكبرى؛ لتعزيز حضورنا في الأسواق المحلية والعالمية. لكن الأهم، بالنسبة لي كمصمم، هو تقديم المزيد من التصاميم المبتكرة والجديدة، التي تحمل بصمة «LaBella Gioielli»، مع استخدام أعلى التقنيات، وضمان أعلى معايير الجودة. فالتصميم بالنسبة لي هو جوهر الإبداع، وسأسعى دائماً إلى تقديم قطع تعكس الجمال والفخامة، بشكل غير مسبوق.