#مكياج
زهرة الخليج - الأردن 30 أغسطس 2024
تلعب المنتجات الجيدة دورًا مهمًا في الحصول على إطلالة مكياج مثالية.. لكن هل فكرتِ يومًا في القصة وراء تلك الإسفنجة على شكل بيضة، التي تستخدم لتطبيق تلك المنتجات؟.. هل تعرفين من ابتكر هذه الإسفنجة، التي تعرف باسم «بيوتي بلندر»، والتي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من روتين مكياجنا اليومي؟
هنا، نسلط الضوء على تاريخ وتطور تلك الأداة، بالإضافة إلى قصة حياة مؤسستها، ريا آن سيلفا.
من ريا آن سيلفا؟
ولدت ريا آن سيلفا عام 1961، ونشأت في لوس أنجلوس لعائلة لاتينية من الطبقة العاملة، حيث كان والدها يعمل ميكانيكي سيارات في مصنع:فورد"، ووالدتها نادلة.
ولم تكن الدراسة الجامعية لمدة أربع سنوات جزءاً من تجربة والديها، ولم تكبر سيلفا، مستعدة لذلك، إلا أنه ومع ذلك، فإن رغبة والديها الشديدة في أن تصنع سيلفا شيئًا لنفسها، دفعتهما إلى إيجاد خيار ما بعد المرحلة الثانوية لها، حيث كانت والدتها على دراية باهتمامها بالفن وقدراتها الإبداعية، فسجلتها في معهد الأزياء والتصميم والترويج (FIDM) في لوس أنجلوس.
وأثناء حضورها معهد الأزياء والتصميم والترويج في الثمانينيات، تعمق اهتمام سيلفا بالرسم والتخطيط أثناء تعلم مبادئ الفن ورسم الأزياء.
وتحت إشراف الأستاذة، نانسي ريجلمان، تعلمت سيلفا، أيضاً، عن اللون والملمس، وهي أفكار طبقتها في النهاية على الوجوه.
ولم يكن دخول سيلفا إلى صناعة التجميل من خلال المكياج، بل كان من خلال العطور، فأثناء وجودها في معهد الأزياء والتصميم والترويج، احتاجت سيلفا إلى العمل لتكملة نفقات معيشتها في ويست هوليوود، وحصلت حينها على وظيفة في بيع العطور بمتجر محلي.
وبعد فترة وجيزة، أصبحت سيلفا صديقة للشابات اللائي يعملن في قسم مستحضرات التجميل بالقرب من محطة العطور الخاصة بها. وفي النهاية، انتقلت سيلفا إلى قسم مستحضرات التجميل، ما فتح اتجاهاً جديداً لحياتها.
وبعد تعلم مبادئ وضع المكياج، استغلت سيلفا هذه المهارات في فرصة عمل أخرى، وهي وضع المكياج للممثلين في العديد من مواقع التلفزيون والأفلام في لوس أنجلوس، وبذلك بنت سمعتها في صناعة التجميل الاحترافية.
وكأم عزباء، كانت لنجاحها عواقب حقيقية على أسرتها الصغيرة، فمثل العديد من النساء، واجهت التوازن الحقيقي بين إدارة أسرتها وحياتها المهنية.
وبصفتها لاتينية، تعرضت سيلفا للتمييز بسبب خلفيتها العرقية، بمن في ذلك المخرجون الذين رفضوا العمل معها.
ومع ذلك استمرت في بناء اسمها، حتى عملت في النهاية مع أشخاص، مثل: مايسي غراي، وبراندي، وكيري واشنطن، وشون كومبس، وفيفيكا فوكس، وريجينا كينغ.
وبحلول عام 2000، شملت أعمالها التلفزيونية والسينمائية: «Friday، وSet It Off، وArsenio، وThe Keenen Ivory Wayans Show، وMoesha».
كيف ولدت فكرة «البيوتي بلندر»؟
عملت سيلفا كفنانة مكياج في «Girlfriends»، وهو عرض ظهر لأول مرة في عام 2000، وكان بمثابة بداية لمسلسل كوميدي جماعي، يركز على حياة أربع نساء سود؛ وكان أيضاً أحد أول المسلسلات التي تم تصويرها بدقة عالية (HD)، ما يعني أنه كان يضخم أي عيوب أو شوائب في بشرة الممثلين أو مكياجهم، ما دفع سيلفا وفناني المكياج الآخرين إلى التكيف وتجربة تقنيات جديدة.
وأتقنت سيلفا وقتها تطبيق المكياج باستخدام أداة رش الهواء، لكنها سرعان ما اكتشفت أنه بعد ساعات من التصوير، ينتهي الأمر بالممثلين بكمية هائلة من المكياج على وجوههم، إلى جانب أن استخدام الآلة يعني إبعاد الممثلين عن موقع التصوير، ما أدى إلى إبطاء الإنتاج.
وكانت سيلفا بحاجة إلى طريقة فعالة ودقيقة لتطبيق المكياج، ما جعلها تستخدم الإسفنج، إلا أن شكلها في بعض الأحيان يعني أنها غير دقيقة، أو لا يمكنها تغطية المناطق، التي يصعب الوصول إليها.
ووقتها، أعادت سيلفا تصميم الإسفنجات الموجودة، وجربت أشكالاً وأحجاماً مختلفة لتناسب احتياجاتها.
في النهاية، استقرت على شكل بيضة لم تكن لها حواف، وكان الطرف المدبب يسمح للإسفنجة بالدخول إلى شقوق الوجه، التي يصعب الوصول إليها.
وبالإضافة إلى ذلك، بصفتها عضوًا في نقابة محترفي المكياج، حضرت سيلفا دورة تطوير مهني، حيث تعلمت تقنية إسفنجية جديدة، لكنها بسيطة، هي ترطيب الإسفنجة لتطبيق المنتجات والتلاعب بها.
وأحدث الجمع بين شكل الإسفنجة وتقنيتها ثورة في ممارسة مكياج سيلفا، وبصفتها رئيسة قسم المكياج، شاركت إبداعاتها مع موظفيها، لكنها سرعان ما لاحظت أن مخزونها يختفي باستمرار، إذ كان الممثلون يسرقون إسفنجاتها، لأنهم لاحظوا مدى نجاحها.
وحينها أدركت سيلفا أنها تستطيع تحويل إبداعها إلى فرصة عمل، ما دفعها إلى بيع الإسفنجة من خلال شركتها الجديدة «Beautyblender».
كيف استطاعت سيلفا تطوير شركتها؟
استطاعت سيلفا توفير المال من عملها لتمويل شركتها، كما كانت شهرتها كفنانة مكياج محترفة تعني أنها كانت لها علاقات في العديد من جوانب العمل، واستخدمت تلك العلاقات لتطوير وتصنيع وتوزيع إسفنجتها.
ميزات «البيوتي البلندر»:
هناك العديد من الصفات، التي جعلت «البيوتي بلندر» مميزة: أولاً، تم إنشاؤها لتكون قابلة لإعادة الاستخدام، وثانياً هي أداة يمكن استخدامها مع أي علامة تجارية للمكياج. وأخيرًا، في حين بدأت الإسفنجة كأداة يستخدمها فنانو المكياج المحترفون، فتح ظهور الإنترنت و«يوتيوب» والمؤثرين، على وسائل التواصل الاجتماعي الباب أمام الأشخاص العاديين؛ لتجربة مكياجهم.