#منوعات
ياسمين العطار الأحد 22 سبتمبر 13:00
بإيمان عميق بقيمة العمل التطوعي، كرست «أم سعيد» حياتها؛ لخدمة المجتمع، والحفاظ على قيم الثقافة البيئية، والمظهر العام لدولة الإمارات. وكامرأة تجمع بين أدوار الجدة والأم والمربية، نجحت «أم سعيد» في ترسيخ قيم العطاء والتعاون لدى الأجيال القادمة، من خلال مشاركتها الفعّالة في العديد من المبادرات المجتمعية. وتدرك «أم سعيد» أن الحفاظ على البيئة والمظهر العام مسؤولية مشتركة، وتسعى دائماً إلى أن تكون قدوة في تعزيز هذه القيم بين مختلف فئات المجتمع.
رد الجميل
خلال لقائها مع مجلة «زهرة الخليج»، أكدت «أم سعيد» أن «الحفاظ على جمال ونظافة مدننا، ومختلف مناطق إماراتنا، مسؤولية الجميع، وليس فقط البلديات والجهات المختصة الأخرى». وأضافت أنها، من هذا المنطلق، بادرت خلال احتفالات عيد الاتحاد الثاني والخمسين لدولة الإمارات، بتنظيف عدد من شوارع أبوظبي، بالتعاون مع أحفادها، الذين شعروا بسعادة غامرة؛ حينما ساعدوا عمال النظافة في تنظيف شوارع وطنهم، وقالت: «هذا تعبير صادق عن مدى حبي لدولة الإمارات، ورغبتي - من خلال هذه المبادرة - في رد الجميل إلى الوطن لفضله علينا، عبر الإسهام في الحفاظ على المظهر العام، وتربية الأجيال على العادات الإماراتية الأصيلة».
عادات.. وتقاليد
تحرص الوالدة «أم سعيد» على تربية أبنائها وأحفادها على الحفاظ على النظافة والعادات والتقاليد والسنع الإماراتية، وقد سعت، من خلال التعاون مع الجهات الحكومية والمدارس، إلى نشر هذه الثقافة بين الطلاب، بجانب مشاركتها الفعالة في مبادرات مجتمعية عدة، مثل «مبادرة حفظ النعمة»، التي تركز على الاستفادة من الموارد، وعدم إهدارها.
المدرسة الأولى
تؤمن «أم سعيد» بالدور الكبير للمرأة في العمل التطوعي، مشيرة إلى أن المرأة هي الأساس في تربية وتنشئة أبنائها على قيم التطوع. وتوضح: «تمتاز المرأة بالحب والحنان والعطاء والصبر، كما أنها - ومنذ بدء الخليقة - تحملت مسؤولية الاهتمام بالنشء، وتربيتهم، وغرس الثقافة والدين والأخلاق فيهم. ونعرف، جميعاً، أن الصفات الحميدة والسلوكيات الإيجابية، التي حثنا عليها ديننا الحنيف تعلمناها من الأمهات والجدات، فالأم هي المدرسة الأولى على مر العصور؛ فهي تنقل القيم والأخلاق إلى الأجيال الجديدة».
ظاهرة صحية
«أم سعيد» ترى أن المرأة الإماراتية، سابقاً، كانت تمارس العمل التطوعي بشكل فطري، دون أن تدرك مفهومه الحديث. وتابعت: «المرأة الإماراتية كانت تمارس هذا العمل، دون أن تعي مفهومه في البداية، فهي عندما ترسل أبناءها بالطعام إلى الجيران، أو لمساعدتهم إذا طلبوا ذلك؛ فهذا في حد ذاته عمل تطوعي، وهي بذلك تغرس في نفوس الأبناء حب عمل الخير، انطلاقاً من عاداتنا وتقاليدنا التي حثتنا على التكافل والإيثار والأمانة وحسن التعامل مع الآخرين، بجانب طبيعة المرأة التي خُلقت فيها العاطفة والحب والحنان؛ ما جعلها أكثر رقة وإحساساً بمشاعر الآخرين. كما أن اهتمامها بالتفاصيل يجعلها أكثر دقة في الإلمام بجوانب المشكلات كافة، ووضع تصورات لحلها، والعمل التطوعي ظاهرة اجتماعية صحية تحقق الترابط والتآلف والتآخي في المجتمع، وهذا ما تفعله الأم في بيتها ومجتمعها الصغير، لذلك من الطبيعي أن نرى المرأة الإماراتية موجودة بقوة في العمل التطوعي».
تميز.. وجمال
أعربت «أم سعيد» عن فخرها واعتزازها بوطنها الإمارات، التي تنبض بكرم أهلها البشوشين الطيبين والمضيافين، والعامرة بعطاء قيادتها الرشيدة، والمتميزة بنظافة شوارعها المزينة والفسيحة، والشامخة بأبنيتها الأنيقة والجميلة، والمعطرة بعبق أسواقها التراثية المنظمة، والمريحة بهدوئها الطاغي، وسكون جبالها الجاثمة على جنباتها كالأوتاد، وتتزين بجمال طبيعتها، واخضرار نخيلها، وزرقة بحرها المفتوح على المدى.
ممارسات إيجابية
«أم سعيد» أشارت إلى أن كل هذا يوجب على الجميع تبني الممارسات الإيجابية، والمبادرات الفردية، والمشاركة في المبادرات المجتمعية. وفي ظل الوعي المجتمعي الواسع، نرى الكثير من المبادرات الإيجابية لخدمة المجتمع، ما يؤكد روح المواطنة، ويجسد الموروث الإماراتي، وحب الوطن. مضيفةً: «لا شك في أن كل بادرة طيبة؛ للمحافظة على جمال الدولة، تُحدث تأثيراً كبيراً، مهما صغر حجمها، ابتداءً من الالتزام برمي النفايات في الأماكن المخصصة لها، وصولاً إلى المشاركة الفعالة في حملات التنظيف الجماعية، التي تقام في أرجاء الإمارات».
جيل متعاون
في ختام حديثها، وجهت «أم سعيد» دعوة مفتوحة إلى جميع أفراد المجتمع؛ للمشاركة في دعم مؤسسات العمل الخيري والتطوعي. وأشارت إلى أهمية غرس مفاهيم المبادرة وروح العطاء في نفوس الأبناء، لإعداد جيل متعاون وواعٍ، يعرف واجباته تجاه مجتمعه ووطنه.