#علاجات تجميلية
تغريد محمود 18 مايو 2024
مرَّ أكثر من 100 عام على ظهور أول جراحة لشد الوجه في عام 1916 على يد الجراح الألماني “إريك ليكسر” Erich Lexer، خضعت بعدها هذه الجراحة إلى كم هائل من التطوير والتحسين، ورغم ذلك لا تزال تنطوي على مخاطر جسيمة، تجعل النساء تفكر ألف مرة في أن تسلم وجهها لمبضع الجراح. ومع التقدم الطبي المذهل، برز الاتجاه نحو التدخلات غير الجراحية، لكونها آمنة إلى حد كبير. ولعل أجمل هذه الإجراءات هي تقنية “شد الوجه السعيد” Happy Face Lift التي تمنحك وجهاً ترتسم الابتسامة على ملامحه، ونستعرضها لك فيما يلي من سطور.
احذري الوجه الحزين
التقدم في العمر لا يحمل معه التجاعيد والترهل فحسب، إذ تفقد النساء 30% من الكولاجين الموجود في بشرتهن خلال السنوات الخمس التي تلي انقطاع الطمث، وإنما يفرض علينا فرضاً مشاعر ثقيلة وحزينة رغماً عنا، تظهر في تعابير التجهم وخطوط العبوس والأنسجة المتهدلة التي تضفي حزناً لا إرادياً وكآبة غير مقصودة على الوجه. وقد أصبح من الممكن عكس هذه المشاعر السلبية واستبدالها بابتسامة رقيقة وطاقة إيجابية حقيقية، تنعكس على حالتك الشعورية وتجعلك قادرة على إسعاد ذاتك، وإسعاد أسرتك، ومن حولك.
معجزة الابتسام
وتعدك هذه التقنية الثورية الجديدة بأن تقولي وداعاً للوجه الحزين الذي تتجه فيه زاويتا الفم لأسفل، وتفقد فيه أنسجة خط الفك شكلها المحدد الواضح، وتحفر فيه خطوط «الماريونيت» (العرائس التي يتم التحكم في حركتها بالخيوط والأسلاك) طريقها من زاويتي الفم لأسفل حتى خط الفك، ويصبح العنق أشبه بعنق الديك الرومي! وفي المقابل تمنحك زاويتَيْ فم مرفوعتين كما هي الحال عندما يبتسم المرء نصف ابتسامة، وتشد خط الفك وترفعه، وتسحب الوجنتين لأعلى قليلاً، فيبدو الوجه وكأن السعادة قد ارتسمت عليه دون أي تدخل جراحي.
تحفيز مضاعف للكولاجين
وتعتمد هذه التقنية على الجمع بيـــــن قوة الترددات الراديـــــــوية والوخز بالإبر المجـهــــــــرية الدقيقة مـــــــــع خيـــوط الشد التي ترفع الوجــــــه وتحفز الأنســــجة لتكوين الكولاجين من جديد، للحصول على نتائج طبيعية دون أي حاجة إلى حقن البشرة بالمواد المضادة للتجاعيد أو بالفيلر أو إلى الجراحة التجميلية. يبدأ الإجراء مع الوخز بالإبر الدقيقة بالترددات الراديوية أو اللاسلكية (Radiofrequency Microneedling)، وكما يتضح من اسمها فهي تجمع بين الترددات الراديوية التي تستخدم الطاقة الحرارية، مع تقنية الوخز بالإبر الدقيقة، التي تستخدم عصا مرصعة بإبر صغيرة لإحداث إصابات دقيقة على سطح الجلد. ويحفز هذا الثنائي العلاجي من إنتاج الكولاجين، ويحد من التجاعيد، وشحوب البشرة، وترهل أنسجتها، ومظهرها غير الأملس، وندبات حب الشباب.
اختراق طاقي مباشر وعميق
وفي حين أن الوخز بالإبر الدقيقة وحده يساعد على تحفيز الكولاچين، إلا أن إضافة الترددات الراديوية تحدث فرقاً كبيراً. أجهزة الوخز بالإبر الدقيقة العادية لا تخترق الجلد بعمق، وتصل فقط إلى الطبقات السطحية من الجلد (حوالي 0.25 مم) ولا يتم توصيل طاقة حرارية إلى الجلد. أما عمق الإبر المجهرية بالتردد اللاسلكي فيمكن تعديله ليراوح بين 0.5 و3.5 مم. وقبل العلاج يتم تخدير البشرة بكريم مخدر موضعي لتجنب أي شعور بالألم قد ينتج عن الوخز. ويحقق هذا الإجراء نتائج مبهرة وآمنة دون مضاعفات ولاسيما الاستمرار، حيث يتم تحفيز إنتاج الكولاچين والإيلاستين، وتحسين جودة البشرة على نحو مدهش.
فن غرس الخيوط
وفي الخطوة التالية يتم غرس الخيوط المحفزة للكولاچين، وهي عبارة عن غُرز قابلة للتحلل يقوم الطبيب الفنان بغرسها بشكل استراتيجي تحت سطح الجلد، بفنية عالية، ودقة منقطعة النظير، وحساسية بالغة للحصول على نتيجة طبيعية عن طريق إعادة أنسجة الوجنتين والفكين التي تهدلت إلى سابق عهدها، ورفع الوجه ميكانيكياً لأعلى وللخلف على شكل حرف L، ومن هنا جاءت تسمية هذا الإجراء بـ L-Lift. كل ملليمتر واحد يحدث فرقاً ملحوظاً في رسم معالم الوجه السعيد. ويبقى التحدي الأكبر هنا هو انتقاء الأنامل الماهرة التي ترسم ابتسامة طبيعية بحساسية بالغة.