#صحة
زهرة الخليج - الأردن 9 يناير 2024
يمضغ الناس اللبان بحثاً عن تغيير رائحة أفواههم، بعد تناولهم وجبات الطعام، باعتبار أن معظم أنواع اللبان، التي يطلق عليها شعبياً مسمى «علكة»، تصنع بروائح الفواكه، وهي منتشرة بأشكال وأحجام مختلفة، وتحظى بإقبال كبير.
واستعمل العرب قديماً العلكة باسم «اللبان العربي»، حيث كانوا يستخدمونها لتغيير طعم أفواههم، وكمسكن للآلام، حتى جاء الأميركي توماس آدامز، عام 1869، ليصنع أول نوع من العلكة، من خلال ترطيب صمغ العلكة المأخوذ من شجر اللبان بواسطة الماء الساخن، وأنتج منه كمية قليلة على شكل حبات لم تتعدَّ المائتين، واللافت أن الكمية تم بيعها بالكامل وسط إقبال من الأميركيين عليها، ما جعله يستثمر أكثر من نصف ثروته في تصنيع المزيد من العلكة، فساهم ذلك في انتشارها عالمياً.
اليوم، بعد أكثر من مائة وخمسين عاماً من اختراعها، تنوعت أشكال وطرق إنتاج وصنع العلكة ونكهاتها، وهو على ما يبدو أدى إلى أن تطلق طبيبة الأسنان الروسية، يلينا مارتينوفا، تحذيراً من خطورة مضغ العلكة لأكثر من ثلاث دقائق متتالية، مشيرة إلى أن ذلك يؤدي إلى حدوث مشاكل صحية في منطقة المعدة، فضلاً عن تأثيرها في انحراف الأسنان.
وتبني الدكتورة يلينا نظريتها على كون العلكة مصنوعة أساساً من مادة مطاطية غير صالحة للأكل، تضاف إليها منكهات ومحليات مصنعة، مثل: سكر القصب، وسكر البنجر، وشراب الذرة، ومواد عطرية، وأن العلكة أثناء المضغ عملياً لا يتغير حجمها، لكن جميع المواد المضافة تذوب تدريجياً، وفي النهاية تبقى المادة المطاطية فقط.
وبحسب تصريحاتها لموقع «روسيا اليوم»، بينت الدكتورة يلينا أن أخطر أنواع العلكة، التي تحتوي على السكر، كونها تساعد على تكاثر البكتيريا المسببة لتسوس الأسنان، كما تتسبب في اختلال التوازن البكتيري بتجويف الفم، لذلك تنصح بتناول العلكة الخالية من السكر.
ويزداد إفراز اللعاب عند مضغ العلكة، لأن الدماغ يعتبرها طعاماً؛ فيرسل إشارات إلى المعدة لإفراز كمية كبيرة من حمض الهيدروكلوريك. وفي حال زادت مدة مضغ العلكة عن ثلاث دقائق، وإذا استمرت العملية لأكثر من مرة خلال اليوم، فيؤدي ذلك إلى زيادة الحموضة والتهاب المعدة وتآكلها.
كما أن تناول العلكة ومضغها على معدة فارغة، يؤدي إلى حدوث آلام في المعدة، وتسبب أيضاً العلكة الخالية من السكر أضراراً في الجهاز الهضمي في حال مضغ كميات كبيرة منها.
ونفت الدكتورة يلينا أن تكون العلكة، مهما تعددت أنواعها وطريقة صنعها، بديلاً عن فرشاة الأسنان، مبينة أن مضغ العلكة في حد ذاته لا يساعد على منع تسوس الأسنان وأمراض اللثة، ولا يحل محل تنظيف الفم بصورة منتظمة، التي تتمثل في تنظيف الأسنان مرتين يومياً.