#تحقيقات وحوارات
إشراقة النور الجمعة 6 يناير 2023 09:00
تطرز مديرة إدارة الاتصال الاستراتيجي بوزارة الخارجية والتعاون الدولي، عفراء محش الهاملي، على وشاح التمكين، تجربتها الناجحة في أروقة العمل الدبلوماسي، والتي تؤكد الدور الفعال للمرأة الإماراتية في هذا المجال. وبطموح مثابر، راكمت خبرات أكاديمية استثنائية؛ لتحدد لنفسها فضاء يتواصل مع تطوير أدواتها المهنية، وصياغة رؤية متفردة، تخدم بها مجال عملها الدبلوماسي.. حول تجربتها الخاصة، ووجود وأثر النساء الإماراتيات في هذا المجال؛ أجرينا معها هذا الحوار:
• كيف تنظرين إلى وجود المرأة الإماراتية في السلك الدبلوماسي؟
- للمرأة مساهمة كبيرة في النهوض بالدبلوماسية الإماراتية، ولدينا العديد من النماذج المتميزة، حيث تشكل المرأة نحو 43% من إجمالي موظفي وزارة الخارجية والتعاون الدولي، وأصبحت تمثل دولة الإمارات في عدد من الدول الكبرى، مثل: جمهورية مصر العربية، والجمهورية الفرنسية، وفي بعثة دولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، ولدى السلك الدبلوماسي الإماراتي سفيرات يساهمن في تعزيز علاقات دولة الإمارات، وشراكاتها الإقليمية والدولية المتميزة، وحققن إنجازات مهمة في مختلف المنظمات والمحافل الدولية، فضلاً عن ترأسهن العديد من المناصب الإقليمية والدولية المهمة.
• ماذا تضيف المرأة إلى الدبلوماسية؟
- تتولى المرأة باقتدار، وتقدم مساهمات مهمة في قيادة الجهود الدبلوماسية حول العالم، وقد احتفلت دولة الإمارات، في يونيو الماضي للمرة الأولى، باليوم العالمي للمرأة في الدبلوماسية بالأمم المتحدة، حيث تعتبر الدولة أحد الرعاة الرئيسيين لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي اعتمد في وقت سابق، وينص على أن يكون 24 يونيو يوماً عالمياً للمرأة في الدبلوماسية. وهو قرار تاريخي، يضمن الإقرار بالدور المهم، الذي تقوم به المرأة في مجال الدبلوماسية والشؤون الدولية. كما تدعم دولة الإمارات تنفيذ جدول أعمال المرأة والسلام والأمن، لتعزيز أصوات النساء، حيث تضطلع المرأة بأدوار في صنع القرار، إِذ يؤدي الدور الريادي للمرأة في مثل هذه العمليات إلى تعزيز استدامة اتفاقيات السلام.
قوى ناعمة
• من خلال وجودك في العمل الدبلوماسي والاتصال.. كيف يخدم الإعلام الدبلوماسية، أو العكس؟
- هناك من يرى أن الدبلوماسية والإعلام وجهان لعملة واحدة، خاصة مع تطور التكنولوجيا وأدوات الإعلام الحديث بشقيه الرقمي والتقليدي، ما يتطلب التواصل مع الإعلاميين لإيضاح الحقائق، والمهم في كل الأحوال أن تكون جاهزاً وقادراً، خاصة في الظروف الحالية، التي أثبتت أن الإعلام الرقمي له تأثير كبير. وفي هذا الصدد، تأسست إدارة الاتصال الاستراتيجي؛ بهدف وضع الاستراتيجيات والخطط لتعزيز مكانة الدولة، من خلال العمل مع الإدارات والشركاء المعنيين، وتسليط الضوء على سياسات ومواقف الدولة الإقليمية والدولية.
• كيف ساهمت القوة الناعمة بدولة الإمارات في رفد الدبلوماسية برؤى مغايرة؟
- لقد حققت دولة الإمارات، في 2022، المرتبة الأولى بالمنطقة، والمرتبة الـ10 عالمياً في مؤشر القوة الناعمة العالمية. وهذا دليل على التزام الدولة المستمر بتوفير بيئة من الفرص والابتكار والتطوير والتسامح، لجميع المواطنين والمقيمين والزوار، وضمان علاقات قائمة على الاحترام المتبادل والسلام مع المجتمع الدولي. وعلى الرغم من التحولات الكبيرة التي شهدتها دولتنا، منذ تأسيسها عام 1971، فإن ثقافتنا لاتزال تتسم بالقيم نفسها، كما هي الحال دائماً: الالتزام بتمكين المرأة، والاستثمار في رفاهية شعبنا، وتوفير بيئة مفتوحة وجاذبة اقتصادياً، والابتكار المستدام، والتسامح بين الأديان والثقافات الأخرى.
شغف.. وإمكانات
• على المستوى الشخصي.. لماذا اخترت العمل بهذا المجال؟
- إن شغفي بالعمل في المجال الدبلوماسي، وبتعزيز مكانة الدولة على الصعيد الدولي، والمشاركة في المسيرة الخيرة التي تتبناها دولة الإمارات على طريق تعزيز قيم التسامح والسلام والتعاون والتعايش والتكاتف، ونظراً لدعم قيادة الدولة الرشيدة للمرأة في المجالات كافة.. كل هذه العوامل دفعتني إلى اختيار العمل بوزارة الخارجية والتعاون الدولي. وقد اخترت دراسة العلاقات الدولية لخدمة بلادي في هذا المجال، وحصلت على البكالوريوس في هذا التخصص من جامعة زايد، ثم التحقت بكلية الدفاع الوطني، ونلت درجة الماجستير في الدراسات الاستراتيجية والأمنية، وكنت الأولى على الدفعة في كلية الدفاع العسكري. وأعمل في وزارة الخارجية منذ عام 2013، وقد تدرجت في السلم الوظيفي إلى أن منحتني قيادة وزارة الخارجية والتعاون الدولي شرف خدمة الدولة في منصب مديرة إدارة الاتصال الاستراتيجي بدرجة مستشار.
• لديك اهتمام ملحوظ بالمجال المعرفي والأكاديمي.. إلى أي مدى تؤمنين بمساهمة ذلك في وضع بصمة بحياتك العملية؟
- لقد وفرت دولة الإمارات كل السبل؛ لدعم وتمكين المرأة في المجالات كافة، ومنها المجال الدبلوماسي. أعتقد أن تعليم المرأة في دولة الإمارات كان من أهم العوامل، التي مكنت المرأة وشجعتها على العمل بمختلف المجالات، ما أسهم في رفد الدولة بالعديد من الخريجات بمختلف التخصصات، كما وفرت «أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية» برامج التطوير والتدريب اللازمة لترسيخ المكانة الرائدة لدولة الإمارات لاعباً رئيساً على الساحة الدولية.
• في عيد الاتحاد الـ51، كيف تنظرين إلى مسيرة تمكين النساء في الدولة؟
- تؤكد رؤية القيادة الرشيدة دعم المرأة الإماراتية وتمكينها من العمل جنباً إلى جنب مع الرجل؛ للمساهمة في تعزيز مسيرة التنمية الشاملة التي تشهدها الدولة. وتحظى المرأة الإماراتية بدعم قيادتنا الرشيدة، وذلك بتوفير البيئة التشريعية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، التي أطلقت إمكاناتها، وفتحت أمامها آفاقاً واسعة، لتكون مساهماً فاعلاً في مسيرة دولة الإمارات الرائدة والملهمة.