#صحة طفل
زهرة الخليج - الأردن 5 ابريل 2022
تزامن حلول شهر رمضان الفضيل هذا العام مع ارتفاع في درجات الحرارة، ما يؤدي غالباً إلى شعور الأطفال في الصفوف الدراسية الأولى بالإعياء، جراء عدد ساعات الصيام الطويلة، ما يعرضهم لفقدان السوائل عن طريق التعرق، وما يرافقه من فقدان لأملاح الجسم، ما يؤدي إلى انخفاض الأداء الجسدي والذهني معاً، خاصة أن معظمهم على مقربة من فترة الامتحانات.
وتنبه خبيرة التغذية، مرح النجار، الآباء إلى ضرورة تعليم أطفالهم الطرق المثلى للمحافظة على تركيزهم أثناء اليوم المدرسي الطويل، وتجنب حدوث العطش الشديد وفقدان السوائل، ومراعاة الأمور الصحية والغذائية، التي من شأنها التأثير في قدرتهم على التحصيل والتركيز. وتقول: "تجب مراعاة كمية وتوقيت ومكونات الوجبات التي يتناولها الطلاب في شهر الصوم، بحيث توفر للجسم احتياجاته، كما تجب معرفة الأوقات المثلى للدراسة تبعاً لحالة الجسم ولطبيعة المادة المدروسة، وما تحتاجه من التركيز أو صفاء الذهن والطاقة".
وتؤكد النجار أن الشعور بالعطش الشديد يؤدي إلى إفقاد الطالب تركيزه في ساعات الدراسة، وهنا يبرز دور شاردة البوتاسيوم التي تلعب دوراً محورياً في كل ذلك.
وتوجد شاردة البوتاسيوم بأشكال كيميائية متعددة في أغذية مختلفة، تأتي في مقدمتها فاكهة الموز والحمضيات والعنبيات وبعض الخضراوات كالبندورة والأفوكادو، بالإضافة إلى الأسماك واللوز النيئ.
وتحذر النجار من بعض عادات الطعام الخاطئة في شهر رمضان، كإعطاء الأطفال واليافعين الأغذية المالحة عند الإفطار أو السحور وإكثارهم من الحلويات في فترة السهرة، يسبب ارتفاع مستويات الصوديوم والسكر في الدم، ما يؤدي إلى تحريض مركز العطش في الدماغ لطلب كميات أكبر من الماء في الساعات اللاحقة التي تتلو تناول الطعام، والشعور بالعطش الشديد الذي يمتد إلى اليوم التالي خلال ساعات الصيام، وهنا تتدخل شاردة البوتاسيوم لإعادة توازن الملح والسكر بين الخلايا والدم، منقصة شعور الطالب بالعطش.
وتقول النجار: "يجب الانتباه لشرب الماء الصرف أثناء ساعات الإفطار، وعدم الاكتفاء بالعصائر المحتوية على السكريات فقط، وتجنب زيادة الملح والسكر في الطعام، مع إعطاء الأغذية المحتوية على شاردة البوتاسيوم بوفرة ضمن مخطط وجبات الطعام عند الطالب".
وتنصح النجار الآباء بعدم الضغط على أطفالهم بالدراسة في ساعات قبل موعد الإفطار، معتبرة أن الموعد الأمثل لمذاكرة الدروس هو بعد صلاة العشاء والتراويح، عندما يكون معظم وجبة الإفطار قد تم هضمه، ويمكن الاستمرار في الدراسة مع فترات راحة قصيرة حتى منتصف الليل، ثم النوم لأخذ قسط جيد من الراحة حتى وقت السحور، وتناول سحور خفيف يحتوي على المغذيات والفيتامينات وقليل من الدسم والملح، ما يسمح بساعة إلى ساعتين من الدراسة بعد السحور حتى الصباح (موعد المدرسة أو الامتحان).
وتشدد النجار على تجنيب الأطفال إجهاد الذهن بالأجهزة الإلكترونية، التي تمتص طاقة القشر الدماغي على التركيز، وتأجيل مشاهدة المسلسلات والبرامج التلفزيونية التي ستعاد حتماً على الشاشات بعد شهر رمضان، والاستعاضة في حالة الشعور بالضغط أو الملل، للترويح عن الدماغ والنفس ببعض التمرينات الرياضية البسيطة أو الاستماع إلى موسيقى هادئة، أو الخروج للمشي لفترة قصيرة.