#مشاهير العرب
أسامة ألفا 9 أكتوبر 2021
يتنقل الفنان الكويتي، طارق العلي، برشاقة وخفة دم، وإبداع فني، بين خشبة المسرح الذي يعشقه، وبين حلقات الأعمال الدرامية التي يختارها بعناية. فإلى جانب نجوميته كممثل، استطاع أن يضيف بريقاً إضافياً إلى مشواره الناجح، من خلال مجموعة البرامج التي يقدمها بأسلوبه الفكاهي، و«قفشاته» المضحكة، إذ يرى أن الفن للترفيه والتسلية في المقام الأول، وأن الفنان الحقيقي هو الذي يزرع السعادة والابتسامة للجمهور.. التقته «زهرة الخليج»، فتحدث عن جوانب من حياته الفنية.. وتجربته الإعلامية الثرية، خلال هذا الحوار:
* كيف استقبل الجمهور في الإمارات والكويت عملك المسرحي الجديد «فرحان نسيب زعلان»؟
- كان الصدى طيباً، وأشكر دولة الإمارات، وهيئة السياحة في دبي؛ إذ دائماً يكون اسمي موجوداً بالفعاليات التي تحدث في «مفاجآت صيف دبي»، وهذه ثقة كبيرة أفتخر بها. اليوم، بعد الجولة، بدأنا العروض في الكويت، ونتمنى أن ننتشر أكثر إن شاء الله، وحتى الآن الجمهور الكويتي يتجاوب مع العروض، وكما قلت لك في حديث سابق أنا أقوم ببعض التعديلات على أي عرض مسرحي ليتناسب مع الجمهور، فالعرض نفسه تجده في السعودية يحمل حكايات عن الشعب السعودي، والأمر نفسه في الإمارات والبحرين والكويت.
دور توعوي
*ما طبيعة المسرحية، وما الرسائل التي تحملها؟
- هذه المسرحية تناقش موضوعاً مهماً حول العلاقات الأسرية، وتحمل رسائل توعوية عن «كورونا»، وأهمية التطعيم، وهو أول عمل فني يسهم في حملة التطعيم، إذ يجب أن يقدم الفن هذا الجانب التوعوي. وقد يفضل بعض الفنانين الخروج من أجواء «كورونا» والكآبة والحزن، لكن كان لدينا توجه آخر حيث نسعى للتوعية، وبعد بدء العودة التدريجية كان المسرح بالفئة الخامسة، وأنا من أشد معارضي هذا الأمر، خاصة أن المسرح هو المكان الوحيد الذي تستطيع فيه تطبيق قواعد التباعد الاجتماعي، وجمهوره يتقبل النصائح والتوجيهات. في بداية 2020، قدمت أول مسرحية عن «كورونا» مع بداية «الجائحة»، وعرضت في التلفزيون الكويتي، والتزم الجمهور بالتباعد. وقد قدمت دولة الإمارات - في يناير بدار الأوبرا - أول عرض مسرحي خليجي عربي، وكان هناك تباعد، واستشهدت بهذه التجربة وبتجربة الكويت، واجتمعت مع المجلس الوطني بالكويت، وتحركت بطريقة فعالة؛ فأحرزنا نتائج إيجابية، وفتحوا لنا المجال.
* قدمت عشرات المسرحيات.. هل من مسرحية ترى أنها تناسب كل زمان، وربما تعيد تقديمها؟
- مسرحية «هذا ولدنا»؛ لأنها تعنى بالعمل الحكومي وشقيه: السلبي والإيجابي، إذ دائماً يصفوننا، نحن الفنانين المسرحيين، بأننا المعارضون الجيدون؛ لأن المعارض في مجلس الأمة، أو مجلس النواب، يمتلك الشد والجذب الحكومي، وأيضاً السلاسة البرلمانية للموافقة على تمرير قرار، لكن المسرح لا يستطيع أن يفعلها؛ لأنه خدمة للمشاهد والجمهور. أذكر موقفاً في المجلس، حينما قال لي أحدهم: أنتم البرلمانيون، وأكبر المعارضين، وتجلدون الحكومة بأخطائها. فقلت له: نعم، إذا قصرت الحكومة ننتقدها، ونثني عليها إذا أجادت، وهذا هو هدفنا في المسرح؛ لذلك هدفنا في المجلس تغيير الوزراء، والابتعاد عن «التوزير»، وإعطاء الوزير أكثر من حقيبة وزارية، وهذه أمور تحدث معنا.
«طارق وهيونة»
* كانت لك ثنائيات مسرحية.. لماذا اختفت هذه الثنائيات؟
- صحيح.. كانت لي ثنائيات مع أسماء عدة، مثل: عبدالناصر درويش، والراحلة انتصار الشراح، وهيا الشعيبي، وداوود حسين. لكن الأمر محكوم بالنص، والدور، ومدى حاجته إلى هذه الشخصية، إذ ليست لديَّ حرية التصرف في هذا الأمر. من جانبي، أحب تكوين صداقة مع النجم الذي يشاركني البطولة ليحصل بينا الانسجام المطلوب للعمل، ويعلم ما أريد أن أقوله على المسرح وبذلك ينعكس التجانس الموجود بالواقع على خشبة المسرح.
* علاقتك الفنية مع هيا الشعيبي، مثلاً.. ألا توصف تلك بالثنائية الناجحة؟
- صحيح انتقلت علاقتي الفنية مع هيا الشعيبي من المسرح إلى تقديم البرامج، كما حدث في «طارق وهيونة»، لكن الثنائية تكون عندما يتم تركيب العمل على شخصين معينين، علماً بأنه تم اقتراح أكثر من ممثلة ليكنَّ معي، لكن كانت هيا الشعيبي هي الأكثر مناسبة لأجوائه، خصوصاً أنه كانت لدينا مسرحية معاً آنذاك؛ فقد كان بيننا تجانس بحكم العمل المتكرر معاً، فالبرنامج استفاد من المسرحية، والجمهور أصبح أكثر إقبالاً على المسرحية؛ ليشاهدوا «طارق وهيونة» معاً.
* تجربتك الإعلامية ثرية، ولديك العديد من البرامج.. أيَّ نوع من البرامج تحب تقديمها أكثر؟
- تستهويني أكثر برامج المسابقات المباشرة مع الناس؛ فدوري في المسرح هو ترفيه وتسلية وإضحاك الناس، لأن المتفرج يأتي للمسرح ليس فقط ليتابع مسرحية تحتوي على رسالة أو هدف، بل للترفيه أيضاَ.
متعة المشاهدة
* شخصياً.. من الذي يضحكك؟
- عندما أشاهد عملاً لا أتابعه كممثل بل كمشاهد عادي، حتى لا أنشغل بأخطائه، وأستمتع بالمشاهدة؛ لأنني لو شاهدته كناقد فني أفقد متعة المشاهدة. وهناك الكثيرون الذين يسعدونني ويضحكونني، طالما أن هناك إبداعاً في التمثيل والكتابة، وعملاً متقناً، فأضحك إن كان كوميدياً، وأبكي إن كان تراجيدياً. نحن اليوم في الدراما الخليجية بدأنا ننافس، ويتم تقديم أعمال سعودية ضخمة مثل مسلسل «الميراث»، وقد التقيت شباباً سعوديين مثلوا في هذا العمل، وهم بحق رائعون، ويستحقون الدعم، وأتمنى أن تقف المحطات الخليجية والعربية إلى جوارهم.
* آخر أعمالك الدرامية مسلسل «غريب».. هل هناك تحضيرات لموسم رمضان أو خارجه؟
- لا يوجد شيء حتى الآن لرمضان، ربما قبله أو بعده. اليوم أصبح لمنصات المسلسلات دور كبير، وأشكرها لأنها تتفاعل وتساندنا، خاصة للمسلسلات التي تتكون من 8 إلى 10 حلقات، فاليوم يتجهون إلى الحلقات الأقل عدداً، والأكثر تأثيراً، وظهر منتجون بالساحة العربية يأخذون أعمالاً خليجية، ويعرضونها على المنصات، كما لديَّ أكثر من عرض الآن، منها مسلسل بوليسي ومغامرات «أكشن»، وهناك درامي وكوميدي، ومازلت في مرحلة الاختيار لأجد ما يناسبني.