#مشاهير العرب
لاما عزت 8 نوفمبر 2013
أصبح تويتر متنفّساً لجملة من النخبة من مفكرين وأدباء وإعلاميين ونجوم شاشة. ولم يقتصر الأمر عليهم فحسب، بل طال عامة الناس أيضاً. ما يميّز تويتر هو البساطة وإمكانية إيصال المعلومة بعدد محدّد من الحروف. غير أنّ بعض ضعاف النفوس وأطفال النت يحوّلون أحياناً هذا الموقع إلى مصدر لبث السموم والإساءة إلى السمعة واختراق خصوصية الناس. بعض المشاهير ذاقوا الأمرّين من الانتحالات والاختراقات، بعدما تعرّضوا لاختراق حسابهم، وقذف متابعيهم بألفاظ تخدش المسامع والحياء العام. وبالأمس القريب، اخترق أحدهم حساب الإعلامي الخلوق علي الغفيلي الذي يوافق الجميع على دماثة خلقه وتعامله الراقي مع الآخرين، ويكاد يكون من القلة الذين اتفقوا الناس على محبته. إنصدم المتابعون وغيرهم بهذا الاختراق لأنّه رجل بلا أعداء، وسعى المخترق للبحث في الرسائل الخاصة محاولاً إيجاد ما يسيء للغفيلي، لكنّه لم يجد سوى حديث مع متابع استشار الغفيلي حول مسألة دخول الإعلام في حين أنّ والدة المتابع ترفض ذلك. هنا، قال له الغفيلي إنّه "عليك محادثة والدتك حفظها الله، وأن لا تقدم على خطوة الا بمشورتها". أخذ المخترق هذه الرسالة ونشرها محاولاً الإساءة للغفيلي مع تعديل أو مسح بعض الكلمات. لكنّ الجميع اكتشف كذب المخترق وتزييفه للواقع وانهال عليه بالتعليقات الساخرة، مما دفعه إلى مسحها. وعندما لم يجد ما يسيء به للإعلامي المعروف، تفنّن بكلمات نابية وجّهها لمتابعي الغفيلي. استمر الاختراق يوماً ونصف اليوم، وكنت على تواصل مع الغفيلي وسألته عن حالته، فكان هادئاً جداً وقال: "الخيرة في ما إختاره الله، وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم. هذا الاختراق أسقط لي الكثير من الأقنعة المزيّفة التي كانت في صداقاتي. علّمتني الحياة أن آخذ الجانب الإيجابي من أي حدث يحصل في حياتي". وذكر لي أنّه رفع دعوى قضائية على المخترق ليكون عبرة لغيره. وأطلق متابعوه هاشتاغ #علي_الغفيلي_يرفع_قضية_على_مخترق_حسابه وطالبوه بأن لا يتنازل أبداً ليكون عبره لغيره. بعد انتهاء مكالمتي مع الغفيلي، قلت لنفسي: الآن أيقنت لماذا استشاط الناس غضباً من اختراق حساب الغفيلي. هو غاب عن تويتر جراء الاختراق ودافعت عنه أخلاقه ومحبته التي رسّخها في نفوس الآخرين. أتمنى فعلاً أن يكون الغفيلي أول إعلامي يرفع قضية على المخترق الطفولي، ليتحقّق المثل القائل "إضرب المربوط، يخاف المنفلت". الغفيلي كتب ذات مرة على تويتر أنّ "بعض الصحافيين تجار شنطة". وأنا هنا أقول له إنّ بعض الأصدقاء تجّار مصلحة!