#تنمية ذاتية
زهرة الخليج - الأردن اليوم
إذا سألنا بعض الآباء أو الأمهات سؤالاً مضمونه: «هل لديكم طفل مفضل على غيره من إخوانه؟»، تكون إجابتهم بأنهم يحبون جميع أطفالهم بالقدر نفسه، ولا يفرقون في الحب والرعاية والاهتمام بين طفل وآخر، أي أنهم يحبونهم جميعهم بالتساوي.
لكن وفقاً لإحدى الدراسات في علم النفس، فإن ترتيب المواليد والمزاج والجنس قد تؤثر جميعها في الطريقة التي تربين بها طفلكِ، وكذلك إذا كنتِ تفضلين أحدهم على الآخر.
وإذا كنتِ تتساءلين: من الطفل الذي سيكون مفضلاً؟ فقد وجدت دراسة أن البنات والأطفال الذين كانوا أكثر ضميراً ولطفاً، كانوا أكثر عرضة للحصول على معاملة أفضل من والديهم.
-
هل لدى الوالدين طفل مفضل؟.. إليكِ ما وجده العلم
تأثير المحاباة والتفضيل:
المحاباة والتفضيل لطفلٍ على آخر، يمكن أن يكونا مؤقتين، ويتغيران حسب الظروف، وربما يتمتع الطفل الذي تفضلينه بميزة تذكركِ بجدتكِ الحبيبة التي فقدتها، أو ربما يكون الطفل منسجماً مع عواطفكِ، ويقدم لكِ يد المساعدة بعد يوم شاق، أو ربما يشبهكِ طفلكِ في بعض صفاتكِ، أو يحب مرافقتكِ وشراء الحاجات اللازمة للمنزل.
وفي حين يمكنكِ أن تحبي جميع أطفالكِ، فإن هذا لا يعني أنكِ محصنة ضد تفضيل قضاء الوقت مع أحدهم على الآخر، أو معاملته بشكل مختلف، حيث يميل الأطفال الذين يحصلون على معاملة تفضيلية إلى اكتساب بعض المزايا، مقارنة بأولئك الذين لا يحصلون عليها.
ويشير الخبراء إلى أن الأطفال المفضلين يتمتعون بصحة نفسية أفضل، ودرجات أكاديمية أعلى، وقدرة أكبر على تنظيم عواطفهم، وعلاقات اجتماعية أكثر صحة.
ومع ذلك، إذا تم تدليل الأطفال المفضلين بشكل مفرط، فإن ذلك لا يعلمهم مهارات الحياة الجيدة لاحقاً، كما أنهم قد يتلقون أيضاً رسالة، مفادها أنه يتعين عليهم الأداء بطرق معينة للحصول على الاهتمام والرعاية، ما قد يمنعهم من العيش بحرية وانطلاق في الحياة. أما أولئك الذين لا يتم تفضيلهم، فقد يجدون أنفسهم أحياناً يواجهون صعوبات أكثر في مرحلة البلوغ.
وبالنسبة للأطفال الذين يتم التعامل معهم بشكل أقل تفضيلاً، فإنهم معرضون بشكل خاص للخطر، وضعف الصحة العقلية، وضعف العلاقات الأسرية، والانعزال، وعدم الرغبة في الذهاب إلى الأنشطة والمناسبات، كما أنهم يميلون أيضاً إلى الوقوع في مشاكل أكثر بالمدرسة والمنزل.
كيف تحافظين على الأمور منصفةَ وعادلةً؟
إن المفتاح هو أن تكوني منفتحة وصادقة مع نفسكِ بشأن أي معاملة تفضيلية قد تنشأ، وأن تتصرفي وفقاً لذلك، فالتحدي هو أن الأشقاء مختلفون عن بعضهم، ويجب تربيتهم بشكل مختلف إلى حدٍّ ما.
لكن يجب أن يكون ذلك بطرق صحية ومناسبة، حيث إن هذه النتائج مهمة؛ لأنها تمنح الآباء نقطة انطلاق للتفكير في أيٍّ من أطفالهم قد يميلون إلى معاملته بشكل أكثر، أو أقل، إيجابية، فإذا فهم الأطفال سبب معاملتهم بشكل مختلف عن أشقائهم، فإنهم سيكونون أقل تأثراً بمثل هذا الإجراء.