#أخبار الموضة
غانيا عزام الأحد 16 فبراير 14:00
نهلة المري مدربة محترفة في آداب الملابس وتنسيق الأزياء، ولارا الياس خبيرة موضة ومستشارة مظهر، اجتمعتا بفضل شغفهما بالموضة والإبداع، وخبرتهما الواسعة، التي قاربت الـ15 عاماً، وأسستا شركة «Fashion Look»، التي تقدمان فيها - بطريقة مبتكرة - خدمات «الستايلينغ» الشاملة في أنحاء الشرق الأوسط كافة.. في حوار مع «زهرة الخليج»، تُطلعنا نهلة ولارا على فكرة شركتهما وهويتها، ورؤيتهما وطموحهما، وبعض النصائح القيمة:
-
نهلة المري ولارا الياس: الموضة لغة وليست مظهراً فقط
ما الذي ألهمكما تأسيس «Fashion Look»؟
تأسيس «الشركة» جاء نتيجة إلهام مشترك، ورؤية واحدة. فبصفتي خبيرة بالموضة والمظهر مع خلفية في «الهندسة المعمارية»، كنت دائماً شغوفة بفهم العلاقة بين الأبعاد، والمساحات، والتصميم، وكنت أرى أن هذه المهارات يمكن أن يكون لها تأثير كبير في طريقة تنسيق الأزياء والمظهر. أما شريكتي نهلة، وهي خبيرة موضة ومظهر إماراتية، فقد جلبت معها رؤية عصرية وعميقة حول فهم أساليب الموضة، والتعبير الشخصي، من خلال الأزياء. وألهمتنا رؤيتنا للموضة والمظهر كطريقة للتعبير عن الشخصية، والقدرة على تحويل الملابس إلى أداة قوية للتأثير الإيجابي في الذات، والمحيط. إضافة إلى أننا شهدنا فجوة في السوق تحتاج إلى منهج مهني، وأسلوب متكامل يجمع بين الجوانب الفنية للموضة، والمعرفة التكنولوجية العصرية؛ فأسسنا هذه الشركة؛ لتقديم استشارات مظهر، ترتكز على تجربة العميل بطريقة شخصية ومبتكرة، بعيداً عن التوجيهات التقليدية.
كيف تتكامل مهاراتكما، معاً، في العمل؟
كل واحدة منا جلبت معها مهارات فريدة، تعد عناصر أساسية في نجاح «الشركة»، فخلفيتي «الهندسية» تساعدني على فهم البنية والتركيب، وهذا ينعكس - بشكل كبير - على تنسيق الأزياء بطريقة تتماشى مع قوام الشخص، كما أستخدم أسس الهندسة في تنسيق الألوان، والأبعاد، والخطوط؛ لتقديم إطلالات متوازنة ومتناغمة. وشريكتي نهلة المري، بخبرتها العميقة بعالم الموضة والتصميم، تتمتع بقدرة كبيرة على فهم تطور الموضة، والاتجاهات العالمية؛ وتحمل رؤية عصرية ومبتكرة؛ لدمج الأزياء مع الأسلوب الشخصي، والعمل على إبراز جمالية كل شخص من خلال الموضة. تتكامل مهاراتنا بفضل قدرتنا على التعاون في الجوانب التقنية والتصميمية، حيث أساهم في دراسة الهيكل العام للتنسيق، بينما تركز شريكتي على اللمسات الجمالية. وهذا التناغم يتيح لنا تقديم خدمة شاملة إلى العملاء، تجمع بين التفاصيل التقنية، واللمسة الإبداعية، ما يضمن نتائج مبهرة، تُرضي أذواق العملاء في عالم الموضة والمظهر. من خلال شركتنا، نسعى إلى إلهام الأفراد ليكونوا أكثر ثقة بأنفسهم، وليعبروا عن شخصيتهم من خلال ملابسهم؛ فالموضة لغة وليست مظهراً فقط.
كيف تتكيف شركتكما مع التفضيلات الثقافية المتنوعة في سائر أنحاء منطقة الشرق الأوسط؟
تختلف، في الشرق الأوسط، التفضيلات الثقافية والموضة من بلد إلى آخر. لكننا، في «Fashion Look»، ندرك أهمية التكيف مع هذه التنوعات الثقافية، وندرك أن الاحترام والتفهم هما أساس تقديم خدمات استشارية مميزة، تواكب الأذواق الثقافية، ونسعى - باستمرار - إلى الابتكار مع الحفاظ على الهوية الثقافية، ما يساعدنا في تعزيز ثقة العملاء بأننا نلبي احتياجاتهم، دون المساس بأسلوبهم الشخصي.
ما رؤيتكما لـ«Fashion Look»، في السنوات المقبلة؟
ترتكز رؤيتنا على النمو المستدام، والابتكار المستمر. ونهدف إلى التوسع الإقليمي والدولي؛ ليشملَ نطاقُ خدماتنا أسواقاً أوسع في منطقة الشرق الأوسط أولًا، ومن ثَمَّ التوسع إلى أسواق دولية في أوروبا وآسيا؛ لأن مفهومنا الفريد - الذي يجمع بين الخبرات الثقافية، والتصميم المعماري - يمكن أن يكون له تأثير كبير في هذه الأسواق؛ لنصبح علامة بارزة في عالم استشارات المظهر، ونواصل تقديم خدمات مبتكرة ومستدامة، تساعد عملاءنا على التعبير عن أنفسهم بأناقة وثقة. ونحن ملتزمون بتطوير خدماتنا، بشكل مستمر؛ لتلبية احتياجات عملائنا المتغيرة في عالم الموضة سريع التطور.
ما المشاريع أو التعاونات القادمة، التي تتحمسان لها؟
نتحمس بشدة للعديد من المشاريع والتعاونات القادمة، التي نعمل عليها في «Fashion Look». فنحن بصدد التعاون مع مصممين محليين؛ لابتكار إطلالات فريدة، تعكس التقاليد الثقافية، وتواكب - في الوقت نفسه - الاتجاهات العالمية. وفي ظل تزايد الوعي البيئي، نخطط لتقديم خدمات استشارية تركز على الموضة المستدامة، لمساعدة عملائنا في اختيار ملابس دائمة وعالية الجودة، يمكن ارتداؤها لمواسم عدة، دون أن تتأثر بالأوقات، أو الاتجاهات المتغيرة. كذلك، نتحمس للعمل على مشاريع تعليمية، وورش عمل، تركز على تعليم الأفراد كيفية اكتشاف أسلوبهم الشخصي، واختيار الأزياء التي تعزز ثقتهم بأنفسهم. ومن خلال هذه المشاريع، نهدف إلى إلهام الناس ليصبحوا أكثر وعياً بالأزياء التي تناسب شخصياتهم وأسلوب حياتهم، وليس فقط اتباع التوجهات العالمية. كما ستكون لدينا شراكات مع مدارس تصميم، وعلامات تجارية عدة؛ لتوسيع هذه المبادرة. وأخيراً، نعمل على توسيع نطاق خدماتنا الرقمية، حيث نخطط لإطلاق منصة استشارية عبر الإنترنت، تتيح للعملاء - في جميع أنحاء العالم - الوصول إلى استشارات شخصية تتعلق بالأزياء والمظهر. وسنستخدم تقنيات الواقع المعزز، والذكاء الاصطناعي؛ لتقديم تجربة تسوق مخصصة، حيث يمكن للعملاء تجربة الملابس افتراضياً؛ ليعرفوا كيف ستبدو عليهم قبل شرائها.
-
نهلة المري ولارا الياس: الموضة لغة وليست مظهراً فقط
نهلة المري: الأزياء وسيلتي للتعبير الإبداعي
ما الذي ألهمك شغفك بالموضة والأناقة؟
شغفي بالموضة والأناقة بدأ منذ طفولتي؛ فقد كنت أملك عيناً تلتقط التفاصيل الصغيرة بدقة. لكن نقطة التحول كانت عندما اصطحبتني أختي الكبرى إلى الخياط ذات يوم، وقد رأيتها ترسم تصميماً لفستان وهي تشرح فكرتها، وأثارني الفضول لفهم هذه الخطوط، ومعناها. عندما شرحت لي أن هذا هو التصميم الذي ينقل الفكرة إلى التنفيذ، شعرت بشغف جديد، وطلبت منها أن تعلمني. لم يمر وقت طويل حتى صممت أول فستان لي في عمر الثامنة، وصنعت تنورة بيدي بمساعدة مجلة «بوردا»، ولم أكن أفهم «الإنجليزية» وقتها، فكنت أتبع الصور، وأدع شغفي يقودني. كبرت وأنا أحب إعادة تصميم الملابس القديمة، وصبغها وتعديلها بلمساتي الخاصة. كان الجميع معجبين بأفكاري، وكنت أشعر، دائماً، بأن أسلوبي في الأزياء يعبر عن هويتي بطريقة مميزة. فالأزياء كانت، دائماً، وسيلتي للتعبير الإبداعي، ما دفعني لاحقاً إلى دراسة تصميم الأزياء، رغم أنني بدأت هذه الرحلة في وقت متأخر. والتحقت بـ«Esmod French Fashion Institute» في دبي؛ لدراسة الأساسيات، ولأنني خريجة كلية التربية، قسم الأدب الإنجليزي، استطعت فهم تاريخ الموضة، وهذا جانب أساسي لأي شخص يعمل في مجال تنسيق المظهر.
كيف اتجهت إلى العمل بمجال الإعلام؟
لاحقاً، قادني فضولي إلى الإعلام، وجاء هذا بمحض الصدفة، حينما قرأت إعلاناً في جريدة، يطلب منسقي مظهر إماراتيين؛ للعمل في الإعلام. في ذلك الوقت، كنت أملك محلاً لتصميم الأزياء، لكنني قررت خوض هذه التجربة الجديدة. عملت في الإعلام لأكثر من عقد، وخلال هذه الفترة، أدركت أن الأزياء ليست مجرد ملابس نرتديها، بل وسيلة تعبر عن رسالة ما. وسواء في البرامج التلفزيونية، أو الحملات الإعلانية، أو المناسبات الكبرى، كان اختيار الأزياء جزءاً من تعزيز الصورة، والرسالة الإعلامية. وقد عززت شغفي بالسفر إلى بريطانيا، حيث التحقت بدورة تدريبية في «Fashion Styling»، من «Condé Nast College of Fashion & Design» (المعروفة الآن بـ«كلية فوغ للأزياء»). كما درست عن بُعد، خلال أزمة «كورونا» في «The British College of Professional Styling»، وتخصصت في تنسيق الأزياء للتصوير التلفزيوني، والسينمائي، والشخصي. خلال هذه الرحلة، تعلمت أن الشغف يولّد الفضول، والفضول يأخذنا إلى أماكن لا نتوقعها؛ فعندما يمتزج الشغف بالموهبة، يصبح العمل متعة، رغم صعوبته. كذلك، تعلمت أن الكاميرا أداة حساسة جداً، تُترجم الإطلالات بطريقة مختلفة؛ فليس كل ما يبدو جميلاً في الواقع يناسب عدسة الكاميرا. كما أن هناك قواعد وأساسيات، تجب مراعاتها؛ لتقديم إطلالات تتماشى مع الكاميرا، وتحقق الهدف المطلوب. هذه الرحلة، من الشغف الطفولي إلى التخصص المهني، جعلتني أدرك أن العمل في الموضة ليس مجرد مهنة، بل طريقة لتجسيد الإبداع، وتقديم رسائل فريدة للعالم.
-
نهلة المري ولارا الياس: الموضة لغة وليست مظهراً فقط
ما الذي تستمتعين به أكثر عند مشاركة خبرتكِ عبر التدريب؟
أكثر ما أستمتع به عند مشاركة خبرتي، هو رؤية التغير الجذري، الذي يطرأ على الأشخاص. فالشعور بالرضا، والثقة بالنفس، ينعكسان - بوضوح - من طريقة تعاملهم أمام الآخرين، فالأناقة ليست مجرد مظهر خارجي، بل انعكاس عميق للشخصية. نحن - ببساطة - نساعد الآخرين على اكتشاف شخصياتهم وأسلوبهم الخاص، في إطار مريح يتماشى مع طبيعتهم، وأدوارهم في الحياة. هذا الشعور لا يمكن وصفه بالكلمات؛ فالقدرة على اكتشاف شخصيات الناس، وبناء علاقة قائمة على الثقة المتبادلة، فيهما الكثير من التحديات، لكنني أعتبر هذا الأمر أكبر إنجاز، وأجمل ما أستمتع به في عملي.
حدثينا عن تجربتك في تنسيق الأزياء، وتنظيم البرامج، في «إكسبو 2020 دبي»؟
كان «إكسبو 2020 دبي» تجربة فريدة، مليئة بالتحديات والإنجازات. كمديرة لفريق تنسيق الأزياء في «دبي للإعلام»، تطلبت المهمة مني قيادة فريق من خبراء المكياج وتصفيف الشعر والمصممين؛ لتلبية احتياجات عدد كبير من البرامج، التي أنتجت في قلب الحدث، بالإضافة إلى متطلبات المركز الرئيسي للقنوات الإخبارية بدبي. تنوعت المسؤوليات بين إدارة الفريق في موقع الحدث، وقد واجهنا تحديات كثيرة، خاصة أن تلك الفترة كانت خلال جائحة «كورونا»، وما صاحبها من قيود، وحالة عدم اليقين. ورغم التحديات، كانت التجربة مثمرة ومميزة، وحصلت على «وسام إكسبو 2020 دبي» من شرطة دبي، تكريماً لجهودي وتميزي في إدارة هذه المهمة الصعبة. هذا الوسام كان تأكيداً على أهمية العمل الجماعي، والقيادة الفعالة، في تحقيق النجاح، حتى في أصعب الظروف. وعلمتني تلك التجربة أن التحديات قد تكون فرصاً لإثبات الذات، وأن التفاني والإبداع يمكن أن يترجما إلى إنجازات تبقى في الذاكرة.
ما نصائحك للمحترفين، الذين يتطلعون إلى ترك انطباع قوي، من خلال مظهرهم؟
هناك نصائح مهنية لمن يعمل في مجال تنسيق المظهر، ويرغب في تعزيز مهاراته، أو اتخاذ هذا المجال مهنة، أهمها إتقان الأساسيات: أولاً: يجب أن يكون لديك فهم قوي لأساسيات تنسيق الألوان، والأنسجة، وأنواع الأجسام. ثانياً: توسيع مفرداتك، وتعلم المصطلحات العالمية المرتبطة بالموضة، والبحث عن طرق لترجمة أو شرح هذه المصطلحات بالعربية؛ لتعزيز قدرتك على التواصل المعرفي واللغوي. ثالثاً: ابقَ على اطلاع دائم على كل ما يرتبط بهذه الصناعة. رابعاً: أنشئ روابط مهنية قوية مع المصممين، والموردين، والمصورين، فشبكتك المهنية يمكن أن تفتح لك آفاقاً جديدة من الفرص والتعاونات. خامساً: تنمية علامتك الشخصية، قدّم نفسك كعلامة تجارية محترفة. سادساً: استثمر في التعليم المستمر، واحرص على تلقي التدريب المناسب، من خلال دورات متخصصة، أو برامج أكاديمية. سابعاً: خصص وقتاً للاستماع إلى احتياجات وتفضيلات عملائك، وقدم إليهم نصائح وحلولاً تتناسب مع ذوقهم الشخصي. ثامناً: كن مستعداً للعمل لساعات طويلة. تاسعاً: أظهر احترافيتك في ملابسك. وعاشراً: كن على دراية بالأساسيات، كاستخدام أدوات الخياطة، وماكينة الخياط، والقص، وأيضاً أخذ القياسات.
-
نهلة المري ولارا الياس: الموضة لغة وليست مظهراً فقط
لارا الياس: التفكير الهيكلي والتخطيط يميزان نهجي
كيف أثرت خلفيتك في «الهندسة المعمارية» على نهجك كمستشارة مظهر؟
خلفيتي «الهندسية» كان لها تأثير كبير على نهجي في تنسيق الأزياء والمظهر؛ فقد تعلمت كيفية التفكير المنهجي والاستراتيجي في بناء وتصميم المساحات، حيث كل عنصر صغير يحتاج إلى تنسيق وتوازن؛ لصنع صورة متكاملة ومتناغمة. وهذه المهارات في التفكير الهيكلي، والتخطيط، تؤثر - بشكل مباشر - في تنسيقي للأزياء، فأركز دائماً على البنية المتوازنة، والتركيبة المتناغمة بين الملابس والإكسسوارات؛ لتقديم إطلالات تعكس الراحة، والجمال، في الوقت ذاته.
ما المهارات الضرورية؛ للنجاح في تنسيق الأزياء والمظهر؟
النجاح في تنسيق الأزياء والمظهر يتطلب مزيجاً من الإبداع والفهم العميق لاحتياجات العميل، والقدرة على التكيف مع التوجهات المتغيرة. وبتطوير هذه المهارات، يمكن لأي شخص أن يصبح مستشار أزياء ناجحاً، يُعتمد عليه؛ لتقديم أفضل الإطلالات.
ما نصائحك للعملاء لدمج «الترندات» الموسمية، دون فقدان أسلوبهم الشخصي؟
دمج «الترندات» الموسمية مع الأسلوب الشخصي، فن يتطلب التوازن بين التجديد والحفاظ على الهوية الشخصية. كخبيرة بالموضة والمظهر، دائماً أنصح عملائي بالاستمتاع بـ«الترندات»، والتأكد من أنها لا تطغى على أسلوبهم الخاص. والسر في دمج «الترندات»، هو أن تظل أميناً لأسلوبك، لكنك - في الوقت نفسه - تستمتع بإضافة لمسات جديدة، تواكب الموضة بطريقة متجددة. ولا توجد قاعدة صارمة، فالمهم هو أن يشعر العميل بالراحة، والتعبير عن نفسه بطريقة تُبرز شخصيته.