#تكنولوجيا
ياسمين العطار الأحد 16 فبراير 12:00
أدركت الشابة الإماراتية، شما بن حماد، رائدة الأعمال والخبيرة بالأمن السيبراني، أهمية مواجهة المخاطر الرقمية في ظل التطور المتسارع للتكنولوجيا، خاصة أن الأخطاء البشرية تشكل النسبة الكبرى من حالات اختراق البيانات، ويكون الأطفال الأكثر عرضة للمخاطر المرتبطة بالألعاب الإلكترونية، ووسائل التواصل الاجتماعي. ومن هذا المنطلق، أسست بن حماد شركتها «سايبر هيرو»؛ بهدف نشر الوعي الرقمي، وتعزيز مهارات الأمن السيبراني داخل مجتمع الإمارات. الشابة الإماراتية لم تكتفِ بتمكين الأفراد من مواجهة التحديات الرقمية، بل تسعى، أيضاً، إلى إعداد جيل من قادة الأمن السيبراني، من خلال برامج التدريب العملي الجامعي، ومبادرات مع شركات ناشئة، مثل: منتدى الأمن الرقمي، وفعاليات «CybeX»، وورش العمل التفاعلية بالألعاب. في هذا اللقاء، تشاركنا شما رحلتها، وأهدافها المستقبلية؛ لتعزيز ثقافة السلامة الرقمية في الإمارات، وخارجها:
-
شما بن حماد: «الأمن السيبراني» يحمي الفرد والمجتمع
ما الذي دفعك إلى اختيار الأمن السيبراني تخصصاً؟
اخترته؛ لأنه يمثل أحد أهم المجالات في عصرنا الرقمي؛ ولم أكتفِ بذلك، بل حصلت على درجة الماجستير في الأمن السيبراني، بالإضافة إلى بكالوريوس العلوم التطبيقية في أمن المعلومات والأنظمة الجنائية 2020. كما أكملت شهادات مهنية عدة، منها: شهادة مدقق/منفذ ISO، وشهادة تدريب المدربين، ودورات متقدمة في الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني وتطوير الأعمال. ومع تطور التكنولوجيا، أصبح الأمن السيبراني ضرورة لحماية البيانات، خاصة مع زيادة المخاطر والتهديدات الإلكترونية، التي تؤثر في الأفراد والمؤسسات على حد سواء. لقد شعرت برغبة قوية في المساهمة في هذا المجال الحيوي؛ لحماية المجتمع، وتعزيز وعيه الرقمي.
استمرارية الأعمال
ما أهمية الأمن السيبراني.. للفرد، والمجتمع؟
الأمن السيبراني خط الدفاع الأول ضد التهديدات الرقمية. بالنسبة للفرد، فإنه يحمي خصوصيته وبياناته الحساسة، ومنها المعلومات المصرفية، والشخصية. أما للمجتمع، فيعزز الثقة بالأنظمة الرقمية، ويدعم استمرارية الأعمال، ويحمي البنية التحتية الحساسة للدول، مثل: الطاقة، والاتصالات، والخدمات الصحية.
أسست شركة متخصصة في مجال الأمن السيبراني.. ما مجالات عملك، وأهدافك منها؟
أسست شركة «سايبر هيرو»؛ لتوفير الوعي الأمني السيبراني للأفراد والمجتمعات، خاصةً الفئات الأكثر عرضة كالأطفال. وتشمل خدماتنا: التعليم الإلكتروني، والجلسات التوعوية، واستخدام الألعاب التفاعلية؛ لتبسيط مفاهيم الأمن السيبراني. إن هدفنا الرئيسي هو تقليل المخاطر الناتجة عن الأخطاء البشرية، من خلال التوعية، وبناء قدرات الأفراد؛ لمواجهة التحديات الرقمية.
هل واجهت تحديات في بداية مسيرتك العملية؟
واجهت تحديات عدة، تعلقت ببناء فريق عمل على درجة كبيرة من الكفاءة، وتأمين التمويل، وتحقيق توازن بين التزاماتي المختلفة. لكن إيماني برؤيتي ساعدني في تجاوز هذه العقبات، وتحويلها إلى فرص نجاح. اليوم، «سايبر هيرو» تُعد من الأسماء البارزة في مجال تعليم الأمن السيبراني بالإمارات.
ما أبرز إنجازاتك في هذا المجال؟
بصفتي عضواً في رابطة «نساء الشرق الأوسط في الأمن السيبراني»، ومتحدثة عامة، شاركت كمتحدثة في فعاليات دولية مرموقة، مثل: «جايسك، وجايتكس»، ودربت مجموعة واسعة من الطلاب في برامج تدريبية جامعية. وكذلك، حصلت على جائزة أفضل شركة ناشئة من قِبَل «صندوق الوطن». كما قدمت عدداً من المحاضرات التوعوية للمؤسسات في الإمارات. إلى جانب هذا، قمت بتنظيم فعاليات، مثل: منتدى الأمان الرقمي، و«CybeX»؛ لتمكين الشباب من تعزيز مهاراتهم في الأمن السيبراني، ومخيمات صيفية للأطفال؛ لتمكينهم من حماية عالمهم الرقمي.
ما الأخطاء الشائعة، التي قد تُعرّض الأفراد للاختراق السيبراني؟
لا شك في أن أهمها مشاركة معلومات حساسة عبر الإنترنت، دون التأكد من مصدرها، والنقر على روابط خبيثة، أو فتح رسائل بريد إلكتروني احتيالية، وعدم تحديث البرامج والأجهزة بشكل منتظم، والاعتماد على شبكات الإنترنت العامة.
-
شما بن حماد: «الأمن السيبراني» يحمي الفرد والمجتمع
تعلم مستمر
من واقع خبرتك.. كيف يمكن للجيل الجديد مواجهة التحديات السيبرانية؟
بالاطلاع المستمر على التهديدات الرقمية، وتعلم كيفية التصدي لها، وحضور ورش عمل، ودورات تدريبية متخصصة في الأمن السيبراني، وتعزيز التفكير النقدي عند استخدام التكنولوجيا، والتعامل مع المعلومات، وتطبيق المبادئ الأساسية للأمن الرقمي في حياتنا اليومية.
ما رأيك في مستوى دولة الإمارات المتقدم بمجال الأمن السيبراني عالمياً؟
الإمارات من الدول الرائدة عالمياً في مجال الأمن السيبراني، حيث تحتل مراكز متقدمة في مؤشرات الأمن الرقمي، فالدولة تستثمر - بشكل كبير - في البنية التحتية الرقمية، وتوفر بيئة داعمة للابتكار، ما يعزز قدرتها على التصدي للتهديدات السيبرانية.
كيف ترين حضور المرأة الإماراتية بمجال الأمن السيبراني؟
المرأة أثبتت حضورها في مجال الأمن السيبراني؛ بفضل الدعم الحكومي والبيئة المُمكنة. أشعر بفخر كبير؛ لكوني جزءاً من هذه المسيرة، وأشجع الكثيرات من النساء على دخول هذا المجال الواعد.
ما أهدافك، وطموحاتك؟
أسعى إلى توسيع نطاق تأثير «سايبر هيرو» إقليمياً، وزيادة الوعي بالأمن السيبراني على المستويات كافة. كما أطمح إلى تطوير أدوات تعليمية مبتكرة، وإلهام الأجيال القادمة لاتباع مسارات مهنية في هذا المجال. وطموحي الأكبر هو المساهمة في بناء مجتمع رقمي آمن، ليكون كل فرد قادراً على حماية نفسه، ومعلوماته، ومجتمعه.
ما نصائحك المهمة؛ لتوعية الجمهور؟
أوصي بتحديث كلمات المرور بانتظام، واستخدام كلمات مرور قوية، وتجنب النقر على الروابط، أو تنزيل المرفقات من مصادر غير موثوقة، واستخدام برامج مكافحة الفيروسات الموثوقة، وتعزيز الوعي بالمخاطر السيبرانية، خاصةً لدى الأطفال، وتمكين المصادقة الثنائية لجميع الحسابات الشخصية.