#تنمية ذاتية
زهرة الخليج - الأردن اليوم
لم يتمكن العلم من تأكيد السبب الحقيقي وراء وجود الكوابيس، أو تعرضنا لها أثناء النوم، لكن بعض الأبحاث تُظهر أنها أكثر شيوعاً لدى أولئك الذين يعانون بعض تشخيصات الصحة العقلية، مثل «اضطراب ما بعد الصدمة» (PTSD).
وتأتي هذه الكوابيس في أشكال متعددة، مثل: السقوط من مكان مرتفع، أو مطاردة حيوان شرس، أو التجول ضائعاً أو عاجزاً. لكن هل من قاسم مشترك بين هذه الكوابيس، وما دلالاتها، وهل يمكن أن تكون علامة تحذيرية لوجود خطأ ما؟
نشارككِ، هنا، ما تحتاجين إلى معرفته حول أكثر الكوابيس شيوعاً في العالم، ومتى قد تكون علامة محتملة على وجود مشكلة صحية أكبر.
ما أكثر الكوابيس شيوعاً؟
تأتي الكوابيس كالأحلام، ولكن هناك بعض الموضوعات المشتركة، التي يبدو أن الناس يتصارعون معها؛ عندما يعانون الكوابيس.
وقد وجدت إحدى الدراسات العديد من الموضوعات المشتركة، بين أولئك الذين يعانون كوابيس متكررة، مثل: وفاة أو إصابة أحد أحبائهم، والفشل أو العجز، والعدوان الجسدي، والحوادث، والمطاردة، والمخاوف المتعلقة بالصحة أو الموت. كما وجدت الدراسات العديد من الاختلافات في موضوعات الكابوس بين الجنسين.
هل يمكن أن تكون الكوابيس تحذيرات؟
هناك نظريات عدة حول سبب أحلامنا، إحداها «النظرية الديناميكية النفسية للأحلام»، التي تقول: إن الأحلام موجودة ببساطة؛ لتحقيق رغباتنا اللاواعية. فيما تقول «النظرية العصبية المعرفية»: إن الأحلام ليست سوى نتيجة ثانوية للتطور الطبيعي للدماغ. لكنّ أياً من النظريتين لا تشير إلى الكوابيس باعتبارها تحذيرات من كارثة محتملة أو وشيكة. ومع ذلك، هناك شيء واحد قد تحذرنا منه الكوابيس بالفعل، يرتبط بصحتنا الجسدية والعقلية.
وقد وُجد، أيضاً، أن الكوابيس أكثر شيوعًا لدى الأشخاص الذين تم تشخيصهم بمعاناتهم مشاكل صحية عقلية. فقد ذكرت إحدى الدراسات أن ما يصل إلى 70% من الأشخاص، الذين يعانون «اضطراب ما بعد الصدمة»، والاكتئاب الشديد، بالإضافة إلى تشخيصات أخرى للصحة العقلية، يعانون الكوابيس بشكل متكرر.
وليس فقط اضطرابات الصحة العقلية التي تسبب زيادة في الكوابيس، إذ وجدت إحدى الدراسات أن الكوابيس ترتبط، أيضاً، بعوامل أخرى، مثل: المشاعر السلبية، والقلق، ومدة النوم.
كما تشير الأبحاث، أيضاً، إلى أن بعض الحالات الصحية، مثل: الصداع النصفي والربو، وبعض الأدوية تسبب زيادة في الكوابيس.
كيف يقرر دماغك ما يحلم به؟
يعتقد الباحثون أن أحلامنا تتأثر، بشدة، بعوامل، مثل: شخصيتنا وخيالنا، بالإضافة إلى الأشياء التي نهتم بها، ونشعر بالقلق بشأنها. على سبيل المثال، تميل أحلام الأطفال إلى متابعة التطور المعرفي، وتصبح أكثر انخراطاً مع تقدمهم في السن. أما عند البالغين، فيمكن لأشياء، مثل: الحالة المزاجية والصحة العقلية، أن تؤثر بشكل كبير في محتوى أحلامهم الليلية.
ومع ذلك، فالواقع هو أن معظم الناس ليست لديهم سيطرة واعية على ما يحلمون به، حيث يُحدث دماغنا الأحلام والكوابيس لنا دون وعي منا.