#أخبار الموضة
كارمن العسيلي اليوم 20:31
هيا السويدي، صاحبة العلامة التجارية «فيفيد»، شابة إماراتية مبدعة، تتمتع بطموح كبير، وبعين مبتكرة تعيد تشكيل الطابع التقليدي بأسلوب عصري فريد. ومن خلال تصاميمها غير المألوفة لطبعات الأقمشة، التي تُستخدم في اللباس الإماراتي التقليدي «المخور»، حجزت هيا مكانة لها في عالم الأزياء، وأعادت تعريف اللباس التقليدي بأسلوب جديد وأنيق، يجذب الشابات الإماراتيات، اللواتي يتطلعن إلى مواكبة التطور مع الحفاظ على هويتهن، وتراثهن. كما أن شغفها الكبير بالألوان، واهتمامها بالتفاصيل الدقيقة، جعلا تصاميمها تتألق بشكل يلفت أنظار محبات الموضة، فهذه التصاميم لا تعكس جمال «المخور» الإماراتي فحسب، بل تعبر أيضًا عن روح التغيير والتجديد، التي تتناغم مع متطلبات العصر. وتدرك الشابة الإماراتية أن الأزياء وسيلة قوية؛ للتعبير عن الهوية، وأن تصميمها للمخور بلمسات عصرية يروي قصة جيل كامل، ويعبر أيضاً عن ذوقها الخاص. كما تفخر بكونها جزءاً من مشهد الأزياء، الذي يدمج الماضي في الحاضر، فتقول بابتسامة مليئة بالاعتزاز: «أنا فخورة بأن النساء يرتدين من علامتي».. في هذه المقابلة، نغوص أكثر في رحلتها الإبداعية، وإطلاقها علامتها «فيفيد»، ومصادر إلهامها، وتحويل الأقمشة إلى أزياء تحتفي بالتراث الإماراتي برؤية جديدة:
ما الذي دفعك إلى دخول عالم ريادة الأعمال، وتصميم الأقمشة؟
بدأت رحلتي عام 2018، عندما كنت طالبة في الجامعة، أدرس «هندسة الطاقة». ورغم أن مجال دراستي بعيد عن الأزياء، فإن شغفي بالألوان، وارتداء «المخور» الإماراتي بأسلوب مميز، كانا الدافع الأساسي لدخولي هذا العالم. فلطالما حلمت بأن أكون جزءًا من مشهد يروي قصة ثقافية بطريقة جديدة ومبتكرة. لم يكن الأمر سهلاً، لكن بفضل دعم عائلتي وأصدقائي، الذين كانوا مصدر قوتي وإلهامي، استطعت تحويل هذا الحلم إلى واقع ملموس.
لمسة حديثة
كيف طوّرتِ تصاميم «المخور»؛ لتكون مميزة، وتخاطب الجيل الجديد؟
اعتدنا ارتداء «المخور»، ورؤيته بطبعات تقليدية، كالأزهار، والنقوش المشجرة. لكنني أردت أن أضيف لمسة حديثة، تعبر عن هويتنا بشكل مختلف، فصممت أقمشة تعبر عن ذاتنا، مثل: رسم لفتاة إماراتية ترتدي البرقع، وتستخدم الدخون والبخور، ما أضفى بعدًا جديدًا على «المخور»، دون المساس بهويته الأصيلة. هذه اللمسات العصرية جذبت الجيل الجديد، وجعلت «المخور» قطعة تعبر عن التراث بحلة جديدة.
جذبت تصاميمك الكثيرات من غير الإماراتيات.. حدثينا عن ذلك!
وضعت نُصب عيني هدفًا، هو تصميم مجموعة بسيطة، تعكس ثقافتنا، وتمثل هويتنا. فتعاونت مع «هاوس أوف كالتشر»؛ لإطلاق قطع تعبر عن هويتنا، ولاقت هذه التصاميم إعجاب الكثيرات من الأجنبيات، فقد رأين فيها شيئًا مختلفًا عن الجلابية التقليدية، واعتبرنها مزيجاً من الفخامة والأصالة. ونحن نرتدي «المخور»، أيضاً في المناسبات والاحتفالات الخاصة، بسبب تصميمه الأنيق، وما يحتويه من فصوص وخرز؛ لذلك جذب حتى غير الإماراتيات. أشعر بسعادة غامرة، وفخر كبير، عندما أرى الأجنبيات يرتدين «المخور»، ويحببنه؛ لكونه يعبر عن روح الإمارات وثقافتها. كما لديَّ عميلات من دول مثل اليابان، يشترين تصاميمي بانتظام، وهذه اللحظات تجعلني أدرك أن «المخور» بتصاميمي يعبر الحدود، ويلقى إعجاباً وتقديراً من ثقافات مختلفة، ما يعزز شعوري بالفخر بتراثنا وثقافتنا.
لماذا اخترتِ «فيفيد» اسمًا لعلامتك التجارية؟
«فيفيد» كلمة تعني الإشراق اللافت، وهذا يصف تمامًا إحساسي تجاه «المخور»، بجماله وتفاصيله وألوانه، فكل قطعة أصممها في «فيفيد» انعكاس لشغفي وروحي. وأتمنى أن تشعر من تقتنيه بالإحساس نفسه. فليس الهدف أن يكون «المخور» مجرد قطعة ملابس، بل أن يكون رسالة تعبر عن تراثنا، وتصل إلى العين والقلب معًا. منذ صغري، كان لديَّ ذوق مختلف في اختيار الأقمشة، وتصميم الأزياء، حتى إن والدتي كانت تستغرب اختياراتي، وتعتبرها غير مألوفة، لكن هذا التميز دفعني، لاحقًا، إلى إطلاق علامتي الخاصة؛ لأقدم ما أحب، وأشارك النساء ما يعبر عني، وعن ثقافتي، بأسلوب فريد.
هل واجهتِ معارضة من محيطك؛ بسبب اختيارك أقمشة ونقشات جديدة؟
كان التحدي الأكبر، في بداية رحلتي، هو تقبّل الناس فكرتي الجديدة. أتذكر تلك التعليقات السلبية، التي كانت تصلني، وأحيانًا تجعلني أبكي، وأتساءل: لماذا يعترض الناس على شيء أحبه بشدة؟.. لكن، في المقابل، كانت هناك مجموعة كبيرة من النساء معجبة بتصاميمي، فكنَّ يشترين من علامتي ويدعمنها، وبدأت أرقام المبيعات تزداد. هذا النمو كان مؤشرًا واضحًا إلى أنني على الطريق الصحيح، وأن ما أقدمه يلقى الاستحسان، فمنحني ذلك الثقة؛ لمواصلة مسيرتي، وتطوير أفكاري.
هل هناك تحديات أخرى واجهتكِ.. خلال رحلتكِ؟
بالطبع، واجهت تحديات عدة، كأي رائدة أعمال، مثل: وجود العمال المناسبين، والعثور على مصانع جيدة. لكن بفضل دعم الكثيرين، تجاوزت هذه العقبات؛ وقد كانت عائلتي سندًا كبيرًا لي، كما كنت محظوظة بوجود صديقة ملهمة في مجال الأعمال، كانت لديها علامة تجارية خاصة بالعبايات، وأعتبرها مرشدتي في مسيرتي، فقد علّمتني كيف أصبح رائدة أعمال ناجحة. واليوم، أشاركها بعض الأنشطة، كفعالية «كورايتد بلايلست»، ما يعزز تجربة العمل والتعاون المشترك.
ما مدى أهمية وجود مرشد في بداية رحلتك كرائدة أعمال؟
وجود مرشد كان حاسمًا جدًا بالنسبة لي؛ فلولا هؤلاء الأشخاص؛ لما تحمست لإنشاء علامتي الخاصة؛ فالمرشدون يوجهونك، ويقدمون لك النصائح الصائبة، ويشاركونك خلاصة تجاربهم، ما يساعدك على تجنب الأخطاء المحتملة. كانت مرشدتي صديقة وقائدة، وقدمت لي دعمًا كبيرًا لا يقدر بثمن. واليوم، أقوم برد الجميل، بمساعدة الآخرين، ومشاركتهم نصائحي، لأكون جزءًا من دعم الجيل المقبل من رواد الأعمال.
ما الذي يلهمك تصميم الطبعات الخاصة بالأقمشة؟
علامتي التجارية تسير في اتجاهين: الأول: طباعة تصاميمنا الخاصة على الأقمشة. والثاني: شراء أقمشة من علامات محلية، تحمل تصاميمها الخاصة. أهدف، من خلال ذلك، إلى دعم وتشجيع الأعمال التجارية الصغيرة، خاصة تلك التي تقودها نساء. ودائمًا في تصاميمي، أبحث عن الأقمشة المريحة، التي تعكس ذوقي الخاص، فأقدم ما أحبه، وأتمنى أن يلقى إعجاب الأخريات.
فخر كبير
هل تتذكرين لحظة ما، شعرتِ خلالها بفخر كبير؟
نعم، حدث ذلك عندما كنت أشارك في أحد المعارض، وسمعت امرأة ترتدي من علامتي، وكانت تتحدث مع صديقتها، قائلة: «هذه العلامة صاحبتها تقدم أعمالاً رائعة»، دون أن تدرك هذه المرأة أنني أسمعها. وقتها، شعرت بسعادة غامرة نسيت معها التعب والإجهاد. فهذا النوع من اللحظات يمنحني دافعًا قويًا للاستمرار، خاصة أنني أعمل بدوام كامل يصل إلى تسع ساعات، بجانب إدارة علامتي التجارية.
ما المخاطر التي تواجهينها، وكيف تتعاملين معها، وما نصيحتك لمن يرغب في إنشاء مشروع خاص، بجانب وظيفته؟
هناك العديد من المخاطر، لكنني أعتبر إدارة الوقت هي المفتاح لتجاوز معظمها. وأنصح أي شخص يرغب في إنشاء مشروع خاص بأن يتعلم كيفية تنظيم وقته بشكل جيد؛ وعندما يتقن هذه المهارة، سيحقق الكثير، وسيحول الصعوبات إلى فرص للنمو.
ما أهمية مشاركتك في معرض «كورايتد بلايلست»؟
هذه هي المرة الأولى، التي نشارك فيها بمعرض في منارة السعديات، ونحن متحمسون للغاية. هذه المشاركة تحمل أهمية كبيرة لأي رائدة أعمال، فالفائدة لا تقتصر على المبيعات، بل تشمل أيضاً التواصل المباشر مع العميلات، وفهم احتياجاتهن، ومعرفة آرائهن. كما أنها فرصة للتفاعل معهن، وجعلهن يتعرفن على قصة العلامة ومؤسستها. كما يمنحنا «المعرض» فرصة عرض تصاميمنا أمام عدد أكبر، خاصةً أنه ليس لدينا متجر دائم لزيارته. لذا، تعد المشاركة خطوة قيمة؛ لاكتساب الخبرة، والتوسع في التعريف بالعلامة.
ما حلمك المستقبلي؟
طموحي كبير، ولا حدود له. ومن بين الأهداف التي أسعى إلى تحقيقها أن تصبح علامتي التجاريــة رمزاً للأناقــــة الإماراتية الحديثة، وتعبر عن الفخر والانتماء في كل مكــــــان. كما أتمنى أن تكون تصاميمي الخيار الأول لكل امرأة تبحث عن قطع تجمع بين التراث والعصرية، وأن تبرز هوية المرأة الإماراتية بأسلوب فريد.