#تنمية ذاتية
زهرة الخليج - الأردن 28 يناير 2024
ليس بالأمر الخفي أننا نقضي ساعاتٍ عدة نحدق خلالها في الشاشات، ونتصفح مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، ومشاهدة مقاطع الفيديو على «يوتيوب»، وغيرها من العروض المزعجة عبر المنصات الرقمية. لذا فإن هذا التعرض المستمر للشاشات قد يجعلنا نشعر بالقلق على صحتنا، ويدعونا إلى إيجاد الكثير من الحلول.
ومن بين هذه الحلول، القيام بما يُعرف بـ«ديتوكس الدوبامين»، الذي يتلخص في أخذ استراحة من مشاهدة التلفزيون، أو وسائل التواصل الاجتماعي، لبضعة أيام متتالية على الأقل.
ويلعب «الدوبامين»، وهو مادة كيميائية تحفز الناس على البحث عن سلوكيات ممتعة معينة، دوراً في تغذية الارتباط أو إدمان وسائل التواصل الاجتماعي. وعليه، فإن أخذ استراحة من الإطلاق المستمر لهذه المادة الكيميائية، يجعل الأشخاص يشعرون بأنهم أقل اعتماداً على وسائل التواصل الاجتماعي، بمجرد العودة إلى تصفحها مرةً أخرى، وأنهم قادرون على اكتشاف أنشطة أخرى، تُسعدهم، وتمكنهم من الإبداع والتركيز.
ورغم عدم وجود أبحاث ملموسة، حالياً، حول هذا النوع من «الديتوكس»، فإن الخبراء يتفقون على أن أخذ فترات راحة من وسائل التواصل الاجتماعي، أو وضع حدود للوقت الذي تقضينه عليها، يمكن بالتأكيد أن يحسّن صحة الشخص.
وإليكِ هنا ما قاله الخبراء حول أهمية أخذ فترات راحة من وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي والتلفزيون، وبعض القيود المحتملة لهذه الممارسة، وما تجب مراعاته قبل بدء «ديتوكس الدوبامين».
لماذا يشعر الناس بالحاجة إلى النظر إلى شاشاتهم؟
هناك العديد من الأشياء، التي لا يزال الخبراء يحاولون فهمها، مثل: كيفية تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الدماغ، وكيف يمكن لأخذ قسط من الراحة أن يؤدي بالفعل إلى رفع مستوى «الدوبامين». لكن رغم صعوبة قياس الارتباط الفعلي بـ«الدوبامين»، فإن الخبراء يتفقون على أن وسائل التواصل الاجتماعي تسبب الإدمان، كما تدفع الناس إلى تغيير سلوكهم، إذ تم تصميم العديد من منصات التلفزيون، ووسائل التواصل الاجتماعي، بطريقةٍ تجعل الأشخاص يرغبون في البقاء متصلين بالإنترنت لأطول فترة ممكنة، سواء من خلال الإشعارات المتكررة، أو فرص التمرير التي لا تنتهي أبداً.
يقول الخبراء إن العلاقات الاجتماعية أحد أقدم أشكال تعزيز الجنس البشري، ولا تزال أدمغتنا تتمتع بهذه التوصيلات والحساسية تجاه العلاقات الاجتماعية. لذا فإن وسائل التواصل الاجتماعي «تستفيد بطريقة قوية للغاية» من الرغبة الإنسانية في التواصل والشمول.
وبمجرد أن تصبح هذه السلوكيات عادات لدينا، فإنه حتى أشياء مثل: إيقاف تشغيل الإشعارات، قد لا تستطيع تقليل الوقت الذي يقضيه الشخص أمام الشاشات، حيث إن ما يقارب الـ90% من تفاعلات الهاتف الذكي، تكون بسبب المستخدِم، ولا يتم تحفيزها بواسطة إشعار.
ومع وجود «الدوبامين» في الدماغ، الذي يخبرنا بالاستمرار، فإننا نستمر في التصفح والمشاهدة، وقد قدّر أحد التقارير أن الأشخاص على مستوى العالم يقضون حوالي سبع ساعات أمام الشاشات كل يوم.
فوائد القيام بــ«ديتوكس الدوبامين»:
رغم أنه لا يوجد دليل مباشر، ولا دليل ثابت على أن «الدوبامين» يتغير ويعاد ضبطه، أثناء أخذ استراحة من مشاهدة ومتابعة مواقع التواصل الاجتماعي، فإن الأطباء يقولون: بما أن «الدوبامين» يعتمد على التحمل، فمن المحتمل جداً أن يؤدي هذا «الديتوكس» إلى تقليل الاعتماد، الذي يشعر به الشخص تجاه هاتفه. إلى جانب أن هناك عدداً من الفوائد الواضحة من قضاء وقت أقل في النظر إلى الشاشات بشكل عام. على سبيل المثال، يمكن لبعض ميزات وسائل التواصل الاجتماعي، مثل: الإعجابات والتعليقات والمتابعات، أن تعزز الصحة العقلية السلبية، لذا فإن تقليل الوقت الذي يقضيه الشخص في التطبيقات قد يجعله يشعر بالتحسن.
كما يميل الأشخاص إلى مشاهدة التلفزيون والتصفح على هواتفهم قبل الذهاب إلى السرير، لذا فإن التخلص من تلك العادات قد يعزز النوم بشكل أفضل. إضافةً إلى ذلك، يمكن أن يوفر «ديتوكس الدوبامين» المزيد من الوقت لأنشطة أو أعمال أخرى، ما يجعل الناس يشعرون بمزيد من التركيز والإنتاجية.