#مشاهير العرب
سارة سمير 22 يناير 2024
في ظهور استثنائي مُذهل، خطفت الفنانة القديرة نجاة الصغيرة الأنظار، في حفل جوائز «JoyAwards» بالمملكة العربية السعودية، ويعتبر هذا الظهور هو الأول منذ أكثر من 25 سنة للنجمة المصرية.
من نجاة الصغيرة؟
نجاة الصغيرة فنانة شهيرة في مصر والوطن العربي، وُلدت بالقاهرة في 11 أغسطس 1938، وكان لديها شغف كبير بالغناء منذ صغرها، حيث بدأت مسيرتها الفنية في ستينات القرن الماضي، واستطاعت أن تحقق نجاحًا كبيرًا في عالم الفن بمصر، والعالم العربي.
كان والد نجاة الصغيرة الخطاط الدمشقي المشهور محمد كمال حسني البابا، وهاجر إلى مصر، وعرف بيتهم باسم «بيت الفنانين»، حيث كانت شقيقتها الفنانة الراحلة سعاد حسني، وشقيقها الملحن عز الدين حسني، وشقيقها الأصغر سامي حسني عازف التشيلو.
وفي مقابلة تلفزيونية في منتصف فترة الستينات، كشفت نجاة الصغيرة تفاصيل من حياتها الشخصية، وعدد أشقائها الأشقاء، وغير الأشقاء، حيث كان لديها 10 إخوة من الأب والأم: 4 أولاد: (عز الدين، نبيل، فاروق، وسامي)، و4 بنات: (خديجة، سميرة، نجاة، وعفاف)، إضافة إلى 3 أخوات من والدها وزوجته الثانية جوهرة محمد حسن، وأخواتها هنَّ: (كوثر، سعاد، وصباح)، وجوهرة محمد حسن بعد أن انفصلت عن محمد حسني (والد نجاة وسعاد)، تزوجت بآخر وأنجبت منه 6 أولاد آخرين (ثلاثة أولاد، وثلاث بنات).
بداية نجاة الصغيرة الفنية:
انطلقت النجمة القديرة نجاة الصغيرة في عالم الفن والغناء منذ نعومة أظافرها، إذ ظهرت على الشاشة منذ الثامنة من عمرها، حيث قدمت فيلماً بعنوان «هدية» عام 1947، وحينها لفتت انتباه الكثيرين، حيث وصفها الكاتب الصحافي المصري، فكري أباظة، بأنها الطفلة الصغيرة، التي تحتاج رعاية فنية حتى يشتد عودها، وتصبح موهبة مميزة في تاريخ مصر، وبالفعل هذا ما حدث.
وتبنى الفنان الراحل محمد عبدالوهاب موهبة نجاة الصغيرة، حيث شجعها على تقديم أنواع مختلفة من الفن، خاصة الغناء، بالإضافة إلى تشجيع والدها الذي دربها على الغناء في سن الـ19، وانطلقت في تقديم الأغنيات الشهيرة خلال ذلك الوقت، وبالتحديد أغاني «كوكب الشرق» أم كلثوم في الحفلات العامة، وكان لنجاة صوت رائع وقدرة فريدة على التعبير عن العواطف من خلال الأغاني، لذلك اشتهرت بأداء الأغاني الرومانسية والحزينة، التي تلامس قلوب الجمهور.
واستطاعت نجاة الصغيرة أن تثبت نفسها كإحدى أبرز الفنانات في مصر والعالم العربي، وحققت شهرة واسعة بفضل موهبتها الاستثنائية، وأدائها المتميز، فقدمت العديد من الألبومات الناجحة، وحققت نجاحاً كبيراً في الحفلات المباشرة. وبعد هذه المرحلة، قدم لها الشاعر الشهير مأمون الشناوي أغنية بعنوان «اوصفولي الحب»، وكانت هذه الأغنية بمثابة انطلاقة حقيقية لنجاة، وأصبح لديها فريق عمل تحقق معه الكثير من النجاح منهم: كامل الشناوي، وفكري أباظة، ومحمود الشريف، وشقيقها عز الدين.
كما تعاونت نجاة مع الكثير من الملحنين على رأسهم «موسيقار الأجيال» محمد عبدالوهاب في الأغنية الشهيرة «كل دا كان ليه»، بالإضافة إلى حلمي بكر، وسيد مكاوي، وبليغ حمدي، وكمال الطويل، ومحمد الموجي، وهاني شنودة.
لقبها الصغيرة:
نجاة الصغيرة كانت تعتبر رمزًا للأنوثة والجمال في العالم العربي، كانت تلقب بـ«الصغيرة» نسبةً لقامتها القصيرة، لكن صوتها الجميل كان أكبر من قامتها، لقد أثرت نجاة الصغيرة في أجيال عدة من الجمهور، وكانت قدوة للكثير من الفتيات الطموحات، وظلت أغاني نجاة الصغيرة تلامس قلوب الجمهور، وتحمل في طياتها العديد من الرسائل العاطفية والاجتماعية، وكانت قادرة على نقل المشاعر والأحاسيس بطريقة فريدة ومثيرة للإعجاب.
حياة نجاة الصغيرة الخاصة:
كانت تفضل الفنانة القديرة، نجاة الصغيرة، أن تصبح حياتها الشخصية بعيدًا عن أعين الإعلام والصحافة، لكن المعروف أنها تزوجت مرتين: الأولى كانت في سن مبكرة، وكانت بعمر 17 عامًا، حيث تزوجت من كمال منسي صديق شقيقها، وانفصلت عنه بعد حوالي 5 سنوات، ثم تزوجت مرة أخرى بعد 7 سنوات من زوجها الثاني المخرج حسام الدين مصطفى، لكنها انفصلت عنه بعد فترة قصيرة من الزواج أيضاً، لتقرر أن تكرس حياتها لتربية طفلها الوحيد «وليد» من زوجها الأول، والتفرغ للعمل والغناء.
في عام 2002، قررت نجاة الصغيرة الاعتزال تمامًا. ومنذ عام 2006 لم تظهر على الشاشة ولا الأماكن العامة والحفلات، وظلت تعيش بين القاهرة ولندن لفترة من الوقت. وفي عام 2014، تعرضت لوعكة صحية سافرت على إثرها إلى ألمانيا لتلقي العلاج، وظهرت في مكالمة هاتفية عبر إحدى القنوات الفضائية، لتطمئن جمهورها عليها. وفي عام 2015، رفضت نجاة عروضاً نقدية كبيرة من قنوات تلفزيونية، تريد منها المشاركة في مسلسل تلفزيوني مقترحاً عن أختها سعاد حسني.
عودة نجاة الصغيرة:
عادت نجاة الصغيرة عام 2017 إلى الساحة الفنية، بعد اعتزال لسنوات طويلة، وقدمت أغنية «كل الكلام» من كلمات عبدالرحمن الأبنودي، وألحان طلال، وقدمتها بطريقة الفيديو كليب، لكن اللقطات التي ظهرت فيها بالكليب كانت من مشاهد قديمة لها.
ولم تظهر نجاة الصغيرة منذ ذلك الوقت، وخلال السنوات الماضية، قيل إنها تقضي معظم وقتها بين القاهرة والسعودية، وترفض الظهور الإعلامي تمامًا، حتى فاجأت الجميع بظهورها أول أمس في حفل جوائز «JoyAwards».
الإرث الفني لنجاة الصغيرة:
بعد مسيرة فنية حافلة استمرت لعقود، تركت نجاة الصغيرة إرثاً فنياً ضخماً، إذ قدمت العديد من الألبومات الناجحة والأغاني الخالدة التي تعتبر مرجعاً للموسيقى العربية، كما شاركت في العديد من الأفلام والمسلسلات التلفزيونية، حيث أظهرت موهبتها الفنية المتعددة.
إرث نجاة الصغيرة الفني يعتبر جزءًا لا يتجزأ من تاريخ الفن العربي، أغانيها لا تزال تحظى بشعبية كبيرة حتى اليوم، وتُعتبر أعمالها الفنية مرجعًا للعديد من الفنانين الجدد، ومن أبرز أعمالها ما يلي:
الأغنيات:
- «اوصفوا لي الحب».
- «سمارة».
- «أيظن».
- «حبيبي سامعني».
- «عاليادي».
- «أنا بعشق البحر».
- «عيون القلب».
- «متى ستعرف كم أهواك».
- «القريب منك بعيد».
الأفلام:
- «هدية» عام 1947.
- «محسوب العائلة» عام 1950.
- «بنت البلد» عام 1954.
- «غريبة» عام 1958.
- «الشموع السوداء» عام 1962.
- «شاطئ المرح» عام 1966.
- «سبعة أيام في الجنة» عام 1969.