#تكنولوجيا
زهرة الخليج - الأردن 9 يناير 2024
بعد انتشار الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية، حذر الكثير من اختصاصيي التنمية البشرية والإشراف التربوي والصحة النفسية، من تعلق الأطفال بها، لما لها من تأثير كبير في حركتهم، وتفضيلهم البقاء لساعات طويلة مع أجهزتهم لممارسة الألعاب، والاطلاع على نطاقات جديدة وغريبة عليهم في نفس الوقت، خشية إصابتهم بالوحدة والاكتئاب، وعدم القدرة على الاعتماد على النفس، فضلاً عن انفصالهم عن العالم الخارجي.
لكن يبدو أن تلك التحذيرات ستبدو بسيطة، أمام خشية ولوج الصغار عالم الذكاء الاصطناعي، الذي بات يسهّل أمامهم الوصول إلى أشياء لا تخطر على البال، وقد تتسبب لهم في الأذى النفسي أو الجسدي أو العصبي، وحتى الانسلاخ عن الواقع المعيش.
تأثيرات الذكاء الاصطناعي:
في نهاية عام 2022، تفاجأ العالم بالتطور الكبير الذي بلغته تقنيات الذكاء الاصطناعي، ومع ظهور تقنية (Chat GPT)، بات القلق يلاحق الآباء حول مستقبل التعليم في ظل تخلي الأطفال عن الكتابة على الدفاتر والأوراق، والاستعاضة عن ذلك بالكتابة على الأجهزة اللوحية، التي صارت تحتل أكثر من 90% من وقتهم اليومي.
تنشأ مخاوف الآباء من القدرات الخارقة، التي تتمتع بها تقنيات الذكاء الاصطناعي، لدرجة تبدو كأنها تحاكي البشر، الأمر الذي قد لا تستوعبه عقول الصغار، التي هي أساساً غير مهيأة لاستقباله، خاصة في ظل التفاوت التعليمي الذي يتلقونه في مدارسهم، وبين التقنيات العلمية والرقمية والتكنولوجية التي يتعاملون معها، فروبوتات الدردشة والذكاء الاصطناعي التوليدي، التي تعد برنامجاً حاسوبياً يجعل الأشياء تبدو كأنها من صنع البشر، موجودة منذ الستينات. لكن، خلال السنوات الماضية، لوحظ التوسع السريع في حجم قواعد بيانات الذكاء الاصطناعي، والاستثمارات المالية الضخمة في هذه التقنيات، والمزيد من التعليمات البرمجية المبتكرة.
نصائح مهمة:
لذا من المهم اتباع مجموعة من النصائح لحماية الأطفال من سيطرة الذكاء الاصطناعي على تفكيرهم وحصرهم به، من خلال إرشاد الأطفال للتعامل مع كل معلومة يقدمها لهم الذكاء الاصطناعي، بمبدأ الشك واليقين، ومن خلال منح الطفل مساحة للتأكد من المعلومة التي يتلقاها، إما من خلال المراجع العلمية المتخصصة في الموضوع المطلوب، أو من خلال البحث في شبكة الإنترنت عن أصل المعلومة.
ومن المهم جداً، والضروري، تحذير الصغار من روبوتات الدردشة، التي تحاكي البشر كأنها إنسان حقيقي، فترك الطفل يواجه روبوت ذكاء اصطناعي، تمت تغذيته بمليارات المعلومات في شتى المواضيع، خطير جداً، وقد يؤثر في طريقة تفكير الطفل، في حال اقتنع بما يتم الحديث عنه، في أمور الدين والدنيا والسياسة والعلاقات الاجتماعية، وما إلى ذلك.
كما أن الصور ومقاطع الصوت والفيديوهات، التي يعرضها الذكاء الاصطناعي، قد تكون خطيرة على الأطفال، إذ يمكن أن يستغل الذكاء الاصطناعي صورهم وأصواتهم، ويقوم بمعالجتها في أماكن أخرى، قد تؤذيهم مستقبلاً.