نساء غيرن العالم.. إنجازات في مختلف المجالات

#منوعات

سارة سمير 8 مارس 2025

في الثامن من مارس كلَّ عام، يحتفي العالم بالمرأة، ليس ككائن ضعيف يحتاج إلى حماية، بل كشريك فاعل في بناء المجتمع، ومحرك أساسي للتنمية والتقدم. في هذا اليوم، نتأمل مسيرة طويلة من النضال والتضحيات، مسيرة خطّت فيها المرأة اسمها بأحرف من نور في سجل التاريخ، وغيّرت خلالها شكل العالم، وحطمت الحواجز، وتحدت التوقعات من خلال أحلامها وطموحاتها، التي فاقت الحدود. فمنذ قديم الأزل، شاركت النساء في العديد من الإنجازات، بل كن القوى الدافعة وراء التغييرات القوية، وبالتحديد الخاصة بالمرأة، بشكل عام.

فمن ناشطات حق المرأة في التصويت، وناشطات الحقوق المدنية، إلى المخترعات والعلماء وقادة العالم، تحدت هؤلاء النساء الوضع الراهن، ومهدن الطريق للأجيال القادمة.. إليكِ بعضاً من أبرز أسماء النساء اللواتي غيرن العالم بإنجازاتهن.

نساء حققن إنجازات رائدة في العالم:

1. فاطمة الفهري:

فاطمة الفِهري، أو فاطمة بنت محمد الفهري القيرواني، شخصية تاريخية بارزة من القرن التاسع الميلادي، مشهورة بتأسيس جامعة القرويين في فاس بالمغرب عام 859م، وتُعتبر الجامعة أقدم مؤسسة تعليمية في العالم تقدم التعليم العالي بشكل مستمر حتى اليوم.

وُلدت فاطمة الفهري في القيروان (تونس حالياً) في أسرة عربية ثرية، ثم انتقلت لاحقاً إلى فاس، وكانت عائلتها معروفة بالثراء والتقوى، وقد ورثت فاطمة ثروة كبيرة بعد وفاة والدها وزوجها، فاختارت استثمارها في بناء مسجد القرويين، الذي تحول بعد ذلك إلى جامعة.

وبفضل رؤيتها الطموحة، لم يكن مسجد القرويين مجرد مكان للعبادة، بل أصبح مركزاً علمياً جذب العلماء والطلاب من مختلف أنحاء العالم الإسلامي وأوروبا، وتخرجت فيه شخصيات بارزة، مثل: ابن خلدون، والإدريسي، والطبيب موسى بن ميمون، والطبيب أبو الوليد بن رشد، وابن باجة.

2. إيميلين بانكهورست:

إيميلين بانكهورست كانت ناشطة بريطانية بارزة في مجال حقوق المرأة، واشتهرت بدورها القيادي في حركة المطالبة بحق المرأة في التصويت بالمملكة المتحدة، وأسست الاتحاد الاجتماعي والسياسي للمرأة (WSPU) عام 1903، وهو من أكثر المنظمات النسوية تأثيراً في التاريخ.

وقد أسست (WSPU) مع شعارها الشهير «الأفعال.. لا الأقوال»، واتخذت المنظمة نهجاً أكثر راديكالية، مقارنة بالحركات النسوية الأخرى في هذا الوقت، حيث لجأت إلى التظاهرات، والإضرابات عن الطعام، وتحطيم النوافذ، وحتى الحرق المتعمد للممتلكات؛ للضغط على الحكومة البريطانية لمنح النساء حق التصويت.

ولا تزال إيميلين بانكهورست رمزاً في تاريخ الحركات النسوية، وتم تكريمها بنصب تذكاري في ساحة البرلمان بلندن، كما ألهمت قصتها العديد من الأفلام والكتاب، مثل فيلم «سافرجت» (Suffragette).

3. روزا باركس:

تعد روزا باركس ناشطة أميركية بارزة في مجال الحقوق المدنية، حيث اشتهرت بدورها في إنهاء الفصل العنصري، عندما رفضت التخلي عن مقعدها في الحافلة لرجل أبيض، حيث كانت القوانين تفرض على السود الجلوس في المقاعد الخلفية، وإفساح المجال للبيض عند امتلاء الحافلة، وعندما طلب منها السائق التخلي عن مقعدها لرجل أبيض، رفضت بهدوء وثبات.

هذا الرفض أدى إلى اعتقال روزا باركس وتغريمها، لكن الحدث أثار مقاطعة حافلات «مونتغمري»، التي استمرت لأكثر من عام، وكان من أول الاحتجاجات الجماعية ضد الفصل العنصري.

4. بيولا لويز هنري:

بيولا لويز هنري مخترعة أميركية بارزة، حصلت على 49 براءة اختراع، وسجلت 110 ابتكارات، ما جعلها واحدة من أكثر النساء إنتاجاً في مجال الاختراعات خلال القرن العشرين. وبسبب عبقريتها وابتكاراتها المتعددة، أطلق عليها لقب «الليدي إديسون»؛ نسبةً إلى المخترع الشهير توماس إديسون.

ومن أبرز اختراعاتها:

· 1912: اخترعت آلة خياطة محسنة، تعمل دون الحاجة إلى إعادة لف المكوك، ما زاد كفاءة الخياطة.

· 1924: ابتكرت آلة طباعة لا تحتاج إلى شريط حبر، وهو ابتكار مهم ساعد في تحسين الطابعات والآلات الكاتبة.

· 1932: اخترعت دمى ذات تعابير متغيرة، ما أحدث ثورة في صناعة الألعاب.

· 1950: طوّرت آليات جديدة لمظلات المطر، جعلتها أكثر متانة، وأسهل في الاستخدام.

5. فالنتينا تيريشكوفا:

فالنتينا تيريشكوفا رائدة فضاء سوفيتية، وأول امرأة تسافر إلى الفضاء، حيث قادت المركبة «فوستوك 6» في 16 يونيو 1963، وكانت رحلتها إنجازاً تاريخياً، جعلها رمزاً عالمياً للنساء في مجال الفضاء. دارت فالنتينا حول الأرض 48 مرة على متن «فوستوك 6»، ما أثبت أن النساء قادرات على استكشاف الفضاء مثل الرجال، وفتح إنجازها الباب أمام رائدات الفضاء في المستقبل.

6. روزاليند فرانكلين:

روزاليند فرانكلين عالمة كيمياء وفيزيائية بريطانية، متخصصة في دراسة الأشعة السينية، وأدى دورها باكتشاف بنية الحمض النووي (DNA)، إلى إنجاز غيّر علم الأحياء، والطب إلى الأبد.

وقد أظهرت فرانكلين نبوغاً مبكراً في الرياضيات والعلوم، ودرست الكيمياء في جامعة كامبريدج، حيث تخصصت في تقنيات الأشعة السينية لدراسة المواد على المستوى الذري، وأثناء عملها في «King's College London» عام 1951، استخدمت فرانكلين تقنيات الأشعة السينية؛ لالتقاط صور لتركيب الحمض النووي، وصورتها الشهيرة «الصورة 51» أظهرت، بوضوح، أن الحمض النووي له بنية لولبية مزدوجة، وهو ما كان المفتاح لفهم كيفية تخزين ونقل المعلومات الوراثية.

7. جين أوستن:

الكاتبة الإنجليزية، جين أوستن، من النساء اللواتي غيّرن تاريخ المرأة في الكتابة والأدب، فهي تُعد واحدة من أعظم الروائيات في التاريخ الأدبي، واشتهرت برواياتها التي تناولت الحياة الاجتماعية، والزواج، والمرأة في المجتمع الإنجليزي، خلال أواخر القرن الثامن عشر، وأوائل القرن التاسع عشر، بأسلوب يجمع بين السخرية، والرومانسية، والذكاء الحاد.

ورغم أن روايات جين أوستن كانت تُنشر في البداية من دون اسمها، فقد أصبحت اليوم من أكثر الأدباء قراءةً وتأثيراً في العالم، وتحولت رواياتها إلى أفلام ومسلسلات ناجحة، مثل فيلم «Pride and Prejudice»، ومسلسل «Emma».