#صحة
زهرة الخليج - الأردن 3 نوفمبر 2023
كثير من الناس تنتابهم موجات من الأرق، فمنهم من تصاحبه أعراض مرضية، ومنهم من يصاب بالأرق نتيجة النوم نهاراً، أو شعورهم بالتعب والإرهاق أثناء فترات العمل، ما يحول الليل من مساحة للاسترخاء إلى معاناة زمنية من التقلب في الفراش، دون الوصول إلى نتيجة يبحثون عنها، وهي النوم.
وكثيرة هي النصائح التي يسمعها المصابون بالأرق، مثل: تقليل تناول الكافيين، وعدم الاستغراق في النوم خلال القيلولة، أو محاولة النوم في أجواء مهيئة، وسماع الموسيقى الهادئة، لكن لايزال هناك أشخاص يتعبهم الأرق، رغم استخدام جميع الوسائل، ومنها أدوية النوم التي يصفها الأطباء لهم.
علاج سلوكيات النوم:
يقول موقع «Science Alert»، المختص بالقضايا الصحية في تقرير له، إن أعراض الأرق الطبيعية تستمر لأيام عدة فقط، وتختفي بزوال مسبباتها، لكن إذا استمرت حالة الأرق لأكثر من شهر، هنا يجب أن يخضع الشخص لعلاجات تركز على أنماط النوم وسلوكياته، بعيداً بشكل أكيد عن العلاجات الطبية، التي تعتمد على الأدوية، والتي لا ينصح بها الأطباء عادة.
ومرحلة العلاج السلوكي، التي يشير إليها الموقع، تمتد من 4 إلى 8 أسابيع، وتتضمن معلومات تثقيفية حول النوم، وعلاجات نفسية وسلوكية، هدفها معالجة الأسباب الكامنة وراء الأرق على المدى الطويل.
ويمكن القيام بهذه الوصفة العلاجية، التي تعتمد بشكل أساسي على الالتزام بتناول طعام غذائي صحي، والالتزام بالوقت المحدد للعمل وللنوم وللاسترخاء وللعلاقات الاجتماعية، من خلال الخضوع لها مع مختص بمجال العلاج السلوكي المعرفي، فردياً أو ضمن مجموعة، أو حتى من خلال التقاء المعالج عبر تقنيات الاتصال عن بُعْد.
نسبة النجاح:
وبحسب دراسة، يؤكدها موقع «مايو كلينك»، أيضاً، فإن العلاج السلوكي المعرفي يحقق نجاحاً مع ما نسبته 80% من الأشخاص الملتزمين به، ويستمر التحسن معهم لمدة تصل إلى عام كامل، يبدؤون بعده العودة إلى حياتهم بشكل طبيعي.
ما سبق، يتعلق بصورة أساسية بالأشخاص الطبيعيين، الذين لا يعانون أي أمراض مزمنة، بل يتعرضون للأرق بسبب عوامل طبيعية، مثل: النوم نهاراً، وتناول الكافيين بنسبة عالية.
لكن المرضى الذين يعانون مرض انقطاع التنفس الانسدادي أو الاكتئاب، فتجب عليهم مراجعة طبيب مختص بأمراض النوم، للتيقن من وجود أسباب أخرى، قد تكون جسدية، مثل الشعور بالألم عند الاسترخاء، أو أن يكون الشخص يعمل وفق نظام الورديات الثلاث: (صباحي، ومنتصف النهار، وليلي)، إذ يقود هذا النظام العوامل الأخرى المتعلقة بالأرق. وهنا، يجب اللجوء إلى طبيب مختص بأمراض النوم، لوضع جدول زمني، يمكّن الشخص من النوم براحة تامة، رغم تفاوت مواعيد ساعات عمله.