#تنمية ذاتية
زهرة الخليج - الأردن 20 أكتوبر 2023
يشعر بعض الناس بأنهم محاطون بالطاقة السلبية، نتيجة الضغوط التي يتعرضون لها، سواءً في بيئة العمل، أو المنزل، أو عبر علاقاتهم الاجتماعية، أو حتى من خلال ما يتابعونه من مجريات الأخبار على هواتفهم الذكية، في ظل أن معظم الأشخاص يعيشون فعلاً في تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي.
وقد يخيل للبعض أنهم ورثوا هذه الطاقة السلبية، لدرجة ظنهم أنهم غير قادرين على التخلص منها، أو أنهم توارثوها بالجينات من عائلاتهم. لكن الشخص الوحيد القادر على التخلص من الطاقة السلبية التي تنبع بداخله، هو ذاته، فعليه أن يفكر ملياً في ما يحيط به من أسباب، والسعي للتخلص منها حتى ينعم بإيجابية، تنعكس على حياته وطريقة تفكيره.
هناك أنواع عدة من الطاقة السلبية التي تصيب الناس عادة، حيث يرى أخصائيو علم النفس أن ردود الفعل، التي تظهر على الأشخاص المصابين بالسلبية تدل، بشكل أو بآخر، على مقدار الطاقة السلبية التي ينغمسون بها.
ومن أبرز أنواع الطاقة السلبية التي تصيب الناس «طاقة البيئة»، فالإنسان قد يشعر بالراحة حال وجوده في أماكن معينة كالحدائق والمسابح ودور العبادة، وقد يشعر بالضيق و«خنقة الصدر» في أماكن أخرى، كالحفلات الصاخبة أو منزل صديق معروف بعصبيته أو داخل حدث كبير، كله حزن وموت وفقدان.
أيضاً هناك «طاقة الذات السلبية»، التي تؤثر في مزاجية الشخص، فالحديث السلبي عما يمر به الشخص ذاته مع نفسه، يفجر أنهاراً من الكآبة، ما يؤثر على الصحة العقلية والانسجام مع الذات.
ومن أهم العلامات التي تدل على أنك تعيشين في طاقة سلبية «عدم تقبل النقد»، و«الشكوى المتواصلة من كل شيء، حتى لو كان بسيطاً»، و«الشعور بالمرض والخمول»، و«عدم القدرة على النوم».
وحتى يستطيع الإنسان التخلص من طاقته السلبية، وإحلال الطاقة الإيجابية مكانها، عليه أولاً التقرب روحياً في العبادات، وإبقاء أي مشكلة تواجهه في البيت أو العمل أو مع الأصدقاء في مكانها، والسعي لحلها فوراً، وعدم تركها تتفاقم.
إضافة إلى تقليل وجوده في الأماكن التي تكثر فيها الشكوى، والتعامل بفطنة مع المشكلات التي يحاول أن يصدرها لك الآخرون، والنوم لمدة 8 ساعات على فراش وثير، وعدم اللهو بالهاتف قبل النوم وتصفح صفحات الأخبار.
وبحسب الخبراء، إن التفكير الإيجابي لا يعني تجاهل مواقف الحياة المزعجة، بل هو التعامل مع المواقف المزعجة بطريقة أكثر إيجابية وإنتاجية، واعتقاد أن الأفضل سيحدث، وليس الأسوأ.
ويبدأ التفكير الإيجابي، دائماً، بالحديث مع النفس، وهو تدفق ليست له نهاية من الأفكار الخفية التي تجري في رأسك، وقد تكون تلك الأفكار التلقائية إيجابية أو سلبية، ويكون بعض حديثك مع النفس نتاجاً للعقل والمنطق، وقد يأتي حديث آخر إلى النفس نتيجة مفاهيم خاطئة، تشكلت لديك بسبب نقص المعلومات، أو توقعات ناتجة عن أفكار مسبقة عما قد يحدث.