#منوعات
سارة سمير 11 أغسطس 2023
في السنوات الأخيرة، أصبحت الاستدامة موضوعاً شائعاً في جميع المجالات، بما في ذلك صناعة الجمال. وتتعلق الاستدامة بتلبية احتياجات الجيل الحالي بطريقة لا تؤثر في القدرة على تلبية احتياجات الأجيال القادمة. وفي عالم الجمال، تشير الاستدامة إلى استخدام مواد وعمليات تصنيع وتعبئة تحسن البيئة، وتقلل الآثار السلبية عليها.
ومع تأثير صناعة الجمال على البيئة والصحة العامة، أصبح الكثير من الشركات، ومصنعي منتجات التجميل، يلجؤون إلى أفكار وأساليب جديدة من أجل الحفاظ على البيئة، وتعزيز مفهوم الاستدامة. وعلى الرغم من عدم انتشار الفكرة بشكل شائع، فإن هناك عدداً لا بأس به من الشركات الكبرى والصغرى، التي تنتهج نظام الاستدامة في صناعتها.
تأثير صناعة التجميل في البيئة:
تمتلك صناعة التجميل تأثيراً كبيراً على البيئة والصحة العامة، وتعتبر هذه الصناعة من أكثر الصناعات تلوثًا في العالم، ومن هذا المنطلق فإنه يجب علينا التفكير في الطرق، التي يمكن أن نحد بها من تأثير هذه الصناعة على البيئة.
1. استهلاك الموارد الطبيعية:
تتطلب صناعة التجميل الكثير من الطاقة والموارد الطبيعية، مثل: الكهرباء والماء، ويؤدي ذلك إلى استنزاف هذه الموارد وتلوثها، ويحتاج الكثير من الأشخاص إلى المزيد من المنتجات التجميلية، ما يعني المزيد من الاستهلاك الزائد، وتلوث البيئة.
ومع ذلك، هناك خيارات أكثر استدامة، يمكن اتباعها عند استخدام منتجات التجميل، ويمكن استخدام المنتجات العضوية، التي تستخدم المكونات الطبيعية والصديقة للبيئة، وهذه المنتجات تستخدم الموارد بشكل أكثر فاعلية، ويتم إنتاجها بحيث تكون أقل تأثيراً على البيئة.
2. التلوث:
تعتبر صناعة التجميل مصدرًا رئيسيًا للتلوث، حيث تستخدم مواد كيميائية خطيرة، وتسبب تلوث المياه والهواء، وتعتبر بعض المواد الكيميائية التي تستخدم في تصنيع المنتجات التجميلية مسرطنة، وتؤثر في صحة الإنسان والحيوانات والنباتات.
ويمكن تحسين هذا الوضع عن طريق استخدام المواد الطبيعية والمستدامة في صناعة منتجات التجميل، إذ تساعد على تقليل التلوث، وتحسين جودة الهواء والمياه.
3. إعادة التدوير والتخلص من المنتجات:
تتطلب صناعة التجميل إعادة تدوير والتخلص من المنتجات بشكل صحيح، وليس برمي العلب والزجاجات والأنابيب الفارغة في القمامة، وإنما إعادة استخدامها بشكل يضمن حماية البيئة.
4. الانبعاثات الكربونية:
تحتفظ مستحضرات التجميل بالمنتجات والمركبات العضوية المتطايرة، التي تعد من أهم ملوثات البيئة، والتي تتمثل في إطلاق انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، بالإضافة إلى المكونات المشتقة من الوقود الأحفوري المستخدم أيضاً في مستحضرات التجميل، وبالتحديد في عمليات التعبئة، ما يزيد معاناة البيئة.
5. القسوة على الحيوان:
واحد من مخاطر إنتاج مستحضرات التجميل، هو التجربة على الحيوانات، التي تعد تصرفاً غير إنساني، لذلك تنادي جميع جمعيات حقوق الحيوان والمنظمات الحقوقية بالتوقف عن هذه العملية غير المبررة، واعتماد طرق أخرى في تجربة المنتجات، بدلاً من تعريض الحيوانات للمواد الكيميائية الضارة.
كيفية اعتماد الاستدامة في عالم الجمال:
1. استخدام المواد الطبيعية:
يعد استخدام المواد الطبيعية والعضوية إحدى الطرق المهمة لتحقيق الاستدامة في صناعة الجمال، حيث إن المواد الطبيعية تتحلل بشكل أسرع، وتتفاعل بشكل أفضل مع البيئة، ما يقلل الآثار السلبية لصناعة الجمال على البيئة. بالإضافة إلى ذلك، إن استخدام المواد الطبيعية يقلل استخدام المواد الكيميائية الضارة، التي قد تلحق ضرراً بالبيئة والصحة الإنسانية، وبهذا الشكل يمكن تحقيق التوازن بين صناعة الجمال وحماية البيئة.
2. الحد من النفايات وإعادة التدوير:
يحرص العديد من الشركات المصنعة للمنتجات الجمالية على تقليل النفايات، وإعادة تدوير المواد في تصنيع منتجاتها، وتعتبر إعادة التدوير طريقة فعالة للحد من النفايات البلاستيكية والمعدنية والورقية، وعندما تتم إعادة تدوير المواد، يتم تحويلها إلى مواد جديدة، وبالتالي تقليل الحاجة إلى استخدام المواد الخام، وتحفظ الموارد الطبيعية، وتحمي البيئة، ويمكن إعادة تدوير المنتجات الجمالية، مثل: زجاجات الشامبو والماسكات وأدوات المكياج.
3. تعزيز التوعية بالاستدامة:
يشجع العديد من شركات الجمال على التوعية بالاستدامة عند عملائها والمجتمع بأكمله، ويمكن تحقيق ذلك من خلال توفير المعلومات حول المنتجات الصديقة للبيئة، وكيفية التخلص من المنتجات الجمالية بطريقة صحيحة، وبذلك يمكن تحفيز الناس على شراء المنتجات الصديقة للبيئة، وتحسين السلوكيات الاستهلاكية.
4. تأثير الاستدامة في صناعة الجمال:
تؤثر الاستدامة في صناعة الجمال محلياً وعالمياً، وتحتاج صناعة الجمال إلى إدارة مستدامة للموارد الطبيعية، وصنع منتجات صديقة للبيئة والصحة الإنسانية، بالإضافة إلى ذلك إن صناعة الجمال تحتاج إلى تطوير أساليب جديدة للإنتاج، وتحسين التواصل مع المستهلكين، ومن خلال تحقيق الاستدامة يمكن تحقيق التوازن بين صناعة الجمال وحماية البيئة والصحة الإنسانية.