أسامة ألفا الأحد 23 ابريل 2023 10:45
بأسلوبها الهادئ البعيد عن الانفعالات الزائدة، وأدائها الراقي المتزن، واختياراتها الفنية الدقيقة، خلال مسيرتها الممتدة منذ ربع قرن; استطاعت أن تحجز لنفسها مكاناً في صفوف النجومية الأولى بالدراما الخليجية، لا ينافسها فيها أحد، فأدوارها متنوعة، وتشكل علامة مضيئة في الدراما; فهي العاشقة والمعشوقة، وسيدة الأعمال المسيطرة والشريرة، والأم البسيطة، والزوجة المتسلطة، والأخت الحنونة.. إنها النجمة البحرينية هيفاء حسين، التي تفتح قلبها - عبر هذا الحوار مع «زهرة فن» - لتكشف عن رؤيتها الخاصة لما وصلت إليه الدراما الخليجية، وتفاصيل عن حياتها وآخر أعمالها:
* بداية.. ما تحضيراتك لموسم رمضان 2023؟
- هناك ثلاثة مسلسلات سترى النور في الشهر الفضيل، فأنا الآن أصور مسلسل «طوق الحرير» من تأليف منى النوفلي، وإخراج أحمد المقلة، وإنتاج الفنان أحمد الجسمي وشركة «جرناس». والعمل الثاني مسلسل تراثي من تأليف جمال صقر، وإخراج تامر إسحاق، وهو من إنتاج تلفزيون أبوظبي. ولديَّ عمل ثالث انتهيت من تصويره في ديسمبر الماضي في الكويت، وهو من تأليف وإنتاج مشاري حمود العميري، وإخراج محمد الطوالة.
* تقدمين ثلاثة أعمال هذا العام.. ما رأيك في ما تقدمه الدراما الخليجية؟
- بالنسبة لي أفضل أن أختفي وألا أظهر، إذ أختار أفضل ما يعرض عليَّ. لكن الدراما اليوم ليست كالسابق، فلدينا أزمة نصوص حقيقية، فالكتابات ضعيفة، وهذا ما أواجهه من صعوبة عند اختياري للعمل، وقد يرى البعض هذا الأمر غروراً مني، ولكن يجب أن أوجد بالمستوى ذاته، والمبدأ ذاته الذي تعودت عليه، ولا أستطيع أن أكسر القاعدة لمجرد الوجود فقط، فقد أختفي سنتين أو ثلاثاً، ثم أخرج بعمل قوي لديه قيمة. وهذا العام في رمضان أجمع بين ثلاثة أعمال، وقد مضى وقت طويل منذ أن جمعت 3 أعمال في عام واحد، وكنت أنوي تقديم عملين فقط، لكن العمل الذي صورته في الكويت كانت مدة تصويره مناسبة، ولم أتعرض لضغوط حتى انتهائي منه، لكنَّ العملين اللذين أصورهما في الإمارات أشعر بضغط كبير لإنجازهما، وهذه أول مرة منذ أن بدأت عملي بالتمثيل أصور عملين معاً، ولم أدخل في متاهة كهذه من قبل، لكن ما جعلني أتحامل على نفسي هو العمل مع أحمد المقلة، كما أن الدور جميل ومؤثر جداً.
* هل أنت راضية عما تقدمينه، خاصة أدوارك الأخيرة؟
- أنا أختار أفضل ما يعرض عليّ، لكن الرضا الكامل ليس كالسابق. بصراحة أرى الوضع الفني في أزمة، فمنذ عام 2000 إلى 2010 كانت هذه الفترة الذهبية للدراما، وفي هذه الفترة تحديداً كانت لدينا إنتاجات ضخمة، وأعمال مهمة، وكل عمل أقوى من الآخر. أما اليوم فالأعمال كثيرة، لكن لا يوجد تنافس بين الأعمال لضعفها. وبالنسبة للرضا لست راضية، لكن أحاول أن أجتهد وأعمل على الدور الذي أقدمه، حتى لو كان النص ضعيفاً ولا يرضي طموحي، إذ أعدّل في الحوارات، وأجتهد في تفاصيل الدور.
منصات.. ومحطات
* هل المنصات، والأعمال الدرامية التي تعرض خارج الموسم الرمضاني، تساعد أم تصعب عليكم المهمة؟
- المحطات لها جمهورها، والمنصات لها جمهورها، واليوم إذا تكلمنا عن الفئة التي تتابع المنصات فهي الفئة الأكبر من الشباب، وهم الأنشط على المنصات في المتابعة، وليست هناك صعوبة، لكن أصبح هناك خيار آخر عبر المنصات، وهي أسهل للمشاهد حتى لو كان وقته ضيقاًَ، فإنه يستطيع المتابعة في وقت فراغه، ويشاهد المسلسل الذي يحبه، بينما المحطات تقيد الناس ببرامجها، ولا أجد الموضوع صعباً.
* ما نوعية المسلسلات التي تفضلين مشاهدتها؟
- لا أتبع هوية معينة، فالمسلسل الجيد يفرض نفسه، سواء كان لبنانياً أو سورياً أو مصرياً أو خليجياً، ما يهمني أن يكون العمل جذاباً، دون الالتفات إلى أي تفاصيل أخرى.
* ما آخر عمل لفت انتباهك؟
- آخر عمل لفت انتباهي لم يعرض في رمضان وكان للفنانة هدى حسين، فهذه الفنانة أيقونة الفن الخليجي، وليس لها منافس، فمن بعد سعاد عبدالله وحياة الفهد نستطيع أن نقول إنها تتسيد الساحة الخليجية اليوم، وبالنسبة لي شخصياً هي قدوتي.
* لماذا لم نشاهدكما في عمل واحد؟
- لم يعرض عليّ هذا التعاون، ولو عُرض عليّ العمل معها وطلبتني، لن أتردد لحظة واحدة.
أثر الزواج
* أنت زوجة الفنان الإماراتي حبيب غلوم، ولديكما توأم.. هل هذا الزواج أفادك أم أضرك فنياً؟
- قد يقول كثيرون إنني بمجرد أن تزوجت من حبيب قلَّ ظهوري، والسبب الحقيقي في قلة ظهوري أنني أبحث عن أعمال جيدة. تكلمنا عن الفترة الذهبية للأعمال الدرامية، وقتها كنت أعمل أكثر; لأنه كانت تتوفر فرص جميلة، كانت تأتيني أعمال لا يمكنني رفضها، وكان لدينا إنتاجات أضخم من الآن. لكن منذ عام 2010 حتى اليوم أصبح هناك تراجع، وأصبح الإنتاج تجارياً أكثر، وكثير من المنتجين أصبحوا يقدمون أعمالاً تجارية ضعيفة. زواجي من حبيب لم يؤثر سلباً، فقد اقترحت عليه إنشاء شركة إنتاج فني هي «سبوت لايت»، ومن خلال هذه الشركة نقدم أعمالاً تتناسب مع توجهاتنا وفكرنا، وظهوري قلَّ بسبب الوضع العام للدراما، إذ لم يعد بإمكاني الاختيار كالسابق.
* هل تتشاوران في الأدوار التي تقدمانها؟
- أحياناً نعم، وبالذات عندما يعرض عليّ عمل يكون قد قرأ السيناريو الخاص به، وقتها تكون هناك فرصة لمناقشة النص، وعندما لا نقرأ نصوص بعضنا لن يكون لدينا وقت للمناقشة، ولكن نناقش مثلاً المخرج إذا كان متميزاً، أو مجموعة الفنانين المبدعين.. أي تفاصيل العمل عامةً.
* من خلال شركتكما.. هل من الممكن منح الفرص للوجوه الشابة من الفتيات؟
- طبعاً، فقد شارك أكثر من وجه جديد في إنتاجاتنا، وأبوابنا مفتوحة دائماً للجميع.
* اليوم.. ما الدور الذي تحلمين به؟
- أنا لا أحلم بدور معين، أو شخصية معينة، لكنني أتمنى ألا أقف عند نوعية واحدة من الشخصيات، فكلما كان لدينا تنويع كلما أتيحت لي الفرصة لإخراج أدواتي الإبداعية المخفية.
بين الأمومة والعمل
* قبل أيام احتفل العالم باليوم العالمي للمرأة.. كامرأة وفنانة خليجية، كيف تنظرين إلى وضع المرأة العربية عموماً؟
- هو يوم مهم بكل تأكيد، ومن الجميل أن نخصص يوماً للمرأة، لكن الحياة لا تقتصر على يوم واحد، فنحن النساء دورنا مهم على مدار الأيام والدقائق والساعات لارتقاء مجتمعاتنا، وأتمنى أن نساهم أكثر في هذا النجاح بالمجالات المختلفة.
* بعد أيام قليلة، نحتفل بعيد الأم وأنت أم لثلاثة أبناء.. أخبريني عن الأمومة بالنسبة لك؟
- نعم.. أنا أم لثلاثة أبناء: «سعد» (21 سنة)، وتوأم (3 سنوات)، وكما قلت سابقاً عن النساء نحن كأمهات دورنا كبير جداً، وبصراحة الوضع أصبح صعباً من ناحية التربية، فأرى تفاصيل في حياتي اليومية لم أمر بها مع ابني الأول، إذ بين ولادة «سعد» والتوأمين 18 عاماً، وهذه الفترة أحدثت فجوة كبيرة في الحياة، ومن المؤكد أن فكرهم سيختلف; لأنهم يمارسون حياتهم بطريقة مختلفة عما سبق، فقد أصبحت الأجهزة الإلكترونية ألعابهم، وفكرهم أصبح منفتحاً أكثر على العالم، وإذا أردنا أن نخفي عنهم شيئاً فسيصلون إليه بسهولة. فالتعامل مع الطفل في هذا العصر صعب جداً، لذا أحاول أن أحميهم من كل شيء قد يؤثر سلباً في أخلاقهم وسلوكهم، والمجهود الذي أبذله كبير جداً، خاصة مع التوأم فهما ولدان، ويقلدان بعضهما في كل شيء.
* هل اختلفت مشاعرك عند ولادة التوأمين عن ولادة «سعد»، أم أن الأمومة ذاتها لا تتغير؟
- المشاعر ذاتها، إنما فترة رفضي الإنجاب هي التي جعلتني أحن أكثر لأن أنجب مرة أخرى. عندما أنجبت «سعد» كان عمري 19 عاماً، وأنجبت التوأم وأنا في الـ38، وهذا ليس بالأمر الهين. في ذلك الوقت كنت صغيرة، والحياة أمامي، والحياة العملية أمامي، وكنت أهرول لتطوير نفسي، وإيجاد مكانة في المجال الفني، بينما اليوم لست بحاجة إلى الهرولة كالسابق، فقد وصلت إلى جزء من طموحاتي، ومكانة معينة راضية بها، لذلك لست بحاجة لأن أغيب عن أولادي، وإحساسي بالمسؤولية تجاههم يدفعني إلى رفض أعمال عرضت عليَّ ليست بالمستوى المطلوب، لذلك أعلم أنه في عمر معين يجب أن تمنح أبناءك كل الحب والدفء إلى أن يكبروا قليلاً.