#تكنولوجيا
زهرة الخليج - الأردن 16 أكتوبر 2022
لا ينكر أحد أننا نعيش في عصر استهلاكي سريع، متطلباته لا تنتهي ولا تتوقف. فقلة الوقت وساعات العمل الطويلة، لم تعد تترك فراغاً طويلاً للآباء للاهتمام أكثر بأبنائهم، خاصة إن كانت الأم تعمل لتوفير مستلزمات الحياة الكريمة للعائلة. ووسط ذلك كله، ماذا سيفعل الأبناء الذين يقضون ثلث يومهم في مدارسهم، ثم يعودون إلى منازلهم للراحة وتناول الطعام والمذاكرة؟
الساعات الفارغة التي يمكن ملؤها بالتدريب على النشاطات الرياضية أو زيارة الحدائق أو المكتبات أو القيام بنشاط عائلي خارج المنزل أو زيارة منزل الأجداد، كلها تؤجل إلى عطلة نهاية الأسبوع، ما يخلق فراغاً كبيراً قد يصل لأكثر من ست ساعات يومياً أمام الطفل، ويضطر معه الآباء للقبول أن يبقى أبناؤهم أمام شاشات الأجهزة الإلكترونية طيلة الوقت.
كما ساعدت جائحة كورونا، وتداعياتها، أن يقضي الأطفال ساعات أكثر أمام الأجهزة الإلكترونية بعد أن ظلوا لعامين دراسيين يتلقون دروسهم "أون لاين" عبر الشاشات.
ما الحل؟
يفكر الآباء كثيراً في حل يحد من إدمان جلوس أبنائهم على شاشة الكمبيوتر أو اللابتوب أو الهاتف! لكن دون جدوى، وهو الأمر الذي قد يؤدي تالياً إلى إدمانهم الجلوس أمام الشاشات الإلكترونية لقضاء الوقت، وما ينتج عن ذلك من قلة الحركة، وانعدام ممارسة النشاط الرياضي، وزيادة الوزن، بسبب الاستمرار في تناول الطعام من دون إدراك.
ويخشى الآباء كثيراً أن تتحول تحذيرات منظمة الصحة العالمية حول أعراض متلازمة الشاشات الإلكترونية إلى واقع بين أبنائهم، فعلامات: التأخر في الكلام، السمنة، الأرق، قلة النوم، قلة المهارات والذكاء الاجتماعي، وتفضيل الجلوس مع أجهزتهم كلها مؤشرات تصب في خانة احتمالية إصابة الطفل بالتوحد.
إقرأ أيضاً: الرضاعة الطبيعية.. فوائد للطفل والأم أيضاً
تلك الأعراض السابقة، إذا لاحظتها على طفلك، فبادري فوراً بالحد من الاستخدام الطويل للأجهزة الإلكترونية، عبر وضع برنامج يوازن بين اللعب والدراسة، واختيار الأوقات التي يكون بها الطفل أكثر نشاطاً بدنياً لدفعه لممارسة الرياضة.
ويمكن تسجيل الطفل في نادٍ للياقة أو الألعاب الحركية، مثل: كرة القدم وكرة السلة والتايكواندو والكاراتيه، لشغله بنشاط بدني يساعده على البعد لساعات عن الخمول والكسل، فضلاً عن ضرورة تخصيص يومي الإجازة الأسبوعية لممارسة النشاطات الخارجية دون أجهزة ذكية.