لاما عزت 29 يونيو 2016
أصبح من المعتاد أن تُحقّق التحفة الفنية الواحدة في المزادات العالمية مبلغاً يفوق الـ100 مليون دولار، هذه المبالغ التي كانت تُعتبر فلكيّة، باتت أمراً مُعتاداً، فما هي يا تُرى الأغراض التي حققت أغلى المبيعات في تاريخ المزادات. عام 1674، تم افتتاح أول دار للمزادات في العالم وذلك في السويد، وأطلق عليها اسم «استوكهولم للمزادات». وفي عصرنا هذا، يتم عرض آلاف التحف الفنية والقطع التاريخية القيمة في المزادات كل سنة. وتتضمن هذه القطع الفنية لوحات وسيارات وقطعاً نقدية وطوابع ومنحوتات ومجوهرات وغيرها.. وأغلى هذه الأشياء سعراً، هي تلك الأعمال ذات الصِّبغة الفنية، وخاصة اللوحات والمنحوتات والتي عادة ما تجني عشرات الملايين من الدولارات في المزادات. فيما يلي نعرض بعض القطع التي سجّلت أعلى المبيعات في فئتها في المزادات عبر التاريخ. 1 - أغلى لوحة فنية الرقم القياسي الحالي للوحة الأغلى مبيعاً في المزادات تحمله لوحة «إنترتشانج» («مُبادلة») المرسومة عام 1955، بريشة الرسام ويليام دوكينينغ، والتي بيعت في نوفمبر من العام الماضي 2015، بنحو 300 مليون دولار أمريكي. وكان لقب اللوحة الأغلى مبيعاً قبل ذلك بحوزة لوحة «متى ستتزوجين؟» للفنان بول غوغان، والتي اقتنتها في فبراير من العام ذاته «مؤسسة قطر»، بسعر قارب الـ300 مليون دولار. وكانت مصادر صحافية قد تناقلت أن الملياردير كين غريفين قد دفع مبلغ 500 مليون دولار لاقتناء لوحتين، إحداهما للرسام جاكسون بولوك والأخرى لويليام دوكينينغ، وهما اثنان من كبار فناني الحركة التعبيرية التجريدية. وتُعتبر هذه الصفقة رقماً قياسياً بالنسبة إلى كل من الفنانين، حيث لم يسبق أن بيعت إحدى لوحاتهما بمثل هذا السعر. وتبلغ قياسات لوحة «إنترتشانج» 200 سنتيميتر طولاً و175 سنتيميتراً عرضاً. وكانت ملكية اللوحة، قبل أن يشتريها الملياردير كينيث غريفين في سبتمبر الماضي في مزاد خاص، تعود لمؤسسة دافيد غيفين. وهي مُعارة منذ ذلك الحين للعرض في معرض «معهد شيكاغو للفنون». 2 - أغلى منحوتة «رجل يُشير بإصبعه» هي منحوتة برونزية من أعمال الفنان السويسري ألبيرتو جياكوميتي، انتهى منها عام 1947. وقد أصبحت العمل النحتي الأغلى مبيعاً في التاريخ، بعد أن بيعت في 11 مايو 2015 بسعر 141.3 مليون دولار. وقد أنجز جياكوميتي ست قطع متشابهة من هذه المنحوتة ونسخة سابعة هي النسخة التجريبية الخاصة بالفنان. وتتوزع النسخ الست من منحوتة «الرجل الذي يشير بإصبعه» ما بين «متحف الفن المعاصر» في نيويورك و«متحف تيتي» في لندن ومتاحف أخرى، أو لدى بعض مُحبّي جمع القطع الفنية النادرة. وبيعت منحوتة «الرجل الذي يشير بإصبعه» في مزاد أشرفت عليه في نيويورك «دار كريستيز للمزادات» في شهر مايو 2015، حمل عنوان «التطلُّع إلى الماضي». وقد بقي العمل لدى مالكه السابق لمدة 45 سنة قبل أن يُباع السنة الماضية. وقد قالت دار «كريستيز» عن هذه المنحوتة إنها «تحفة فنية نادرة» و«أيقونة أعمال جياكوميتي»، وقُدّرت سعرها قبل المزاد بـ130 مليون دولار. وكان الرقم القياسي السابق لأغلى عمل نحتي بيع في مزاد بحوزة الفنان جياكوميتي، حيث حمل اسم «رجل يمشي»، حيث كان قد بيع في مزاد نظمته دار سوذبيز للمزادات في لندن في فبراير عام 2010، مقابل 104 ملايين دولار أمريكي. 3 - أغلى قطعة أثاث أُخذت هذه الخزانة اسمها من «بيت بادمينتون» في غلوسيسترشاير» بإنجلترا، حيث سُمّيت بـ«خزانة بادمينتون». وفي عام 2004 تم بيع «خزانة بادمنتون» في المزاد مقابل 35 مليون دولار. اشترى القطعة المتميّزة الأمير هانز آدم الثاني، أمير ليشتينشتين (من النمسا). هذه الصفقة جعلت «خزانة بادمنتون» أغلى قطعة أثاث في العالم. جدير بالذكر أن هذه القطعة معروضة حالياً في قصر ليشتينشتين في فيينا في النمسا. كان هنري سكودامور، دوق بوفور الثالث والذي عاش في الفترة ما بين 1707 و1745، هو من أمَر بصنع هذه الخزانة خصّيصاً له عندما كان في سن التاسعة عشرة من العمر. وتتكون تلك الخزانة التي تم صنعها في فلورنسا الإيطالية من مجموعة من الأدراج المنمقة والمزيّنة بحرفية عالية، واستخدم في صنعها خشب الأبنوس الأسود وحجر الجشمت الكريم والكوارتز وأحجاراً كريمة أخرى. هذه الخزانة هي بمثابة تحفة فنية حقيقية فهي تجمع ما بين فنون الهندسة والنحت والرسم. يبلغ علوها 232 سنتيميتراً وعرضها 386 سنتيميتراً. 4 - أغلى سيارة كان جون بوغاتي واحداً من أشهر مُصمّمي السيارات في عشرينات القرن الماضي. وفي عام 1937 طوّر أول سيارة «بوغاتي» من طراز 57، وكان هذا الطراز تصميماً جديداً أنتجت منه «بوغاتي» 710 تصاميم مختلفة، حملت كلها اسم 57 إس بين عامي 1934 و1940، ومن ضمنها «بوغاتي 57 إس» 1936 الشهيرة. ومن المؤسف أن إنتاج طراز 57 توقف بعد وفاة جون بوغاتي في حادث سيارة عام 1939 ولم يكن عمره حينها قد تجاوز الـ30 سنة. ويعتبر بعض الخبراء هيكل سيارة «بوغاتي 57 إس» أجمل هيكل سيارة في فترة ما قبل الحرب العالمية الثانية. ولم يصنع بوغاتي من طراز «بوغاتي 57 إس سي أتلانتيك» سوى أربع سيارات، لم يعد موجوداً منها اليوم سوى اثنتين، إحداها من إنتاج 1938 وتعود ملكيتها لمصمم الأزياء الشهير رالف لورين، والثانية من إنتاج 1936 وكانت ملكيّتها تعود للدكتور بيتر ويليامسون الذي توفي عام 2008، ليتم عرضها في المزاد في مايو 2010، فحطمت كل الأرقام القياسية وبيعت بسعر تراوح بين 30 و40 مليون دولار، حيث اشتراها متحف مولين للسيارات الموجود في أوكسنارد بكاليفورنيا. قبل هذه الصفقة كان الرقم القياسي هو 2 مليون دولار، وكان بحوزة سيارة «فيراري 250 تيستا روسا». 5 - أغلى كتاب «كوديكس ليسيستر» هي مجموعة من الكتابات العلمية التي تركها ليوناردو دافنشي. فخلال حياته، كان دافنشي يحتفظ بالكثير من الدفاتر والمذكرات التي وثَّق بها أفكاره وتجاربه العلمية. وكانت أغلب تلك المذكرات مكتوبة بطريقة المرآة المعكوسة. ولعله فعل ذلك حتى يحفظ محتواها من أعين الفضوليين. و«كوديكس ليسيستر» هي أشهر المذكرات العلمية لدافنشي. وقد أخذت اسمها عن الثري الإنجليزي توماس كوك، الذي اشترى هذه المخطوطة عام 1717. وكان كوك أول من يحصل على لقب «إيرل» بلدة ليسيستر الإنجليزية. وتُعتبر هذه المذكرات قيّمة جداً، لأنها تعطي فكرة واضحة عن طريقة تفكير دافنشي، وتُقدّم نظرة عمّا كان يدور داخل رأسه. وقد دوّن فيها ملاحظاته حول مواضيع مختلفة منها علم الفلك وخصائص الماء والصخور والحفريات والضوء المشع من السماء... تتكون المذكرات من 72 صفحة. في عام 1994 اشترى بيل غيتس، صاحب شركة «مايكروسوفت»، «كوديكس ليسيستر» من المزاد بمبلغ 30.8 مليون دولار، ما جعل من هذا الكتاب أغلى كتاب بيع في المزاد. وقد أراد غيتس أن يتقاسم سعادة الاطّلاع على مذكرات دافنشي المكتوبة بخط يده مع أكبر عدد من الناس، فقرر أن يعرضه كل سنة في متحف مختلف. 6 - أغلى كرسي إيلين غراي هو اسم مصممة ديكور ومهندسة معمارية أيرلندية، وهي معروفة كواحدة من روّاد الحركة العصرية في الهندسة المعمارية. وقد اشتهرت إيلين بتصميمها كرسي بيبيندوم، والذي يُعتبر من أشهر قطع الأثاث التي تم تصميمها في القرن العشرين. كان لإيلين قاعدة مخملية من الزبائن وقد ساعدها مصمم الأزياء إيف سان لوران كثيراً في الانتشار وخلق صورة لامعة لها كمصممة، كما اشترى هو نفسه قطعاً كثيرة من تصميمها، حيث قامت مؤسسة «كريستيز» الشهيرة للمزادات عام 2009 ببيع المجموعة التي كان يمتلكها إيف سان لوران وبيير بيرجي من التحف، وقد جنَى هذا المزاد مبلغاً وصل إلى 490 مليون دولار. ومن بين القطع التي تم بيعها كرسي «دراكونز» الذي صممته إيلين غراي وبيع بمبلغ 28 مليون دولار. أغلى قطعة ألماس ألماسة «ويتلسباش» هي ألماسة عيارها 56.35 قيراط من الألماس الأزرق الصافي الذي لا تشوبه شائبة. وقد بيعت عام 2008 في مزاد نظّمته في لندن دار «كريستيز» للمزادات، بمبلغ حطم كل الأرقام القياسية بلغ 23.4 مليون دولار أمريكي، والذي حصل عليها هو الصائغ الإنجليزي الشهير لاورانس غراف. جدير بالذكر، أن هذه الألماسة ليست أكبر ألماسة في العالم، إلا أن جودتها من حيث الصفاء واللون مذهلة ولا تُضاهَى. كما أنّ لهذه الألماسة القادمة أصلاً من مناجم الهند، تاريخاً عريقاً، حيث كانت فيما مضى قطعة من التاج الملكي في النمسا وبافاريا.ساعة رولكس
أدخل بياناتك
شكراً
ننتظرك غداً مع سؤال جديد
التالي
اغلق