نوال العلي 1 مارس 2012
عزيزتي المرأة، سأخبرك اليوم بوصفات وطرق مختلفة لدخول البرلمان في بلدك. لكن مهما تعددت الوسائل عليك أن تعرفي أن الطرق ليست هينة كلها. قبل ذلك، أريدك أن تسألي نفسك لماذا تريدين دخول البرلمان أصلاً؟ هل تعتقدين أنك ستفعلين مالم يفعله الرجل مثلاً؟ على أي حال، مهمتي تقتصر في أن أخبرك بالطرق أما أنت فعلى عاتقك تقع مهمة العثور على الأسباب.
طريقة رقم 1
اقفزي من الفناء الخلفي لمجلس الأمة ثم تسلقي على أنابيب المياه. اكسري زجاج النافذة بأي شيء تحملينه (استخدمي كوعك إن لزم الأمر) فاجئي الجميع والتصقي بمقعد أثناء مناقشة دفتر الأحوال الشخصية، تذكري ألّا تقومي مهما كلف الأمر!
طريقة رقم 2
لفي حزاماً ناسفاً حول خصرك واقتحمي المجلس تحت تهديد الحزام.
طريقة رقم 3
تستطيعين كذلك الاعتصام في إحدى الساحات المنتشرة في بلادنا. ظلّي واقفة حتى تتعب قدماك فيشفق عليك أحدهم ويعطيك كرسياً برلمانياً لتريحي ساقيك، لاتنسي حمل يافطة مناسبة لتكون صورك لائقة على شاشات الفضائيات المختلفة!
طريقة رقم 4
ولعل من الأفضل أن ننتظر "الكوتا" النسائية مثلما ننتظر الحافلة، و"نبوس إيدينا وجه وضهر" حين نحصل على أربعة مقاعد من خمسة آلاف مقعد على سبيل المثال!
شر البلية مانسخر منه
اعتدنا أن تكون المرأة شريكة في الثورات والربيع والهتافات والمطالبات من أجل الحقوق السياسية، مثلما اعتادنا كذلك أن يقال لها شكراً لجهودك الآن انتهى دورك "بيتك أولى فيكِ"! فبعد أن تنتهي الشراكة النضالية ويأتي وقت حصاد الغنائم السياسية إن كانت هناك غنائم! تعود المرأة للمربع الأول لتبدأ في نضالها الشخصي لتحصل على حقها في المواقع السياسية كمواطنة صاحبة حق. ولا أدل على ذلك مماحدث في ليبيا بعد الثورة، فقد عاشت المرأة الثورة بحلوها ومرها إلى جانب الرجل، ليتم بعد ذلك إسقاط حق النساء في 10% من مقاعد البرلمان كانت حصتهن من التمكين السياسي في ظل النظام البائد. أما في مصر حصلت المرأة على 3% فقط من إجمالي المقاعد في مجلس الأمة، وربما كانت تونس أفضل الدول العربية حالاً بعد الثورة، إذ حصلت النساء على 49 مقعداً من أصل 217 في المجلس الوطني التأسيسي.
ومن المضحكات أن تهاجم المرأة لأدائها السياسي ويقال إنها لم تقدم أو تضف شيئاً، مثلما حدث بعد حل البرلمان الكويتي السابق ومهاجمة أداء أربعة من النواب النساء فيه لأنهن نساء، والسؤال هو هل كان أداء الرجل أكثر فعالية من المرأة، وهل كان ذلك لأسباب تتعلق بجنسه مثلاً؟
فماذا عليك أن تفعلي أيتها المواطنة لكي تجلسي على مقعد في البرلمان أو تستلمي منصباً وزارياً؟ هل هناك وصفة عليك تطبيقها لتصبحي امرأة صالحة للبيت السياسي العربي ويرضى عنك شريكك الرجل فيفسح لك في مجالس الأمة، أو يحملك حقيبة وزارية، غير وزارة شؤون المرأة والطفل فعادة ماتستبعد النساء من وزارات الخارجية والداخلية والتنمية السياسية والمالية والاقتصاد وتخصص لها حقائب المجتمع والأسرة لأسباب تحتاج لدراسة أيضاً وقد تتعلق بالأمومة والله أعلم!
ولكن لماذا تريد النساء المشاركة في السياسة أصلاً؟ ألا يكفي سيطرتها على مصروف البيت؟ ومواعيد نوم الأولاد؟ وماذا سنأكل اليوم؟
ربما لأن مايحدث في البلد يخصها مثلما يخص الرجل؟ ربما الوطن وطن الرجل والمرأة بنفس المقدار؟ ربما لأن من حقها أن تقول كلمتها في قرارات وقوانين وتغييرات تمسها وتمس حياتها والمحيطين بها؟ ربما!
طريقة رقم 5
مقادير وصفة التمكين السياسي:
هل تحتاجين إلى طبق من التمكين السياسي؟ هل أنت بحاجة إلى مساعدة بطرق معينة لزيادة مشاركتك وفاعليتها في مجال السياسة في بلدك؟
لإعداد وصفة ناجحة من التمكين السياسي نحتاج للمقادير التالية:
1- كوب من القوانين والقرارات السياسية الصادرة من فوق. مثل تعيين المرأة في مناصب عليا ومحاصصتها في الحقائب الوزارية ومجالس الشورى والأمة والبلديات والمؤسسات العامة المختلفة.
2- كوب ونصف من برامج الإعلام المخصصة للتنمية السياسية والوعي بأهمية مشاركة المرأة في العمل السياسي.
3- 10 أكواب تربية على المساواة والمشاركة ومن البيت إلى المدرسة فالجامعة يعني المشوار كله...
4- 20 كوباً من الثقة بالنفس وتغيير صورة المرأة وانطباعها الذي تحمله عن نفسها من أنها قاصر وضعيفة وعاطفية وغير عملية.
5- 5 أكواب خدمات رعاية اجتماعية وأسرية لحماية الأسرة وتقدم المرأة في عملها في الوقت نفسه.
أسباب قد تؤدي لفشل الوصفة أو حرقها:
1- أسباب اجتماعية وثقافية مردها إلى موقع المرأة في الحياة الاجتماعية والنظرة المعروفة عنها وتحديد دورها في نمط ومجال معين.
2- مستوى التعليم ونوعه فالمرأة تقبل عادة على مجالات محددة في التعليم والتربية ولا تقبل على دراسة العلوم السياسية مثلاً لأسباب تعود للمعوقات الاجتماعية والثقافية السابقة.
3- معوقات سياسية تحتاج لإصلاح سياسي وتكريس لمشاركة المرأة في العمل العام.
4- معوقات اقتصادية وتشريعية تتعلق بمشاركة ووجود المرأة في سوق العمل وبإصدار قوانين جديدة وتعديل وتغيير قوانين حالية لصالح وجود المرأة في الحياة العامة.
وأما الطريقة الأسهل والأسرع فقد تكون في تحول المرأة الراغبة بالدخول إلى برلمان بلادها إلى المرأة الوطواط، وبهذا تختصر الوقت وتعلن حضورها وقدرتها على الالتصاق بهموم وشؤون بلادها..فيانساء العالم العربي توطوطن!