نوال نصر 22 يوليو 2019
البحر جميل، واسمرار الجلد يمنح الإنسان جاذبية، والشمس لها منافع، والصيف فرح وحرية. لكن، ماذا عن تأثير الشمس في العينين؟ كثيرون ينتبهون إلى تأثيرها في الجلد، لكن قلة قليلة من البشر تُعير تأثير شعاع الشمس في العينين اهتماماً!
حين تتراكم الأعوام وتبدأ «الأعضاء البشرية» بالتعب والعطب والتباطؤ، نُدرك أننا تأخرنا كثيراً عن الانتباه إلى أنفسنا. والعيون، عيوننا، هي نحن، هي المرآة التي نحاكي بها سوانا حين تصمت الكلمات. وما نزرعه صحياً نحصده مع التقدم في العمر. فماذا عن تأثير تراكم اختراق شعاع الشمس بؤبؤ العين؟
جفاف وتليف
الاختصاصي في طب وجراحة العيون، الدكتور علي حرب، يُحدد العوامل التي تؤثر في العينين وأولها تأثير الشمس القاسية، قائلاً: «الأشعة فوق البنفسجية تترك أضراراً مباشرة، منها جفاف طبقتي الملتحمة والقرنية، وتسبب أضراراً غير مباشرة أخرى قد تظهر بعد حين، بعد أن نكون قد ظننا أننا نجونا من أضرار الشمس، وبينها المياه البيضاء في العدسة وتليف مركز الإبصار في الشبكية».
تزيد في الصيف زيارة عيادات طب العيون بسبب حدوث التهابات الملتحمة بأنواعها، سواء منها الالتهابات البكتيرية أم الفيروسية أم حتى الكلاميدية، جراء زيادة نشاط هذه الكائنات الدقيقة وتكاثرها والتي يسببها ارتفاع درجة الحرارة وزيادة رطوبة الجو. وتبدأ المشكلة بجفاف الملتحمة وتتطور غالباً جراء إفراز الغدة الدمعية وخلايا طبقة الملتحمة الدموع بهدف ترطيب العينين وحمايتهما من المؤثرات الخارجية ومساعدتهما على عبور الأكسجين إلى طبقة القرنية.
إشارات
أولى الإشارات التي يفترض التنبه إليها هي حدوث خلل في الدموع، سواء من ناحية الكمية أم درجة اللزوجة أم سرعة تبخرها، لأن من شأن إهمال هذه الإشارات إحداث جفاف العينين.
كيف تؤثر الشمس مباشرة في العينين؟ سؤال يتطلب جواباً شافياً كافياً في عزّ هذا الصيف.
يلفت طبيب العيون إلى أنه عند الاستمتاع بالبحر والشمس تتعرض العينان إلى عوامل سلبية مختلفة بينها أشعة الشمس فوق البنفسجية. وتؤدي مياه البحر وارتفاع نسبة الملوحة فيها إلى تحسس العين. كما يؤدي اللعب على الرمال الساخنة والاختلاط إلى التهابات في الملتحمة.
وقاية
يطرح كثيرون الآن السؤال التالي: هل التوجه إلى المسابح الخاصة أكثر أماناً لجهة نسبة الملوحة وخلوها من الرمال؟ هذا خطأ هائل. مياه المسابح تؤدي، بحسب الدكتور حرب، إلى متاعب في العينين، بسبب مادة الكلور التي تستخدم في تعقيم المياه وتوضع بكميات عالية، فتكون العدوى في المسابح المغلقة أعلى منها في البحر. والحلّ؟ وجوب اتخاذ جملة احتياطات احترازية تتمثل في استخدام النظارات الشمسية أو الطبية العاكسة للأشعة فوق البنفسجية، ليس حين نذهب فقط إلى البحر، بل في كل مرة نخرج فيها إلى الشمس، ويجب أن تكون النظارات كبيرة منعاً من تشرب الأشعة من الجهتين. ويفترض الحرص على عدم استخدام نظارات ليست لكم، ولا لمس العينين قبل التأكد من نظافة اليدين، وعدم ارتداء العدسات اللاصقة أثناء السباحة، ووضع قبعة وغسل الوجه والعينين بمياه نظيفة مراراً خلال ساعات النهار، والجلوس قدر الإمكان تحت المظلة.
مخاطر صحية
يجهل شخص واحد من كل ثلاثة أشخاص بالغين مخاطر الشمس الصحية على العينين. هذا لا يعني جلوس الشخص بين أربعة جدران والإقفال على نفسه، بل التعرض للشمس بوعيّ، ولمدة محددة، فالعين تحتاج، مثلها مثل كل الجسم، إلى هذه الأشعة، لكن بدرجات مناسبة تسمح لها بمواجهة الضوء. فلنستعن بالقول الهندي: «من فقد عيناً عرف قيمة العين التي بقيت له». العيون غالية جداً فلا تُفرطوا فيها تحت أيّ حجة.
نظارات شمسية
تؤثر الشمس في عيون الصغار كما في عيون الكبار، لا بل يتأثر الصغار بالأشعة فوق البنفسجية أكثر من الكبار، كون خرزة العين لديهم تسمح بمرور ما لا يقل عن 60% من الأشعة الضارة نتيجة عدم تكوينها، لذا يجب أن يعتاد الصغار، كما الكبار، ارتداء النظارات الشمسية الواقية والقبعات، للحد من التأثير التراكمي الناتج عن الأشعة فوق البنفسجية. ويفترض عند شراء النظارات السؤال عن مدى قدرتها على امتصاص الأشعة فهناك عدسات تمتص 25% منها، وهناك عدسات قادرة على امتصاص 50% في حين تصل قدرة عدسات أخرى إلى 75%.