لاما عزت 14 يونيو 2018
وصلت حمّى المونديال إلى البيوت فصفّر الحكم رافعاً البطاقة الصفراء كإنذار للأزواج. هذه هي الحال التي تتكرر كل أربعة أعوام مع كأس العالم، رجال متحمسون للعبة كرة القدم وزوجات في مواجهة الإهمال والتقصير، فيضجّ البيت بتسجيل هدف لطرف على آخر، مثلما تضج الملاعب بحماسة تسجيل هدف في مرمى الفريق المنافس. بأيّ جُهوزية يستعد الأزواج لمونديال هذا العام، وأي مناورات يعتمدونها لتسجيل «هدف» الفوز النهائي؟ خطة ثانية يستعد المدير الإداري صالح بن رجب لكأس العالم منذ فترة، وقد اشترى لهذه الغاية شاشة تلفاز كبيرة واشترك بباقة القنوات التي تبث مباريات المونديال، ويؤكد: «أجدني متحمّساً جداً لمونديال هذا العالم، وعقدت العزم بأن أجعل زوجتي تتحمس مثلي، فنهيئ معاً أجواء حماسية في البيت، كأن نجهّز طاولة من الأطباق الخفيفة والمقرمشات والعصائر التي نحب، لنستمتع ونتسلى بالمناسبة». ويغمز بن رجب من خلال كلامه من واقع: «أساير زوجتي في مشاهدة المسلسلات التي تحب، وسوف أستمر في السماح لها بمشاهدتها مستقبلاً. لن يكون صعباً عليها أن تسايرني في مشاهدة ما أحب خلال شهر واحد يأتي كل أربعة أعوام». والارتياح الذي يُبديه بن رجب لم يمنعه من وضع خطة «ب» في حال لم تسر الأمور معه بالشكل الذي يرغب، يُقرّ: «لو وجدت زوجتي تعاندني وترفض مشاهدة المونديال معي، أترك لها البيت لتشاهد مسلسلاتها، وأخرج مع الأصدقاء لأتابع المباريات في مقهى من المقاهي». التملص والإنصاف تُخبر الاختصاصية النفسية ميريام عون: «من بين أصدقائنا هناك الذي يتحمس أكثر من اللزوم للمونديال، ونراه يرفع علم المنتخب الذي يحب على شرفة منزله، ويلبس هو وأطفاله زيّه، لكن الأمر لم يصل بزوجي الذي يعشق المونديال إلى هذا الحد». وتعترف: «لا أهتم بالمونديال كثيراً، وهذا العام بالتحديد لديّ طفل صغير عليّ أن أهتم به، وأحتاج إلى مساعدة والده في هذا، وفي الحقيقة أنا قلقة قليلاً من هذا الموضوع». تسكت عون للحظة قبل أن توضح: «قلقة من أن يتركني زوجي ويتفرغ فقط لكأس العالم، لأرْعَى طفلنا لوحدي. بالتأكيد سيكون الأمر صعباً عليّ». وتضيف: «كل مرة يتملص فيها زوجي من مسؤوليته تجاه ابننا، سوف أجعله يهتم به طيلة يوم إجازته.. ليكون الأمر منصفاً لي». الإغداق بالهدايا القيمة «زوجتي لا تحب المونديال أو حتى ذكره في البيت». بهذه العبارة يبدأ الإداري محمد العشري كلامه، ويلفت: «هو أسلوب واحد أعتمده مع كل مونديال، أغدق هدايا العطور الفاخرة على زوجتي وهي تحبها بشدة، فتتركني بحالي». ويستمر العشري بحديثه ملاحظاً: «في الغالب أتابع المونديال خارج البيت مع الأصدقاء، الأمر الذي يدفع زوجتي للتملمُل من غيابي المتكرر، لذا أضطر إلى دعوتها للخروج مع الأولاد في اليوم التالي، تكفيراً عن تقصيري تجاههم وتعويضاً لهم». ابتزاز مكلف على الصعيد نفسه، تجد ربة المنزل لانا العطاطرة: «عليّ أن أساير زوجي في موضوع المونديال، فمثله مثل معظم الرجال يهوى متابعته وبشغف». وتتابع: «في العادة يكون عصبياً خلال مشاهدته المباريات، لاسيّما حين يكون منتخبه المفضل هو الذي يلعب، فألهي نفسي بشي آخر لأتحاشى الصدام معه». فيما يقول زوجها الصحافي عوض العطاطرة: «هي لا تتصادم معي لأنني أعدها بأن أفسحها في اليوم التالي، ولأكون صريحاً معكم، تكون كلفة الخروج باهظة مادياً لأفوز برضاها عني». اعتماد فن المسايرة من جهته، يُدرك موظف المبيعات إسلام محمد، أنه لا مفر من إرضاء زوجته، ليتسنّى له الاستمتاع بمشاهدة مباريات كرة القدم في البيت أو الخروج مع الأصدقاء لمشاهدتها في أحد المقاهي، يعترف: «في الواقع أنا أضع زوجتي تحت الأمر الواقع في مسألة المونديال، فأنا أحبه جداً، بينما هي لا تُعير الموضوع اهتماماً على الإطلاق». ويتابع: «اعتدت في السنوات السابقة، اعتماد فن المسايرة معها والاهتمام الزائد والحنان الفائض، ونجحت على مضض». إغراء بالهدايا الثمينة لا يفكر مدير التسويق خالد بن سبع كثيراً قبل أن يقول: «لأقنع زوجتي بإطلاق حرّيتي أيام المونديال، أغريها بالهدايا الثمينة مثل حلي من الذهب وباقات الورد الجميلة، ولا أتردد بجلب لبن العصفور لها لترضى وتتركني على سجيّتي، أواكب المونديال لحظة بلحظة». ويكمل: «المهم إلّا تزعل نصفي الثاني مني بسبب شهر المونديال الذي سرعان ما يمر، وأخطط بتأنٍّ لأجعله يمر دون مشكلات معها». وينهي خالد بن سبع كلامه قائلاً: «أعرف أزواجاً كثيرين تقوم القيامة في بيوتهم بسبب المونديال، ولن أسمح بأن يحصل الأمر عينه في بيتي».